من حلب إلى هامبورغ .. طبيب سوري يتحدث عن تجربته منذ وصوله إلى حين عمله في إحدى العيادات

سلطت صحيفة ألمانية الضوء على تجربة طبيب سوري، يقيم في هامبورغ منذ خمس سنوات.

وقالت صحيفة “هامبورغر مورغن بوست“، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الطبيب السوري توفيق حداد جاء مع أسرته من حلب إلى مدينة هامبورغ قبل خمس سنوات، وفي ذلك الوقت لم يكن يعرف أي كلمة باللغة الألمانية، ما يعد نقطة انطلاق صعبة لممارسة مهنته.

وتعيش عائلة حداد اليوم في حي “روترباوم”، ويداوم أبناؤه الثلاثة في مدارس للمرحلة الثانوية، في حين حصل توفيق على عقد ثابت في إحدى العيادات الطيبة.

ومارس توفيق حداد الطب الباطني في حلب لمدة 17 عامًا، ثم بدأت الحرب، و”تم إغلاق المدارس، واستمر القصف، وتهدد أبنائي بالالتحاق بالخدمة العسكرية، ولم أر أنا وزوجتي مستقبلًا لأطفالنا في سوريا”، بحسب ما قال الطبيب البالغ من العمر 47 عامًا.

وساعدت مجموعة من الأصدقاء في هامبورغ عائلة حداد في الحصول على الأوراق اللازمة للسفر، وقدم الأصدقاء كفالةً للعائلة، فأمنوا لأفرادها التأشيرة وشقة وأماكن مدرسية ودورات لتعلم اللغة الألمانية.

وقال توفيق حداد: “لولا هذه المساعدة لكنا ضائعين.. كان هذا مهمًا جدًا بالنسبة لنا”.

ولمدة ثلاث سنوات، دعمت دائرة الأصدقاء عائلة حداد بكل الوسائل المتاحة، إلى أن وصلت العائلة إلى مرحلة عدم الحاجة إلى المزيد من المساعدة.

ونجح رب عائلة حداد بالحصول على عمل، وتأمين معيشة أسرته مجدداً، حيث عمل في البداية كطبيب في نزل للاجئين، قبل حصوله على عمل في عيادة.

وقال حداد: “كان علي أن أتعلم الكثير، ليس فقط اللغة”، لأن العمل كطبيب في ألمانيا يختلف تمامًا عما هو الحال في سوريا، ويوضح حداد: “إذا سأل طبيب في سوريا مريضاً: هل لديك أي فكرة من أين تأتي شكواك من المرض؟، فلن يذهب أحد إلى ذلك الطبيب.. حيث أن هناك يجب ألا يظهر الأطباء أي شك لدى المرضى، فالطبيب بالنسبة لهم يعرف كل شيء، ويمكنه فعل كل شيء”، هذا ما يتوقعه المرضى.

واختلاف آخر بالنسبة لحداد، هو أن وصف المضادات الحيوية أمر طبيعي كثيراً في سوريا، في حين كان التعامل مع هذا الأمر في ألمانيا غير معتاد في البداية، لكنه اقتنع في هذا التعامل لاحقاً.

وهناك شيء آخر مختلف تمامًا في سوريا، يوضحه حداد، بالقول: “لا يرتدي الأطباء الأحذية الرياضية في الحياة اليومية، ولا يقودون الدراجات الهوائية أبدًا.. وكلما ارتفع سعر سيارة الطبيب، كان الطبيب أفضل!”، قال حداد ضاحكاً.

وحداد، الطبيب في الاختصاص العام، يستقل مترو الأنفاق للعمل، ولم يتعلم ركوب الدراجة إلا في ألمانيا، ويرغب حداد في امتلاك عيادة خاصة به مرةً أخرى، في وقت ما.

وتعمل زوجة حداد في دار حضانة بروتستانتية، وتذهب أحياناً العائلة المسيحية أيام الآحاد إلى الكنيسة.

والابن الأكبر لحداد على وشك الانتهاء من المدرسة الثانوية، ويرغب بعد ذلك في دراسة علوم الكمبيوتر.

وقال حداد: “الشيء الوحيد الذي نفتقده بشكل كبير جداً هو أصدقائنا.. في سوريا كانت لدينا شبكة علاقات كبيرة.. ربما يمكننا العودة يومًا ما.. حين أتقاعد ويعود السلام مرةً أخرى في الوطن “.

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها