نحو 100 ألف شكوى في فضيحة الانتهاكات الجنسية في الكشافة الأمريكية

تقدّم 95 ألف شخصا بدعاوى قضائية يتهمون فيها أعضاء من كشّافة شباب أمريكا (بوي سكاوتس أوف أميركا) انتهاكهم جنسيا، وفق تصريح لبول موزيز، محامي عدد من الضحايا، لوكالة “فرانس برس” والتي قال فيها إنه “تمّ حتّى اليوم (الاثنين) التقدّم بـ 95 ألف شكوى” من أمريكيين تراوح أعمارهم بين 10 سنوات وأكثر من 90 سنة. وتمنحهم هذه الشكاوى الحق في تعويضات، حددّت مهلة للاستفادة منها إلى غاية يوم أمس الاثنين (17 فبراير/ تشرين الثاني). وصندوق التعويضات هذا أنشأته أكبر حركة كشفية في الولايات المتحدة على خلفية هذه الفضيحة.

وتكشف الأرقام المُعلن عنها عن هول الانتهاكات التي يشتبه في أن قادة الكشّافة ارتكبوها طوال عقود، وهي تتخطى بأشواط تلك التي طالت الكنيسة الكاثوليكية في السنوات الأخيرة.

وقال أندرو فان أرسدل، العضو في فريق محامين ماثلين عن الضحايا إنه “جرى على حدّ علمي التقدّم عموما بأحد عشر ألف شكوى ضدّ الكنيسة الكاثوليكية”، وهو عدد أقلّ بثماني مرّات من ذاك الذي سجّل في حقّ “بوي سكاوتس”.

وأكّد بول موزيز “إنها بلا أدنى شكّ أكبر فضيحة انتهاكات جنسية في الولايات المتحدة”، مع الإشارة إلى أن الحركات الكشفية لطالما شكّلت أرضا خصبة للتحرّش بالأطفال، “فالفتيان يقطعون الوعد الكشفي ويُبعدون عن أهلهم ويعزلون في الطبيعة”.
مشاهدة الفيديو 12:36
مراسلون حول العالم – ضحايا الكنيسة الكاثوليكية البولندية يتوجهون للقضاء

وجاء في بيان صادر عن الجمعية الكشفية المشار إليها بـ “بي اس ايه” لم تؤكّد فيه الأرقام المقدّمة “نحن مذهولون بعدد الأشخاص الذين عانوا من انتهاكات ارتكبت في الماضي في الكشّافة ومتأثّرون بجرأة من كسروا حاجز الصمت”.

وأضافت الجمعية التي أسّست سنة 1910 وهي تضمّ نحو 2,2 مليون عضو تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و21 سنة “أطلقنا بملء إرادتنا مسارا سهل النفاذ لمساعدة الضحايا على المطالبة بتعويضات. وجوابهم مؤلم بالفعل ونأسف من كلّ قلبنا على ما حصل”.

وكانت “بوي سكاوتس أوف أمريكا” التي طالها وابل من اتهامات التجاوزات الجنسية أفضى إلى محاكمات مكلفة، قد أشهرت إفلاسها في شباط/فبراير بغية تجميد طلبات التعويض المقدّمة من كشّافين سابقين وتوجيهها إلى صندوق للتعويضات. ولم تحدّد الجمعية التي تقدّر أصولها بأكثر من مليار دولار قيمة المبلغ الذي تنوي تخصيصه لهذا الصندوق.

ومن المرتقب إطلاق مفاوضات بين مجموعات الضحايا و”وبوي سكاوتس أوف أمريكا” وشركات التأمين لتحديد المبالغ الواجب دفعها.

رجّح موزيز أن تضطر الحركة الكشفية “إلى بيع بعض من ممتلكاتها”، وهي عملية “معقّدة” قد تستغرق سنة أو سنتين. وكان المحامي قد حصّل لأحد موكّليه، وهو كشّاف سابق تعرّض لانتهاكات من قائده، 20 مليون دولار في عام 2010.

وكان الحكم الصادر في ختام هذه المحاكمة قد أدّى أيضا إلى نشر ملفّات أرشيف سرّية عُرفت بـ”ملفّات الانحراف” وردت فيها أسماء آلاف القادة الكشفيين الذين يشتبه في ارتكابهم تجاوزات جنسية في حقّ أطفال كانوا مسؤولين عنهم. ولم تبلّغ الجمعية عن السواد الأعظم منهم، مكتفية بإقصائهم من أنشطتها.

وتوالت منذ ذلك الحين الدعاوى القضائية في حقّ “بوي سكاوتس أوف أمريكا” خصوصا بعدما مدّدت عدّة ولايات مهل بدء سريان التقادم في قضايا الاعتداءات على قاصرين.

وفي خبر ذي صلة نظّمت الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية الغارقة هي أيضا في فضائح تحرّش بقاصرين مؤتمرها السنوي للأساقفة الاثنين عبر الانترنت. عُدّل جدول أعمال المؤتمر للتطرّق إلى تقرير نشره الفاتيكان الأسبوع الماضي حول انتهاكات الكاردينال ثيودور ماكاريك الذي جرّد من صفته الكهنوتية وصمت أقرانه عنها. وكشف التقرير الواقع في 450 صفحة عن بلاغات قدّمها كهنة مبتدئون وطلاب لاهوت إلى عدّة أساقفة أمريكيين عن تعرّضهم لاعتداءات على يد رجل الدين هذا، لم تُفتح تحقيقات بشأنها. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها