حتى لو زاد دخلك .. هل يمكنك العيش بأقل التكاليف ؟

يندفع البعض لدى اتخاذ قرارات مالية شخصية حيث يميلون نحو صرف الكثير من المال بلا ضرورة على أمور وأغراض ربما من الممكن التخلي عنها بلا عواقب حقيقية.

لهؤلاء يكون الادخار مسألة لا يمكن تحقيقها بسهولة لاعتيادهم على صرف الكثير من المال، إلا أن الأمر ليس مستحيلا!

ويقدم الفريق المختص بالمسائل المالية الشخصية بموقع بيزنس إنسايدر اقتراحات بهدف مساعدة الأشخاص على اتخاذ قرارات أفضل تتعلق بصرف المال على المستوي الشخصي.

وبينما تعد “الحياة بما يتناسب مع إمكانياتك المادية” النصيحة الأكثر شيوعا، ربما يكون “العيش بما هو أقل من إمكانياتك” وسيلة أفضل من شأنها مساعدتك على تحقيق “أمن مادي”.

وتحكي كاتبة المقال، إليزابيث ألدريش، عن اعتيادها على المعيشة منذ صغرها بأقل من قدراتهم المادية، وكيف أن والدها لم يهتم مطلقا بتجديد سياراته أو هاتفه المحمول كزملائه الحريصين على شراء أحدث الإصدارات والموديلات. وعندما قرر والدها وزوجته شراء منزل جديد، قاما باختيار منزل تقل قيمته عما يمكنهما تحمل تكلفته بحوالي النصف.

وبقيام الزوجين بذلك، يستطيعان الآن بعد تقاعدهما في الخمسينات من عمرهم الاستمتاع بحياة مريحة والسفر حول العالم بما تمكنا من ادخاره من مال، على حد وصف إليزابيث.

وتذكر إليزابيث أن الأسلوب الذي اختاره الزوجان لحياتهما “لم يؤثر سلبا على سعادتهما، بل جعلها أكثر لعدم حاجتهما للقلق باستمرار بشأن أمور مادية”.

ويكمن السر لنجاح اتباع هذا النمط بالحياة في امتلاك كل ما تحتاج إليه وليس في ”حرمان نفسك”، كما قد يعتقد البعض.

وتوضح إليزابيث أنها اعتادت هي وشقيقتها على عدم شراء أشياء جديدة سوى عند تهالك القديمة، وهو ما يعني القدرة على شراء الجديد لدى الحاجة له، وليس العيش “دون تلبية حاجاتك الأساسية”. وتعطي إليزابيث مثالا بقرارها عدم إنفاق أكثر من 25% من دخلها على إيجار مسكنها حتى بعد زيادة راتبها.

بيد أنها تقر في المقابل بأن هذا النمط من الحياة لا يأتي دون تضحيات مثل ركوب المواصلات العامة بدلا من شراء سيارة أو التخلي عن العيش بمناطق رائجة بما يحمل تكلفة أعلى أو مشاركة المسكن مع رفيق أو رفيقة لتقاسم الإيجار.

وتوفير المال يعني أيضا القدرة على إنفاقه “بتهور” فيما بعد، في إجازة أو رحلة طويلة على سبيل المثال، كما يعطى إحساس بالأمان المادي.

وتخلق القدرة على الادخار لدى الشخص إمكانية للتحكم في نفقاته، خاصة بأوقات الطوارئ والأزمات مثل فقدان الوظيفة أو مصدر الدخل بشكل مفاجئ.

وبالطبع قد لا يناسب هذا النمط في العيش البعض، ولكنه ربما يكون مصدرا “للأمان المادي” بالنسبة للبعض الآخر. (Deutsche Welle)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها