تناول مكملات الكرياتين و البروتين مرتبط بإدمان الكحول لاحقاً
توصلت دراسة حديثة إلى أن استهلاك المواد التي تحسن كفاءة الأداء البدني، كمساحيق البروتين أو مكملات الكرياتين، مرتبط بالإدمان على شرب الكحول، في مراحل لاحقة من الحياة.
وجد الباحثون الذين أعدوا الدراسة أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و26 سنة، الذين لجأوا إلى استهلاك تلك المواد كانوا أكثر عرضة بشكل كبير للإبلاغ عن عدد من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر المرتبطة بتعاطي الكحول على نحو ضار وتناول المشروبات الكحولية، وذلك بعد مرور سبع سنوات.
كذلك، تبين أن العلاقة بين استخدام تلك المكملات وبين اللجوء إلى تعاطي الكحول في مرحلة لاحقة كانت قوية بشكل خاص في صفوف الرجال.
“تبعث النتائج التي تمخضت عنها دراستنا على القلق نظراً إلى الاستخدام الشائع بين الشباب، خصوصاً الفتيان والرجال، للمواد المشروعة التي تعزز الأداء البدني”، قال كايل تي غانسون الباحث الرئيس في الدراسة، وهو حاصل على دكتوراه، وعلى ماجستير في الخدمة الاجتماعية، وأستاذ مساعد في كلية “فاكتور إنوينتاش” كلية الخدمة الاجتماعية Factor-Inwentash Faculty of Social Work، في جامعة “تورنتو” الكندية.
وأردف قائلاً: “يمثل الإسراف في شرب الكحول الذي ينطوي على آثار مضرة مشكلة خطيرة بالنسبة إلى الراشدين من الرجال، الذين ترتفع في أوساطهم معدلات الوفاة المتصلة بتعاطي الخمور مقارنة بالنساء. في نهاية المطاف، يعوق الإفراط في تناول المشروبات الكحولية المصحوب بعواقب سيئة النجاحات الاقتصادية والوظيفية، ويفاقم تكاليف الرعاية الصحية وإنفاذ القانون”.
في دراسة عينة من الناس تضمنت ما يزيد على 12 ألف مشارك من الولايات المتحدة الأميركية، وجد الباحثون أن الرجال الذين استخدموا مواد مشروعة ترفع مستوى الأداء البدني كانوا أكثر عرضة لمواجهة مشكلات متصلة باستهلاك الكحول والانخراط في سلوكيات خطيرة.
ومن جملة تلك السلوكيات الشراهة في الشرب، أو التعرض للأذى أو الانخراط في أفعال تنطوي على مخاطر أو مشكلات قانونية في حالة الثمالة، أو عدم الارتداد عن تعاطي الكحوليات على الرغم من مكابدة مشكلات في الصحة العاطفية أو الجسدية، فضلاً عن تراجع نسبة النشاطات وأشكال التواصل الاجتماعي التي تتعارض مع استهلاك الكحول.
قال الدكتور غانسون إنه يعتقد أن الضغط الاجتماعي الذي يُمارس على الصبيان والرجال للتوصل إلى شكل الجسم الخالي من الدهون والمليء بالعضلات ربما يفسر النتائج المختلفة بين الجنسين.
يذكر في هذا الشأن، “بالنسبة إلى معظم الصبيان والرجال، يعتبر هذا الجسم المثالي بعيد المنال، ما يؤدي تالياً إلى استخدام المواد المعززة للكفاءة البدنية. تتناقض صورة الجسد تلك مع مفهوم النحافة المثالية بالنسبة إلى الفتيات والنساء”.
“في الولايات المتحدة الأميركية، لا تخضع مواد تحسين الأداء البدني المشروعة لرقابة “إدارة الغذاء والدواء” Food and Drug Administration، وفق كلام كبير الباحثين في الدراسة جيسون إم ناغاتا، وهو أستاذ مساعد في جامعة “كاليفورنيا” الأميركية، قسم طب الأطفال في سان فرانسيسكو، بحسب صحيفة “اندبندنت”.
وأضاف “وسم هذه المواد تشوبه أخطاء أيضاً ويُحتمل أنها تحتوي على مكونات ضارة، مثل الستيرويدات الابتنائية anabolic steroids، التي من شأنها أن تقود إلى مشكلات في القلب والكبد والكلى، وإلى تدهور الصحة العقلية- النفسية”.
استناداً إلى ما تقدم، دعت الدراسة التي نُشرت في مجلة “بيدياتريكس” Pediatrics، إلى مراقبة المواد المشروعة التي تزيد الأداء كفاءةً وتنظيمها من قبل الحكومات.
في السياق نفسه، أظهرت دراسة أخرى تولى قيادتها الدكتور ناغاتا ونُشرت في “جاما بيدياتريكس” JAMA Pediatrics، وجود علاقة بين المواد المشروعة المعززة للأداء وبين استخدام الستيرويدات الابتنائية الأندروجينية anabolic-androgenic steriods المحظورة، في مراحل لاحقة.
وقال الباحثون إنه ينبغي على المتخصصين في الصحة وصانعي السياسات تعديل ممارساتهم وأهدافهم كي تأخذ في الحسبان ما لاحظوه من علاقة رابطة بين استخدام الكحول من جهة والمكملات القانونية المعززة للأداء، من جهة أخرى.
وفق رأي الدكتور غانسون، “حري بالاختصاصيين الصحيين الكشف عن هذه السلوكيات وتقديم المشورة للشباب حول المخاطر الصحية المحتملة. نحتاج أيضاً إلى أن يبدأ صانعو السياسات على مستوى كل ولاية، كما على المستوى الفيدرالي، أخذ هذه المواد على محمل الجد والإقرار بالتأثيرات الضارة التي تلحقها باليافعين”.[ads3]