” ثقوب ضوء القمر ” .. شبح يهدد مستقبل المياه في إسبانيا
عندما سقط الصغير خولين في يناير/ كانون الثاني 2019 في بئر ضيق بإسبانيا وتوفي أثر مصيره على ملايين الأشخاص حول العالم، وكان هذا الصبي قد سقط في إحدى الآبار المحفورة بطريقة غير قانونية لسرقة المياه في إسبانيا التي تعاني من جفاف متزايد، حسب ما ذكر موقع “شبيغل” الألماني.
وأضاف الموقع أيضاً أن أصحاب هذه الآبار غير القانونية هم في الغالب مزارعون كبار في حاجة ماسة للمياه لسقي حقولهم. وتتواصل سرقة المياه هذه منذ عقود، إلا أنها عادت إلى الواجهة عندما سقط الطفل خولين البالغ سنتين وتوفي بئر غير قانونية بإقليم ملقة في الأندلس.
وتابع الشعب الإسباني دقيقة بدقيقة على مدى أيام محاولة إنقاذ الطفل، لتطرح بعد ذلك أسئلة حول هذه الممارسة غير المشروعة.
ويطلق الإسبان اسم “ثقوب ضوء القمر” على هذه الآبار غير القانونية التي تُحفر سراً في الليل. ويعتقد الخبراء أن هناك مئات الآلاف من هذه الآبار الضيقة في إسبانيا، ووفقاً لذلك تتم سرقة ما بين 30 و50 في المائة من موارد المياه السنوية، كما ذكر آدم لوخ في دراسة له نشرت في مجلة Nature Sustainability”. ووضع لوخ تقديراته على أرقام من الإنتربول. ووفقاً للمؤلف لوخ فإن هذا الرقم يمكن أن يزداد في السنوات القادمة بازدياد تفاقم المشكلة إثر ندرة الموارد المائية بسبب تغير المناخ.
من جهتها أكدت آنا برييتو الناطقة باسم وحدة الحرس المدني التي تكافح الجرائم البيئية: “إنها ظاهرة تتسع. فقد أدى التغير المناخي والانتقال من زراعة تعتمد على الأمطار إلى أخرى تحتاج إلى السقي، إلى استغلال مفرط للمياه الجوفية و ارتفاع في عمليات الحفر المخالفة للقانون”.
وباشرت وحدتها عام 2019 عمليات على الصعيد الوطني سمحت بتحديد مكان وجود ألف وأربعمائة بئر غير قانونية في غضون خمسة أشهر، حسب وكالة فرانس برس.
وتفيد تقديرات حكومية تعود إلى عام 2006 بأن البلاد تضم نحو نصف مليون من هذه الآبار فيما أشارت منظمة “غرينبيس” البيئية إلى ضعف هذا العدد في تقرير صدر حديثاً. وترى المنظمة غير الحكومية أن ضخ المياه بطريقة غير مشروعة يوازي كمية مياه كافية لاستهلاك 118 مليون نسمة، أي أكثر من ضعف عدد سكان إسبانيا.
ويقول الخبراء من فرع “غرينبيس” في إسبانيا: “إذا لم يتم السيطرة على هذا الاحتياطي الآن، ستفاجأ إسبانيا عندما تحتاج إليه، بعدم توافر المياه أو أنها ستكون ملوثة”.
وقد حذر الاتحاد الأوروبي العام الماضي إسبانيا من تكاثر الآبار غير القانونية في محيط هذه الواحات البيئية في جنوب البلاد التي تحوي عدداً كبيراً من الطيور والوشق الأيبيري. (Deutsche Welle)[ads3]