بحلول 2050 .. يجب أن تعمل جميع السيارات بالطاقة الكهربائية

يتوقع الخبراء أن تكون جميع السيارات على الطريق تقريبًا كهربائية بحلول عام 2050 إذا كان العالم حريصًا على تحقيق أهداف الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، حسبما نشرته “ديلي ميل” البريطانية نقلًا عن دورية Nature Climate Change.

وأنشأ مهندسون من جامعة تورنتو الكندية نموذجًا حاسوبيًا لتقدير عدد السيارات الكهربائية المطلوبة في بلد يعتمد بشكل رئيسي على السيارات كوسيلة انتقالات.

وركز الفريق على الولايات المتحدة، حيث إن 0.3% فقط من السيارات حاليًا تعمل بالكهرباء في حين أنها دولة غنية ذات معدل إجمالي مرتفع لملكية الأفراد للسيارات.

90 % من سيارات الركاب

لتحقيق أهداف الأمم المتحدة المناخية، ستكون هناك حاجة إلى أن يعمل حوالي 90% من سيارات الركاب في الولايات المتحدة بالطاقة الكهربائية بحلول عام 2050 – وهو أمر يقول الفريق البحثي الكندي إنه “غير واقعي”.

وبحسب قناة “العربية” السعودية، يقترح فريق الباحثين أن تركز البلدان على استثمار ضخم في النقل العام وإعادة تصميم المدن للسماح بمزيد من الرحلات بالدراجة أو سيرًا على الأقدام.

تتطلب أهداف الأمم المتحدة المناخية من الدول الأعضاء اتخاذ إجراءات لمنع متوسط درجات الحرارة العالمية من الارتفاع بأكثر من 3.6 درجة فهرنهايت فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول عام 2100.

حل منفرد غير كاف

وقال باحثو جامعة تورنتو إن هناك أكثر من سبعة ملايين سيارة كهربائية تعمل في جميع أنحاء العالم، مقارنة بنحو 20 ألفا فقط قبل حوالي عقد من الزمن، موضحين أنه على الرغم من أن هذا يعد تغييرًا هائلاً، إلا أنه لن يكون “كافيًا تقريبًا لمعالجة أزمة المناخ العالمية” كحل منفرد.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة ألكسندر ميلوفانوف إن هناك اعتقادا سائدا بأن التحول على نطاق واسع إلى السيارات الكهربائية سيحل مشاكل المناخ، معربًا عن اعتقاده بأن “الطريقة الأفضل لحل [أزمة المناخ العالمية] هي اعتبار المركبات الكهربائية” أحد الخطوات الضرورية مع إضافة مزيد من الحلول والبدائل.

وأوضح ميلوفانوف قائلًا: إن “المبيعات تنمو بسرعة، ولكن حتى مع أكثر التوقعات تفاؤلاً فإنه بحلول عام 2050 لن يتخطى الأسطول الأميركي أكثر من 50% من المركبات الكهربائية”.

عبء على شبكات الكهرباء

وسلط الباحثون الكنديون الضوء على جانب آخر للمشكلة وهو أن الاعتماد على المركبات الكهربائية سيؤدي أيضًا إلى زيادة الطلب على الكهرباء، والذي سيكلف بناء محطات طاقة وبنية تحتية جديدة.

ووفقًا للباحثين، فإن أسطولًا من 350 مليون سيارة كهربائية سيؤدي إلى زيادة الطلب السنوي على الكهرباء بمقدار 1730 تيراواط/ساعة، أي ما يساوي حوالي 41% من المستويات الحالية.

وأوضح الفريق البحثي أن التحول واسع النطاق للسيارات الكهربائية يمكن أن يؤثر أيضًا على ما يعرف بمنحنى الطلب، أو الطريقة التي يرتفع وينخفض بها الطلب على استهلاك الكهرباء في أوقات مختلفة من اليوم، مما سيجعل إدارة شبكات الكهربائية في الدول أكثر تعقيدًا.

عجز في التوريدات للبطاريات

وأشارت الدراسة البحثية إلى أن هناك تحديات تقنية تتعلق بتوريد المواد الأساسية لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، مثل الليثيوم والكوبالت والمنغنيز.

العمل عن بُعد وتخطيط المدن

وخلص الفريق البحثي إلى أن تحويل 90% من ملكية السيارات إلى المركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية بحلول عام 2050 هو سيناريو غير واقعي.

ويوصي الباحثون باتباع مزيج من السياسات، من بينها الخطط التي تهدف إلى تشجيع سكان العالم على التخلي عن المركبات الخاصة الشخصية لصالح أشكال أخرى من النقل، مثل مترو الأنفاق والقطارات والحافلات، بالإضافة إلى إعادة تصميم وتخطيط المدن بما يسمح بالاعتماد على الدراجات أو السير على الأقدام.

كما يمكن أن تشمل الحلول البديلة أيضًا تطبيق استراتيجيات، مثل زيادة الاعتماد على العمل عن بُعد، وهو التحول الذي لاقى ازدهارًا بالفعل نتيجة لجائحة كوفيد-19.

تحمل المسؤولية

قالت هيذر ماكلين، الباحثة المشاركة في الدراسة، إن المركبات الكهربائية تقلل من الانبعاثات لكنها “لا تخرجنا من الاضطرار إلى القيام بالأشياء التي نعلم بالفعل أننا بحاجة إلى القيام بها. إننا (سكان العالم) بحاجة إلى إعادة التفكير في سلوكياتنا، وتصميم مدننا وحتى جوانب ثقافتنا. يجب على الجميع تحمل المسؤولية”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها