ألمانيا تشدد إجراءات مواجهة كورونا و تتأهب لمواجهة تفشي الجائحة

أظهرت بيانات مجمعة لجامعة “جونز هوبكنز” ووكالة “بلومبرغ” للأنباء أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا وصل إلى 323 ألفًا و463 حالة، حتى الساعة السابعة والنصف من صباح الأحد.

وأشارت البيانات إلى أن إجمالي الوفيات في ألمانيا جراء الإصابة بالفيروس وصل حتى صباح الأحد إلى 9620 حالة وفاة، وبلغ عدد المتعافين من مرض “كوفيد19-“، الذي يسببه الفيروس، 274 ألفاً و934 شخصاً.

وأعلنت ألمانيا تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في البلاد قبل نحو 36 أسبوعا.

وفي سياق متصل، أعلن معهد “روبرت كوخ” الألماني، الأحد، أن مكاتب الصحة في ألمانيا سجلت 3483 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” في غضون يوم واحد، وكان عدد الإصابات الجديدة التي يتم تسجيلها يومياً قفز من 2828 حالة إلى 4.058 حالة إصابة جديدة من الأربعاء إلى الخميس الماضيين، ثم ارتفع إلى 4516 حالة جديدة، الجمعة، وسجل المعهد السبت 4.721 حالة إصابة جديدة.

ووفقاً لخبرات سابقة، يقل غالباً تسجيل أعداد الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في أيام الأحد وكذلك الاثنين من كل أسبوع، لأنه ليس جميع مكاتب الصحة تنقل بياناتها للمعهد في العطلة الأسبوعية، وأوضح المعهد، الأحد، أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في ألمانيا وصل إلى 322864 حالة إصابة على الأقل، وارتفع عدد حالات الوفاة بإجمالي 11 شخصًا، مقارنةً بما تم تسجيله السبت، وبلغ إجمالي حالات الوفاة 9.615 حالة.

وبحسب تقديرات المعهد، ارتفع عدد إعادة إنتاج الإصابة بالعدوى السبت إلى نسبة 1.42، بعدما كانت تبلغ 1.34 الجمعة، ويعني ذلك أن كل مصاب يمكنه نقل العدوى إلى 1.4 شخص آخر في المتوسط.

ويسعى رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية لتشديد العقوبات حال انتهاك قواعد مواجهة فيروس كورونا.

ودعا ماركوس زودر في كثير من الحوارات لفرض غرامات موّحدة في جميع أنحاء ألمانيا بقيمة 250 يورو عند انتهاك ارتداء أقنعة الأنف والفم (الكمامات).

يشار إلى أن هذه القاعدة سارية بالفعل في ولاية بافاريا، وقال زودر لصحيفة “فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ”، في تصريحات تم نشرها الأحد: “بدأ الأمر يصبح خطيراً رويداً رويداً”، وأضاف أن الكمامة هي الوسيلة الأكثر فاعلية في مواجهة الفيروس.

وصرح زودر لصحيفة “بيلد آم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية، في عددها الصادر الأحد: “يجب عدم تجميل الحديث عن الوضع”، وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة، وساق أمثلة لها، قائلاً: “فترات الحظر وعدم إقامة حفلات كبرى والاحتفال (الجماعي) في وقت محدد”.

وأضاف زودر: “التقليل المستمر من الخطر أسفر للآسف عن تداعيات، الصبر والاستعداد للتفاعل من جانب المواطنين انخفض إثر ذلك”، وأكد المسؤول الألماني البارز أن كورونا ما تزال خطيرة كما كانت في الربيع، وحذر قائلاً: “إذا لم نعكس المسار سريعاً، فقد يحدث التطور ذاته الذي حدث في فرنسا أو إسبانيا مع زيادة كبيرة في الأعداد وعدم القدرة على التحكم في حالات الإصابة”.

واضطرت الشرطة الألمانية بولاية برلين إلى إغلاق محلات وتفكيك مجموعات كبيرة كانت متجمعة ليلة السبت/الأحد، في الليلة الثانية بعد فرض حظر التجوال الجديد في برلين، في ظل المخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد 19”.

وقالت متحدثة باسم الشرطة، الأحد: “إننا نسيطر على انتهاكات قواعد مواجهة كورونا حالياً في إطار خدمتنا العادية، لا توجد مهام خاصة لهذا الغرض في عطلة الأسبوع الأول بعد فرض الحظر”.

ولا تتوافر حتى الآن أعداد محددة عن الانتهاكات وعن أفراد الشرطة الذين تمت الاستعانة بهم، وأضافت الشرطة على “تويتر” أنه تم تفكيك كثير من التجمعات الكبرى، موضحةً أنه كان هناك 50 شخصاً بالقرب من متجر مخصص للبيع في الليل في منطقة “كوتبوسر تور” و20 شخصاً آخرين في حانة في حي “فريدريشسهاين”.

وبحسب نظام الوقاية الجديد من العدوى، يُسمح لخمسة أشخاص فقط بالتجمع في الهواء الطلق في الفترات بين الحادية عشر مساء وحتى السادسة صباحاً.

وأضافت الشرطة أن أفرادها في حي “فريدريشسهاين” تعرضوا للقذف بالبيض من قبل مجموعة كبيرة من الأشخاص، وقالت المتحدثة باسم الشرطة: “ولكن لم يصب الزملاء”.

يشار إلى أن النظام الجديد للوقاية من كورونا بولاية برلين دخل حيز التنفيذ ليلة الجمعة/السبت، وإلى جانب فرض حظر تجوال من الساعة في 23 مساء إلى 6 صباحاً، يتم السماح بالتقاء 10 أشخاص فقط كحد أقصى، بدلاً من 25 شخصاً في تجمعات خاصة داخل أماكن مغلقة.

في غضون ذلك، أعلنت مدينة شتوتغارت عن تعبئة كل الجهاز الإداري في المدينة لتتبع سلاسل المخالطات في ظل ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس القاتل، وقال شتيفان إيهالت، مدير مكتب الصحة في المدينة، الأحد، إنه بالإضافة إلى ذلك تم مناشدة الجيش الألماني لتقديم المساعدة، وأضاف أن “الأعداد ترتفع بطريقة تبعث على القلق، كما أن الارتفاع يحدث بقوة لم يعد ممكن معها لمكتب الصحة أن يضمن متابعة سلاسل المخالطات المهمة للسيطرة على الجائحة”.

تجدر الإشارة إلى أن معدل الإصابات الجديدة في شتوتغارت، عاصمة ولاية بادن فورتمبيرغ، تجاوز الحد التحذيري المحدد بـ50 حالة لكل مئة ألف نسمة في سبعة أيام، ووصل السبت إلى 50.5 حالة.

وفي أعقاب مؤتمر تشاوري أجراه عبر الهاتف، قال فريتس كون، عمدة المدينة: “يتعين علينا الآن أن نتحرك بشكل حازم لتخفيض معدل الإصابات الجديدة مرة أخرى، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لنا بها الإبقاء على فتح المدارس والحضانات والاقتصاد والتجارة، كما أنها الطريقة الوحيدة التي يمكن لمكتب الصحة من خلالها أن يتتبع جميع الحالات مرة أخرى”.

وفي ظل تنامي مخاوف الألمان، بدأ نوع من القلق والتوتر يسود الشارع الألماني، كما تشهد على ذلك حادثة بطلتها سيدة ألمانية، قامت بنزع كمامتها عند ماكينة دفع آلي، وقامت بالسعال في وجه رجل موجود بالقرب منها.

وقال متحدث باسم الشرطة، الأحد، إنه يشتبه أن سبب هذا التصرف من قبل السيدة في بلدة أوبرتويرينغن، بولاية بادن فورتمبيرغ، جنوبي ألمانيا، هو عدم توافر مسافة التباعد الجسدي من قبل الرجل (60 عاماً)، والذي كان واقفاً على بعد سنتيمترات قليلة خلف السيدة في الطابور أمام ماكينة الدفع.

وأضافت الشرطة أن السيدة (30 عاماً) ارتدت الكمامة مجدداً بعد هذه الواقعة، وكانت شاهدة موجودة في المكان لفتت انتباه الشرطة إلى الواقعة، وتبحث الشرطة حالياً عن كلا طرفي الواقعة بمساعدة صور كاميرا المراقبة.

وقال المتحدث باسم الشرطة إنه إذا تبين أن السيدة مصابة بفيروس كورونا مثلاً، سيتعين عليها توقع مواجهة دعوى قضائية بتهمة إلحاق إصابة جسدية بالغير. (DPA – DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها