في منطقة يتقدم فيها اليمين المتطرف .. مدينة ألمانية تفتح ذراعيها للاجئين من اليونان

أعرب ينس-بيتر غولده، رئيس بلدية مدينة نويروبين، التي يقطنها 31 ألف نسمة والواقعة في مقاطعة براندنبورغ، عن استعداد مدينته لاستقبال لاجئين جدد، وقال لوكالة “فرانس برس”: “لدينا مكان يتسع من 50 إلى 75 شخصا”.

عند مدخل مركز المدينة، تلفت الأنظار أحرف عملاقة متعددة الألوان خُطت على جدار وتقول “التنوع هو مستقبلنا”، وينوي غولده تطبيق هذا الشعار، وأوضح أنه “عندما نرى صور (مخيم المهاجرين في اليونان الذي دمرته النيران) في موريا، فإن الأمر لا يتعلق بمناقشة القرارات السياسية الكبرى، إنها مسألة أخلاقية”، وأضاف الرجل، الذي الذي لا ينتمي لأي حزب سياسي: “نحن بخير هنا وبوسعنا تقديم (المساعدة) للمحتاجين”.

وفي المدينة، الواقعة على بعد 60 كيلومتراً شمال غرب برلين، سجلت موجة من التعاطف إثر رؤية صور أشخاص يفترشون الرصيف، بعدما أتت النيران على ملجئهم البائس في جزيرة ليسبوس اليونانية.

وقررت برلين، في أعقاب ذلك، استقبال 1553 مهاجرًا، معظمهم من العائلات، عالقين حالياً في خمس جزر يونانية في بحر “إيجه”، وقالت وزارة الداخلية الألمانية، الأحد، إن من المقرر أن يتوجه إلى البلاد في وقت لاحق من هذا الأسبوع أول 50 لاجئا من أصل 150 لاجئا من القصر غير المصحوبين بذويهم قادمين من مخيم موريا للاجئين المدمر في جزيرة ليسبوس اليونانية.

كما من المتوقع أن يسافر مع المجموعة 20 طفلاً آخر يحتاجون إلى علاج طبي إلى جانب أسرهم المقربين، حيث من المتوقع أن يصل عدد أفراد المجموعة في المجمل إلى أكثر من 140 شخصاً، ووفقاً للمخطط الحالي، سوف يصلون إلى ألمانيا يوم الأربعاء المقبل.

وتريد مدينة نويروبين أن تقوم بدورها، على غرار 173 مدينة في البلاد، منها 16 مدينة فقط في ألمانيا الشرقية السابقة، وأكد العمدة أن لديهم “أماكن متاحة على الفور” في مراكز طالبي اللجوء أو شقق في المساكن الاجتماعية، وعلاوة على الجانب الأخلاقي، فإن التحدي اقتصادي أيضاً بالنسبة لهذه المدينة الأنيقة الواقعة على ضفاف بحيرة.

وشكل وصول اللاجئين قبل خمس سنوات مكسباً بالفعل لرجال الأعمال في المنطقة، وما يزال مارتن أوسينسكي، المسؤول السابق عن 18 مركزاً لطالبي اللجوء في المنطقة، يتذكر مدراء الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم الذين وجدوا فيهم “أشخاصاً بإمكانهم العمل”، كما أن هناك طلباً كبيراً على اللاجئين من أجل رعاية المسنين.

واستقر في المدينة بشكل أساسي السوريون والشيشان في السنوات الأخيرة، وبات الأجانب يشكلون 4,3 % من سكانها.

وتقول المشرفة الاجتماعية بيات شادلر، وهي من سكان المدينة: “أريد أن أعيش في مدينة منفتحة على العالم وتوفر حماية لمن فروا من الحرب أو المجاعة”.

ومع ذلك، حصل حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي على 20% من الأصوات في هذه المدينة، خلال انتخابات برلمان الولاية في عام 2019، فيما ما يزال اندماج الوافدين الجدد يمثل تحديا.

ولم يجب كلاوس باومديك، من كتلة حزب “البديل”، على طلب وكالة “فرانس برس” إجراء لقاء معه، لكن قيادة الحزب تعارض إجلاء المهاجرين من المخيمات اليونانية، معتبرةً أن ذلك سيشجع “مشعلي الحرائق” الآخرين على إضرام النار أملاً بنقلهم إلى ألمانيا.

وأقر فولفغانغ فريز، وهو مدرس في المدينة: “بالطبع هناك صعوبات ويجب ألا ننكرها”، مشيراً إلى أن بعض زملائه ليسوا مرتاحين لوجود طلاب من اللاجئين، وإضافةً إلى مشاكل السكن، ينتقد السكان، من بين أمور أخرى، التحفظ الذي يظهره بعض الرجال عن تعلم زوجاتهم لغة البلد المضيف. (AFP – DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها