دويتشه فيله : 30 عاماً على الوحدة .. كورونا ينغّص على الألمان فرحتهم
بدأت ألمانيا من ظهر السبت مجموعةً من الفعاليات للاحتفال بالذكرى الثلاثين لإعادة توحيد ألمانيا، وهي الذكرى التي تأتي كل عام يوم الثالث من تشرين الأول، غير أن إجراءات كورونا دفعت السلطات إلى تقسيم الاحتفالات على مدار الشهر، لتجنب التجمعات الكبيرة وتقليل خطر انتشار فيروس كورونا.
وستكون مدينة بوتسدام، عاصمة ولاية براندنبورغ بشرق ألمانيا، مركز احتفالات عام 2020.
وتأتي فعاليات التوحيد هذا العام أيضاً بعد أقل من عام من احتفال ألمانيا بالذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين، وهي اللحظة الفاصلة في تاريخ ألمانيا الحديث التي مهدت الطريق لإنهاء الانقسام في البلاد خلال الحرب الباردة.
وتأتي هذه الاحتفالات المصغرة في وقت تشهد فيه ألمانيا تبايناً في عدد الإصابات بكوفيد-19 بين أسبوع وآخر، إذ سجل معهد “روبرت كوخ” الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية صباح السبت 1378 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وبحسب بيانات المعهد، يصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى حوالي 249 ألفاً، بينما بلغ عدد حالات الوفاة 9324، فيما اقترب عدد المتعافين من 223 ألفا.
وبحسب البيانات، بلغ معدل الاستنساخ حتى الجمعة 0.85، ما يعني أن كل عشرة مصابين قد ينقلون العدوى إلى نحو 8 أفراد آخرين في المتوسط، وهو معدل لا يثير المخاوف حالياً، بما أنه أقل من 1% المطلوبة لضمان تراجع المرض.
وكانت ألمانيا قد سجلت منتصف شهر آب الماضي ارتفاعاً قياسياً في عدد الحالات هو الأعلى منذ ذروة تفشي المرض في نيسان.
وبعد مرور كل هذه السنوات، تظهر الحكومة الألمانية متفائلة حول ما تمّ تحقيقه على مدار العقود الثلاثة الماضية، ويشير التقرير السنوي الذي تصدره الحكومة الألمانية عن حال الوحدة إلى وقوع تراجع كبير في معدلات البطالة وتحسن الاقتصاد وطفرة تكنولوجية في عدة مجالات في الولايات الجديدة والتي كانت تشكل “جمهورية ألمانيا الديمقراطية”.
ويشير التقرير إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للفرد تضاعف ثلاث مرات في الولايات الجديدة في الشرق منذ التوحيد، وبذلك، تجاوز معدل نمو إنتاجها نسبة 73%، بعدما كان في حدود 37% بداية التوحيد، وتجاوز الرقم في برلين 79.1%.
غير أن التحديات مستمرة، وما يزال شرق ألمانيا ضعيفاً من الناحية الاقتصادية، مقارنةً ببقية التراب الألماني، بحسب التقرير ذاته، ولم تصل الكثير من الولايات الألمانية في الشرق لنسبة النمو الاقتصادي لولايات الغرب الألماني، بما فيها ولاية برلين.
وكما أشار التقرير إلى اختلافات بين الألمان في شرق البلاد وغربها فيما يخص النظر إلى مسألة الديمقراطية ومؤسسات الدولة والأجانب والتطرف اليميني.
وخلص التقرير إلى أن “عملية التوحيد لم تكتمل بشكل نهائي بعد”. (DPA – AFP – DW)[ads3]