ليفربول : سنوات يورغن كلوب الخمس التي حطمت الأرقام القياسية

خلال المواسم الخمسة التي قاد فيها يورغن كلوب فريق ليفربول، تمكن الحُمر من احتلال المركز الثامن، ثم الرابع، ثم الرابع مرة أخرى، ثم الثاني، وأخيرا الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز

في أول مؤتمر صحفي عقده بعد تعيينه مدربا لليفربول، وجه يورغن كلوب سؤالا نظريا كان الغرض منه التقليل من قيمة نفسه: “هل يوجد من الحاضرين في هذه الغرفة من يعتقد أن بإمكاني صنع المعجزات؟”.

بعد مضي سنوات خمس، حصلنا على الإجابة على ذلك السؤال.

فخلال نصف عقد من التطور والتحسن المتواصلين في نادي الحمر، فاز الألماني كلوب ببطولات وكسر أرقاما قياسية وأعاد لليفربول موقعه في صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز وأصبح مصدر إلهام لمدينة ليفربول كلها – وهذه إنجازات رائعة، خصوصا “لرجل عادي من الغابة السوداء (في ألمانيا)”، كما يصف كلوب نفسه.

تلقي “هيئة الإذاعة البريطانية”، نظرة على بعض الأرقام الرائعة التي ميزت عهد كلوب، الذي احتفل للتو بالذكرى السنوية الخامسة لوصوله إلى أنفيلد.

في اليوم الأول لتعيينه مدربا للنادي في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2015، تحدث كلوب عن ضرورة تحويل “المشككين إلى مؤمنين”، وذلك في إشارة إلى لاعبي الفريق وأنصاره. وقد فعل ذلك فعلا من خلال 272 مباراة خاضها الفريق تحت إمرته، فاز بـ 164 منها.

وشهد كل موسم شارك فيه ليفربول في سباق الدوري تحسنا ملحوظا مقارنة بالموسم الذي سبقه، وتكللت كل حملة بإحراز المزيد والمزيد من الانتصارات. وشهدت فترة كلوب في منصبه ارتفاعا في النسبة المئوية للمباريات التي فاز بها الفريق، حيث زادت من 44.2 في المئة في موسم 2015-16 إلى 71.9 في المئة في الموسم الماضي 2019-20.

وفي مؤتمره الصحفي الأول الذي تطرقنا إليه أعلاه، قال كلوب “لا أقارن نفسي بالعباقرة الذين يزخر بهم تاريخ ليفربول، وحتى هؤلاء لم يقولوا إنهم يريدون التحول إلى أساطير عند مجيئهم إلى النادي”.

وكان كلوب يشير بذلك إلى مدربين أسطوريين من أمثال بيل شانكلي وبوب بايزلي وجو فاغان وكيني دالغليش.

وما زال أمام الألماني طريقا ليس بالقصير للوصول إلى ما أحرزه بعض من أسلافه من بطولات وألقاب (بايزلي وحده أحرز 20 لقبا)، ولكنه تفوق عليهم جميعا في ما يتعلق بنسب المباريات التي فاز بها الفريق تحت قيادته.

كما تنافس إنجازاته أفضل إنجازات أقرانه في الدوري الممتاز.

فلم يتمكن من التفوق عليه في عدد النقاط المحرزة من كل مباراة إلا مدرب مانشستر سيتي، بيب غوارديولا، منافس كلوب السابق في ألمانيا والذي ينخرط في منافسة كبيرة معه في إنجلترا في الموسمين الماضيين. ويعد معدل النقاط التي يحصل عليها غوارديولا للمباراة الواحدة الأعلى في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ موسم 1992-93.

وسيكون تقدم كلوب على مدرب مانشستر يونايتد الأسطوري أليكس فيرغسون – الذي سبق له أن أعلن أن ناديه “أسقط ليفربول من عرشه” خلال السنوات الـ 27 التي تولى فيها تدريب الفريق – مصدر ارتياح وسعادة لأنصار الحمر.

يقول كلوب إن “التاريخ هو الأساس بالنسبة لنا، وليس من المسموح تناسي التاريخ وحمله في حقيبة الظهر”.

وكان كلوب قد حدد خططه لإطلاق “منحى جديد” لليفربول في أولى المقابلات التي أجراها مع الإعلام البريطاني، وقد صدق وعده بطريقة قياسية.

• فاز الحمر بـ 18 مباراة متعاقبة في الدوري الممتاز بين أكتوبر/ تشرين الأول 2019 وفبراير/ شباط 2020، وهو رقم قياسي بالنسبة للدوري الإنجليزي الممتاز.

• حقق ليفربول أيضا رقما قياسيا عندما فاز بـ 24 مباراة متعاقبة على أرضه بين فبراير 2019 ويوليو/ تموز 2020.

• لم يفز أي فريق على ليفربول في المباريات الـ 61 الأخيرة التي خاضها على أرضه في ملعب أنفيلد، وهو رقم يعد الثالث بالنسبة للمباريات التي خاضتها فرق الدوري الممتاز على أراضيها.

وأحرز ليفربول 97 و99 نقطة في موسمي 2018-19 و2019-20 بالتعاقب، وهو ما يمثل نتيجتين من أفضل 6 نتائج أحرزتها كل النوادي في تاريخ الدوري الممتاز. يذكر أن نادي أرسنال الذي كان يقوده آنذاك آرسين فينغر لم يخسر أي مباراة في موسم 2003-04 الذي فاز فيه ببطولة الدوري محرزا 90 نقطة.
صلاح وفيرمينو وأليسون والآخرون

سبق لكلوب أن قال “أؤمن بقدرات وقابليات هذا الفريق، وهناك أربعة أو خمسة مهاجمين بإمكاني العمل معهم، ولدينا مدافعين محنكين وحارس مرمى ممتاز حقا”.

كان كلوب محقا في ما يتعلق بإمكانيات التشكيلة التي ورثها عند التحاقه بالنادي في عام 2015. ولكنه أدخل إليها إضافات مهمة منذ ذلك الحين.

استخدم الألماني 88 لاعبا خلال مسيرته مع ليفربول، وأتاح لـ 58 لاعبا مستجدا فرصة اللعب لأول مرة، منهم كونور راندال (الذي شارك في المباراة التي فاز ليفربول بها على بورنموث في أكتوبر 2015 في بطولة كأس الرابطة) ودييغو جوتا (الذي نزل من مقاعد الاحتياط في المباراة التي فاز بها ليفربول على لينكولن 7-2 في سبتمبر/ أيلول، وهي المباراة التي شارك فيها كونستانتينوس تسيميكاس وريز وليامز للمرة الأولى أيضا).

وكان اللاعب الذي شارك في أكبر عدد من المباريات هو المهاجم البرازيلي روبرتو فيرمينو (242 مباراة) الذي مثّل ليفربول في 89 في المئة من المباريات الـ 272 التي خاضها الفريق تحت إمرة كلوب.

الأمر الأهم الذي دأب ليفربول على تحقيقه بشكل ثابت تحت إدارة كلوب كان تسجيل الأهداف، إذ حقق الفريق معدلا يزيد عن هدفين في كل مباراة في السنوات الخمس الأخيرة.

وأسماء اللاعبين الذين كانت لهم حصة الأسد من هذه الأهداف – من اللاعبين الـ 42 الذين تضمهم قائمة الهدافين – لن تفاجئ أحدا.

فثلاثي الهجوم، محمد صلاح وروبرتو فيرمينو وساديو مانيه، سجل ما مجموعه 261 هدفا لليفربول تحت قيادة كلوب، وهو رقم يمثل 46 في المئة من مجموع الأهداف التي سجلها الفريق في كل المسابقات في السنوات الخمس الماضية.

وكان كلوب هو الذي استقدم صلاح ومانيه بأسعار مرتفعة تمثل جزءا من المبلغ الكلي الذي أنفقه الألماني في شراء اللاعبين (480 مليون جنيها استرلينيا).

ولكن مما يحسب له بشيء من الإعجاب أن كلوب تمكن، وساعده في ذلك إلى حد كبير بيع اللاعب فيليب كوتينيو إلى برشلونة، من تأسيس فريق على أعلى مستوى بإنفاق مبلغ صاف لا يزيد عن 115 مليونا من الجنيهات الاسترلينية (بحسب الأرقام المستقاة من Transfermarket).

أعلى اللاعبين الذين استقدمهم كلوب سعراً:

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها