تراجع الإقبال الجماهيري يثير التساؤلات في ألمانيا

كان خلو المدرجات من الجماهير هو السمة الأبرز لموسم الدوري الألماني لكرة القدم، الذي اجتاحه وباء فيروس كورونا، ولكن بعد شهر من السماح للجماهير بالعودة للمدرجات، تكافح بعض الأندية لبيع تذاكر المباريات.

وتم السماح بحضور الجماهير حتى 20% من سعة الملعب في بعض الحالات، ولكن الاندفاع لحضور المباريات الذي كان متوقعاً أو تأمله الأندية، لم يتحقق في كثير من الأحيان.

ويبدو أن الجماهير تقيم الموقف وتقرر أن التواجد في مسافة قريبة من الحدث لا يستحق العناء، طالما أنهم لا يستطيعون الاقتراب من زملائهم المشجعين.

وقال غونتر بيلز، عالم اجتماع، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “الحفاظ على المسافة بالكاد يجذب روابط المشجعين (الأولتراس).. الوقوف مجتمعين، الاحتفال سوياً، واحتضان بعضهم البعض، تجربة مفقودة حالياً في الملاعب”.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مشاهدة كرة القدم تجربة اجتماعية يستمتع بها الأصدقاء عادة، ويعد منح التذاكر عن طريق القرعة شيئا صعبا.

وقال بيلز: “أصبح تقريباً من المستحيل أن تذهب إلى الملعب كمجموعة”.

ويبدو أن فرصة نمو حضور المباريات كمجموعة تتقلص بدلاً من أن تنمو، وإذا كان أيا من المشجعين متردداً في العودة للملاعب بسبب مخاطر العودة، فإن ارتفاع الحالات الإيجابية في البلاد قد يجعل اتخاذ القرار خارج عن سيطرتهم .

وسوف يستضيف ماينز 250 مشجعاً فقط بدلاً من الـ6800 مشجعاً الذي كان ينوي استضافتهم أمام باير ليفركوزن، السبت، ومن المتوقع أن أندية أخرى ستتبع نفس النهج.

ولم يُسمح للجماهير بالعودة للملاعب في ميونخ، هو ما يعني أن بايرن لم يلعب أي مباراة أمام الجماهير هذا الموسم، باستثناء مباراة كأس السوبر الأوروبي التي أقيمت في بودابست.

ولم يتم استبعاد فكرة إقامة المباريات بدون جمهور في جميع المجالات، وربما يكون من المدهش أن هناك بعض الجماهير منزعجة من هذا الأمر.

وفي الوضع الحالي، أصبحت “ثقافة المشجعين العادية”، مثلها مثل الرقصات التي تسبق المباريات، لا يوجد لها مكان وهناك بعض التساؤلات بشأن تسرع كرة القدم، والأندية ورابطة الدوري الألماني، في عودة الجماهير بأسرع وقت ممكن.

وقال غوست بيتر، من “أور كيرف”، إحدى منظمات المشجعين: “هناك كثير من الجماهير التي تقول: لماذا يجب أن تستمر كرة القدم؟ لماذا لا يأتي مكافحة الوباء في المقام الأول؟”، والحجة المضادة لهذه التساؤلات هي أن عودة الجماهير تساعد على تأمين تواجد الأندية وتدعم العديد من الأشخاص للاحتفاظ بوظائفهم.

بالإضافة إلى أن عودة الجماهير للمدرجات في الهواء الطلق بها مخاطر منخفضة نسبياً للإصابة بالعدوى، بعكس الرياضات التي تقام في القاعات المغلقة مثل كرة السلة وهوكي الجليد والطائرة واليد.

ومع ذلك، من الواضح أن التباعد الاجتماعي في مباريات كرة القدم ليس شيئا حقيقيا.

وخلال مباراة ديربي في دوري الدرجة الثانية بين هانوفر وآينتراخت براونشفيغ، أقيمت مؤخراً، تجمع عدة مئات من الجماهير خارج الملعب بدون مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي، رغم أن 2500 تذكرة لم تباع من أصل 9800، وقال بيلز: “التواجد حالياً في الملاعب لا يوفر ما تريده الجماهير”.

وفشل فريق شتوتغارت في بيع 12 ألف تذكرة أمام ليفركوزن، وحضر اللقاء 9500 مشجع فقط.

وقال سفين ميسيلينتات، المدير الرياضي لشتوتغارت: “نحن سعداء بتواجد أي شخص الإطلاق لمساعدتنا وإضفاء أجواء إيجابية”.

وأوضح هارالد لانغ، باحث جماهيري، أن الأمر لم يعد يقتصر فقط على روابط المشجعين، ولكن هناك أيضاً جماهير عادية تنتقد النهج المتبع من قبل رابطة الدوري الألماني والاتحاد الألماني للعبة.

وقال لانغ، أستاذ الاقتصاد الرياضي بجامعة فورتسبورغ:”أظهرت المباريات التي أقيمت بدون جمهور أن قادة كرة القدم الاحترافية يريدون جمع الأموال على حساب أي شيء”. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها