موسيقي سوري و متطوعة ألمانية تغيرت حياتهما بفتح برلين أبوابها للاجئين عام 2015 ( فيديو )

غير قرار أنغيلا ميركل بفتح أبواب ألمانيا على مصاريعها للاجئين في نهاية صيف 2015 حياة الألمانية غراسيا شوت، والسوري أيهم الأحمد، إلى الأبد.

في آب من ذلك العام، جاءت الأولى مع آلاف المتطوعين الآخرين، الذين تأثروا بضائقة اللاجئين لتقديم الحساء للعائلات المنهكة في محطة ميونيخ.

وكانت القطارات المكتظة بالسوريين والعراقيين والأفغان، الذين كانوا عالقين في المجر بعد أن اجتازوا أوروبا عبر البلقان، تصل تباعاً إلى المحطة.

أقل أحدها في 23 أيلول، أيهم الأحمد، عازف البيانو السوري من أصل فلسطيني، وكان قد غادر قبل شهر مخيم اليرموك، جنوبي دمشق، الذي كان يحاصره تنظيم داعش، وترك هناك زوجته وولديه، الذين منعهم صغر سنهم من خوض مثل هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.

وصلت أصداء قصته المؤثرة إلى جميع أنحاء العالم، ويجول الآن هذا الموسيقي البالغ من العمر 32 عاماً، والذي رافقته وكالة “فرانس برس” خطوةً بخطوة عبر الإنترنت، في أوروبا، بعد تمضيته عاماً في ألمانيا، ويسافر إلى اليابان لتقديم حفلات موسيقية.

لدى عودتها إلى محطة ميونيخ حيث تم الآن تجهيز مركز للكشف عن وباء كوفيد-19، تقول شوت (36 عاماً) إنها أعادت تحديد ماهية القيم الأساسية في حياتها، “إنهما الامتنان والإدراك أنه على الرغم من كل ما يحدث في ألمانيا، إلا أنها ما تزال دولة آمنة للغاية” .

ويستعيد الأحمد ذكرياته في قطار يتجه إلى شمال ألمانيا حيث سيحيي حفلاً موسيقياً في أحد المسارح.

ووصف هذه المرحلة قبل كل شيء بأنها كانت مربكة جداً، ومثل عشرات الآلاف من السوريين الفارين الآخرين، لم يكن لديه سوى هدف واحد “ألمانيا”، الذهاب إلى ألمانيا.

ويروي بلغة ألمانية تشوبها كلمات بالإنكليزية: “بعد وصولي إلى ميونيخ، تم إرسالي إلى العديد من مراكز الاستقبال الطارئة، ثم إلى فيسبادن”، وبالقرب من فرانكفورت حيث تم تخصيص غرفة له مع عمه في نزل لطالبي اللجوء.

ويتذكر “اللطف الشديد” الذي أظهره متطوعون مثل غراسيا شوت، “هذا المجتمع الذي قال: علينا المساعدة”.

ترى شوت أن الشعور بأننا “لم نكن مجرد متفرجين” على مأساة المهاجرين ولكن “يمكننا التحرك بفعالية” من خلال توزيع الحاجيات الأساسية أو عن طريق تجهيز أسرة المخيم ما يزال حاضراً بقوة حتى اليوم.

واصلت الشابة التي تعمل إدارية في إحدى دور الحضانة، دعم اللاجئين لدرجة انها استقبلت ثلاثة شبان، ما زال أحدهم يعيش لديها.

بعد أن حصل على صفة اللاجئ، تمكن الأحمد، بعد عام، من إحضار زوجته وأطفاله، وانتقلت العائلة إلى فاربورغ في وسط البلاد، وأضيف فرد إلى العائلة مع ولادة طفلة قبل سبعة أشهر.

وفي سوريا، انتشرت أغانيه المليئة بالأمل وسط الأنقاض على مواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك استمر في الغناء عن الحنين إلى الوطن، مع حرصه على لفت اهتمام ألمانيا وأوروبا إلى “هذه الحرب الغبية” التي تعيش فيها سوريا منذ أكثر من تسع سنوات.

واليوم، “يأمل بالجمع بين الثقافات وإقامة حوار بين الموسيقى الشرقية والغربية”.

بعد إقامة أكثر من 720 حفلة، يشعر بالإرهاق أحياناً، لكنه يقول إن “كل شيء أفضل من العيش على الدعم الحكومي”، كما كانت الحال في الأشهر الأولى من وصوله إلى ألمانيا.

وحول تكرار التجربة، تجيب شوت التي تدرك الصعوبات التي تواجه الاستقبال والاندماج: “أعتقد أنني لن أكون شخصاً يقول على الفور: سننجح بذلك وسيسير كل شيء على ما يرام.. يجب التحلي بالواقعية”، وتداركت: “لكن بدون أدنى شك، سأفعل ذلك من جديد”.

من جهته، أوضح أحمد أن ذاكرة جيله ستكون مطبوعة بأهوال الحرب والصعوبات الكامنة في المنفى.

لكنه أكد والابتسامة تعلو وجهه أن ولديه باتا يتحدثان الألمانية “بدون أدنى لكنة”. (AFP)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها