ألمانيا تعزز الإجراءات الأمنية على الحدود مع النمسا
عززت الشرطة الألمانية إجراءات التفتيش على الحدود مع النمسا في ما وصفته “بأولوية تكتيكية” بعد الاعتداء الدامي الذي خلف أربعة قتلى في فيينا، مساء الاثنين.
وطوقت السلطات النمساوية مدينة فيينا بعد الاعتداء جواً بطائرات هليكوبتر، وأرضاً بنشر قوات من الشرطة، لمحاولة العثور على مشتبه بهم آخرين محتملين في الاعتداء الدي أثار العديد من الإدانات في أنحاء العالم.
وأعلنت الشرطة الألمانية، الثلاثاء، أنها فرضت إجراءات تفتيش معززة على الحدود بين ألمانيا والنمسا بعد الهجمات الدامية التي وقعت في فيينا مساء الاثنين، فيما أُطلقت عمليات بحث على نطاق واسع عن مشتبه بهم محتملين.
وقال ناطق باسم الشرطة الألمانية لوكالة الأنباء الفرنسية إن عمليات التفتيش على الحدود تعتبر “أولوية تكتيكية” بالنسبة إلى الشرطة الفدرالية.
وأطلقت ليل الاثنين الثلاثاء عملية مطاردة لمنفذي هجوم فيينا الذي خلف أربعة قتلى حتى الآن وزرع الرعب في العاصمة النمساوية، واعتبره المستشار سيباستيان كورتس “هجوماً إرهابيا”.
وقتلت الشرطة أحد المهاجمين، فيما كان يحمل بندقية رشاشة وحزام متفجرات تبين أنه وهمي، وقالت الحكومة إنه من أنصار تنظيم “الدولة الإسلامية”، وفقاً لمؤشرات جمعت في منزله.
وتم تطويق المدينة جواً بطائرات هليكوبتر وعلى الأرض بنشر عناصر من الشرطة بهدف العثور على مشتبه بهم آخرين محتملين، ويحاول المحققون تحديد ما إذا كان هناك أكثر من فار واحد لأن إطلاق النار وقع في أماكن متفرقة.
وكان وزير الداخلية، كارل نيهامر، قال في وقت سابق إن “مشتبهاً واحدًا على الأقل ما زال طليقا”.
ويأتي هذا الهجوم بعد وقت قصير من الهجمات في فرنسا.
ووقعت عمليات إطلاق النار في وقت مبكر من المساء، قبل ساعات من دخول إجراءات الإغلاق العام المرتبطة بكوفيد-19، التي اضطرت النمسا لإعادة فرضها في محاولة للسيطرة على الموجة الوبائية الثانية التي تمرّ بها البلاد.
وحدثت الهجمات الدامية في قلب العاصمة النمساوية قرب كنيس يهودي مهم ودار الأوبرا.
وقال شهود، رداً على سؤال لقناة تلفزيونية، إنهم رأوا “شخصاً كان يطلق النار بوحشية” بسلاح رشاش وإنه تم إطلاق “ما لا يقلّ عن خمسين عياراً نارياً” خلال الهجوم.
وسيطر الذهول في مطاعم الحي ومقاهيه، حيث طلب من الزبائن البقاء في الداخل وأطفئت الأنوار فيما كانت صفارات سيارات الإسعاف تدوّي في الخارج.
وأفادت الشرطة عن مقتل رجلين وامرأتين في الهجوم.
كما نقل 15 شخصاً إلى المستشفى، سبعة منهم في حال حرجة.
ودعا وزير الداخلية السكان إلى توخي الحذر، وكتبت الشرطة على “تويتر” عقب الهجوم: “ابقوا في المنزل! إذا كنتم في الخارج، إلجأوا إلى مكان ما! ابتعدوا عن الأماكن العامة ولا تستخدموا وسائل النقل!”.
وقد حشدت الشرطة والجنود لحماية المباني المهمة في العاصمة وتم إعفاء الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، الثلاثاء.
وقال كورتس: “لن يخيفنا الإرهاب وسنحارب هذه الهجمات بكل ما لدينا من وسائل”، مستنكراً الهجوم “المثير للاشمئزاز”.
وأثار الهجوم العديد من الإدانات في أنحاء العالم.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معلقاً: “الهجمات الشريرة يجب أن تتوقف.. تقف الولايات المتحدة بجانب النمسا وفرنسا وأوروبا كلها في الحرب ضد الإرهابيين، بمن فيهم الإرهابيون الإسلاميون المتطرفون”.
كذلك، أعلن رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، أن الاتحاد الأوروبي “يدين بشدة الهجوم المروع” في فيينا، واصفاً إياه بـ”العمل الجبان”.
وقال ميشال، في تغريدة على “تويتر”، إنّ “أوروبا تدين بشدة هذا العمل الجبان الذي ينتهك الحياة وقيمنا الإنسانية”.
وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، على “تويتر” أيضاً: “أوروبا تتضامن مع النمسا، نحن أقوى من الكراهية والإرهاب”.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تغريدة بالفرنسية والألمانية: “نحن الفرنسيون نشاطر الشعب النمسوي مشاعر الصدمة والألم.. بعد فرنسا، ها هو بلد صديق يتعرّض للهجوم، إنّها أوروبا خاصّتنا، على أعدائنا أن يدركوا مع من يتعاملون، لن نتنازل عن شيء”.
كما نددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الثلاثاء، بالهجوم الدامي الذي وقع في فيينا، قائلةً إن “الإرهاب الإسلامي هو عدونا المشترك”، وإن محاربته “معركتنا المشتركة”.
ويأتي هذا الهجوم الذي وقع في مدينة عادةً ما تكون معدلات الجريمة فيها منخفضة جداً، فيما تسود أجواء متوترة في أوروبا.
وفي فرنسا، قتل ثلاثة أشخاص الخميس في هجوم بسكين استهدف كنيسة “نوتردام دو لاسومبسيون” في نيس (جنوب شرق)، نفّذه شاب تونسي وصل أخيراً إلى أوروبا.
وقبل أيام قليلة، شكّل قطع رأس صامويل باتي، مدرس التاريخ الذي عرض رسوما كاريكاتورية للنبي محمد على طلابه خلال حصة حول حرية التعبير، صدمةً في فرنسا وخارجها.
وكانت النمسا حتى الآن بمنأى نسبياً عن موجة الهجمات الإسلامية في أوروبا في السنوات الأخيرة.
وفي آذار 2018، هاجم شاب مؤيد للإسلاميين، بحسب الشرطة، أحد عناصر القوات الأمنية أمام السفارة الإيرانية في فيينا بسكين قبل أن يُردى.
وفي حزيران 2017، قام رجل تونسي المولد بقتل زوجين مسنين في لينز، وصرح وقتها أنه يريد أن يكون عبرة، لأنه شعر بالتمييز كأجنبي ومسلم. (FRANCE24 – AFP)[ads3]