بريطانية توهم ابنتها بأنها تعاني من مرض خطير لأربع سنوات
عندما كانت الشابة البريطانية، أليشا تبلغ من العمر 14 عاماً، أخبرتها والدتها أنها مصابة بمرض لايم. وخضعت لسنوات من العلاجات البديلة وأصبحت ضعيفة لدرجة أنها احتاجت إلى استخدام كرسي متحرك. لكن عندما بلغت السابعة عشرة من عمرها، اكتشفت أنها لا تعاني من أي مرض.
بدأت أليشا تعاني من مشاكل الصحة العقلية عندما بدأت المدرسة الثانوية، وعاشت طفولة غير مستقرة مع شقيقتها، بعد انفصال والديها.
وتنقلت الفتاة مع أسرتها الصغيرة كثيراً، حيث اضطرت لارتياد سبع مدارس مختلفة. ولم تكن أليشا على علاقة جيدة مع والدها ولم تتح لها الفرصة مطلقاً لبناء صداقات حقيقية، لأنها كانت تنتقل من منزلها باستمرار.
أصيبت الفتاة بالاكتئاب واضطرابات في عادات الطعام، وعانت من نوبات هلع متكررة أدت إلى إيذاء نفسها، ما اضطر والدتها لإخراجها من المدرسة. ولعدم رغبتها في تصديق أن ابنتها تعاني من مشاكل في الصحة العقلية، بدأت والدة أليشا في البحث عن مشاكل صحية جسدية، واختلاق أمراض مزيفة لها.
وبحسب شبكة “24” الإماراتية، تبين لاحقاً، بأن الأم كانت تعاني من متلازمة مانشاوزن، وهي اضطراب عقلي يختلق فيه القائم على رعاية طفله، أعراضاً مزيفة، أو يظهر عليه أعراض حقيقية تجعله يبدو بأنه يعاني جراء إصابة طفله بمرض عضال.
وقالت أليشا التي غيرت اسمها وهي تتحدث مع موقع “ميترو” البريطاني، للحفاظ على خصوصيتها، إن أحد الأعراض الرئيسية لمرض لايم هو التعب وفقدان الطاقة، وبما أنها لم تكن تحصل على التغذية المناسبة بسبب حالتها النفسية، كانت تعاني من هاذين العرضين، وهذا شجع والدتها على إقناعها بأنها مصابة بمرض لايم وبدأت في اصطحابها إلى الأطباء للحصول على تشخيص رسمي.
لكن الأطباء غالباً ما كانوا يقولون لها بأن ابنتها ليست مصابة بالمرض، مما كان يغضبها ويدفعها لتقديم الشكاوى ضدهم والبحث عن أطباء آخرين لنفس الغرض.
وبعد جهد طويل، اقتنع أحد الأطباء عبر تشخيص سريع، بأن أليشا تعاني من مرض لايم، ووصف لها علاجات بديلة مثل العلاج بالليزر وأربطة المعصم والصدمات الكهربائية.
وطوال أربع سنوات كانت الأم تعامل ابنتها على أنها مريضة، وتبتكر أمراضاً وأعراضاً مزيفة لتقنعها بأنها تعاني من المرض، حتى أنها أقنعتها في إحدى المرات بأن تنفسها غير طبيعي ووضعت شريطاً لاصقاً على فمها لتتنفس من أنفها فقط.
وكانت أليشا تقضي معظم أيامها في السرير، وتنام كثيراً، ولم تكن تقابل أي أصدقاء. في النهاية، عانت أليشا من الضعف الشديد في جسدها حتى اضطرت لاستخدام كرسي متحرك.
عندما أصبحت أليشا في السابعة عشرة من عمرها، أدركت بأن هنالك خطأ ما، وبسبب شعورها بالضعف الشديد اضطرت إلى الذهاب إلى المستشفى حيث تبين بأنها لا تعاني من أي مرض، وأنها تحتاج فقط لبعض الغذاء وتعويض فقر الدم، وبعض جلسات العلاج الفيزيائي لتستعيد حركتها الطبيعية.
وبعد أن تلقت العلاج وتحسنت صحتها، قرر الأطباء إعادتها إلى منزلها، إلا أنها غافلتهم وهربت من المستشفى حتى لا تعود إلى معاناتها مع والدتها، ولكي تعيش حياة طبيعية.[ads3]