ألمانيا : عودة الجدل حول تمويل المساجد و تأهيل الأئمة
أنضم وزير الصحة الفيدرالي ينس شبان إلى النقاش حول كيفية التعامل مع الإسلاموية. ودعا الوزير، في تصريح لصحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ”، الخميس، إلى تقديم الدعم لجمعيات المساجد إذا كانت تعتبر نفسها “جاليات ألمانية وليس كمجتمعات عربية أو تركية”.
وأضاف السياسي، المنتمي للاتحاد الديمقراطي المسيحي، إنه مثل ما هو الحال في النمسا، يجب على ألمانيا الإصرار على عدم تمويل جمعيات المساجد بشكل دائم من الخارج، وأكد أن على بلاده دعم تدريب الأئمة والمرشدين الروحيين والإشراف على تكوينهم، للتأكد من عدم تأثير المتطرفين على مضمون مناهج التدريس.
وأكد الوزير شبان أنه يجب أن يُذكر بوضوح “أننا لا نقبل التمييز ضد المرأة أو التحريض ضد المثليين أو ازدراء الناس من مختلف الأديان”، لكنه في الوقت نفسه يشدد على ضرورة أن يتمتع المسلمون بمزيد من الحقوق، على سبيل المثال عندما يقومون بدفن أقاربهم في مقابر ألمانية أو من خلال توفير المزيد من المرشدي الروحيين المسلمين في المستشفيات والمدارس والسجون.
ونبّه الوزير الألماني من توفر “أرضية خصبة للإسلام السياسي” في ألمانيا، والذي ينتج عنه “الإرهاب الإسلاموي”، وهو ما يستدعي العمل على تغيير هذا الوضع من خلال عمل سياسي.
وفي سياق متصل، انتقد الكاتب المثير للجدل، حامد عبد الصمد، الحكومة الألمانية بأنها تسمح الآن “للجمعيات بتدريب أئمتها بنفسها، وهو ما تقرر الثلاثاء”، في إشارة إلى “مؤتمر الإسلام في ألمانيا”، الذي عقد عبر تقنيات الفيديو، الثلاثاء الماضي، وتمحور حول قضية المساجد الألمانية ومن ينبغي أن يخطب فيها وبأية لغة.
وقال عبد الصمد، في مقابلة مع صحيفة “فيلت” الألمانية: “إن القوميين الأتراك والإخوان المسلمين يتمتعون الآن بنفوذ أكبر، هذه ليست سياسة اندماج، إنها التخلي عن الذات”، وأضاف الكاتب الألماني من أصل مصري ومؤلف كتاب “الفاشية الإسلامية” أن معظم الجمعيات الإسلامية “أذرع ممتدة لحكومات أجنبية مثل تركيا أو حركات مثل الإخوان المسلمين أو السلفيين في دول الخليج”، وأعلن المؤلف، الذي يخضع لحماية الشرطة، انسحابه من مؤتمر الإسلام.
وكان عبد الصمد، وفي مقابلة أخرى مع صحيفة “نيو أوزنابروك تسايتونغ”، الاثنين الماضي، قد انتقد تأثير الكنيسة في ألمانيا من خلال مشاركتها في مجالس إدارة المؤسسات الإعلامية وهيئات أخرى، معتبراً ذلك “لا يتوافق مع فهمه للدولة العلمانية”، وفضلاً عن ذلك، فإن الكنيسة “لديها تأثير كبير جدًا في التعليم والرعاية الصحية”. (KNA – DPA – DW)[ads3]