دراسة : المراهقين غير المحبوبين أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب في حياتهم

يأمل الكثير من الطلاب بتجاوز المرحلة الثانوية، التي تترك بصمة في عقولهم.. ويبدو أن آثارها النفسية والجسدية سترافق الشباب خلال فترة مراهقتهم، بحسب مجموعة من الأبحاث المختلفة.

وفي دراسة، وجدت أن الأطفال، الذين لم يحظوا بشعبية كبيرة في سن الـ13 عاماً، قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض الدورة الدموية في وقت لاحق.

وهذا يشمل مخاطر الإصابة بحالات مرضية مثل تضيق وتصلب الشرايين، وضربات القلب غير الطبيعية التي تؤثر على الأداء الطبيعي للقلب والأوعية الدموية.

ويقول ميتش برينشتاين، وهو أستاذ بارز في علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة كارولينا الشمالية، والذي لم يشارك بالدراسة: “رغم عدم إدراك الكثيرين لذلك، إلا أن الحالة الاجتماعية هي أحد أقوى العوامل التي تتنبأ بالنتائج النفسية والصحية اللاحقة، حتى بعد عقود من الزمن”.

وعادة ما يتم تفسير المشاكل الصحية المزمنة بالعوامل الجينية أو الأفعال، مثل التدخين أو الشرب أو اتباع نظام غذائي غير صحي، لكن الأبحاث تشير إلى أن الحالة الاجتماعية هي مؤشر رئيسي على الوفيات.

و وفق ما نقلت شبكة “سي إن إن” عن دراسة من السويد، وجد الباحثون أن 33٪ من الأولاد كانوا يتمتعون بمكانة رفيعة في سن الـ 13 عاماً، وهي نسبة أعلى بقليل من الفتيات، التي تصل إلى 28.5٪.

وصُنفت نسبة حوالي 16٪ من الفتيات على أنهن “مهمشات” مقارنة بـ12٪ من الفتيان.

ويذكر أن الأطفال المصنفين على أنهم “مهمشين” في سن الـ13 عاماً كان لديهم خطر أعلى بنسبة 33٪ إلى 34٪ للإصابة بأمراض الدورة الدموية، في مرحلة البلوغ، لكل من الجنسين.

وتم أخذ بعض العوامل في عين الاعتبار، مثل عدد الأشقاء، والصحة العقلية، والظروف الاجتماعية والاقتصادية، وغيرها. ولكن، يمكن أن يكون هناك العديد من التفسيرات لهذا الارتباط.

وقالت إيلفا المكيست، وهي محاضرة في قسم علوم الصحة العامة بجامعة ستوكهولم ومؤلفة الدراسة التي نُشرت بمجلة “BMJ Open”: “التحدي في هذا النوع من البحث هو أننا نملك المعلومات التي نحتاجها لإنشاء روابط بين الطفولة والنتائج الصحية في مرحلة البلوغ، لكننا نعرف القليل جداً عما يحدث بينهما”.

وتقول كاثرين إيرليش، وهي أستاذة مساعدة في علم النفس بجامعة جورجيا، والتي لم تشارك في البحث، إن أحد التفسيرات يمكن أن يكون التهاباً مزمناً مرتبطاً بالتجارب المجهدة للعلاقات، في مرحلتي المراهقة والبلوغ.

وأضافت: “قد يكون الأفراد الذين يعانون من العزلة الاجتماعية هم أكثر عرضة لاتباع نظام غذائي غير صحي، والإفراط في الشرب، واتباع نمط حياة غير صحي، كل ذلك يمكن أن يزيد أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.

وتؤيد إيرليش أن العلاقات القوية بين الآباء والمراهقين يمكن أن تكون بمثابة حاجز ضد العلاقات المسببة للمشاكل.

وأوضحت أن العديد من المراهقين فيعانون ي مرحلة أو أخرى من علاقاتهم الاجتماعية، ليجدوا صعوبة في التكيف أو العثور على أشخاص مناسبين لهم.

والنصيحة التي تقدمها إيرليش هي الاستمرار في المحاولة، والانضمام إلى نواد جديدة، أو مقابلة أشخاص عبر الإنترنت، فأنت لا تعلم من يمكن أن يكون صديقك مدى الحياة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها