دعوات في الدنمارك لاستخراج جيف الملايين من حيوانات المنك
دعا أعضاء في البرلمان من المعارضة في الدنمارك الحكومة إلى استخراج رفات الملايين من حيوانات المنك التي دفنت في قبور جماعية وسط مخاوف من انتشار مرض كوفيد-19.
ويعتبر موقعا الدفن في “جوتلاند” مثيران للجدل كثيراً- واحد بالقرب من بحيرة للاستحمام والآخر ليس بعيداً عن مصدر لمياه الشرب.
وكان اكتشاف شكل متحور من الفيروس قد تسبب في ذبح حوالي 17 مليون حيوان من حيوانات المنك، ما أدى إلى تدمير صناعة الفرو الدنماركية- وهي الصناعة الأكبر في الاتحاد الأوروبي.
ووفق ما اوردت “هيئة الإذاعة البريطانية”، اعترفت الحكومة أن عملية الذبح تم التعامل معها بشكل سيء، لكن السياسيين يبحثون الآن في أفضل السبل للتخلص من أكثر من 10,000 طن من حيوانات المنك الميتة.
وأصبح موضوع الدفن الجماعي أكثر ترويعاً عندما تحدثت تقارير عن ظهور جثث لحيوانات المنك على سطح التربة بسبب تأثير غازات النيتروجين والفسفور الناتجة عن تحلل الجثث.
وبكت رئيسة وزراء الدنمارك “ميتي فريدريكسن” على شاشة التلفزيون الرسمي أثناء زيارتها لمزرعة لحيوانات المنك، الخميس.
وقالت وهي تسمح دموعها: “لدينا جيلان من مزارعي المنك المهرة، الأب والإبن، اللذين تحطم عمل حياتهم في وقت قصير جداً، وأن هذا الأمر كان مشحوناً بالعواطف بالنسبة لهم. آسفة. ولي أيضاً”.
ونقلت قناة “تي في2” الدنماركية عن خبراء في القانون قولهم إن الحكومة مضت في تنفيذ الدفن الجماعي دون الحصول على تقييم لتأثير ذلك على البيئة.
ويقول الحزب الليبرالي المعارض (فنستري) إن حيوانات المنك التي دفنت يجب أن يتم استخراجها وتحميلها في حاويات خاصة بالسماد الطبيعي، وهو طريقة يزعم الحزب بأنها ستكون أكثر أمناً للتخلص من تلك الجثث.
وتحدثت وزيرة البيئة “ليا ويرميلين” إلى البرلمان يوم الجمعة، في جلسة أزمة عقدت للبحث في مشكلة حيوانات المنك المدفونة.
واعترفت الوزيرة بأن الدفن الجماعي لم يكن الأسلوب الأمثل، الحرق كان من الممكن أن يكون أفضل، لكن انتشار مرض كوفيد-19 في مزارع المنك جعل من التخلص منها أمراً ملحّاً ولم تكن هناك طريقة أخرى سريعة للتعامل مع مثل هذه الكمية من الحيوانات النافقة.
وأجبرت الضجة المثارة بشأن التصرف السريع للحكومة وزير الزراعة “مورغنز جنسن” على الاستقالة.
وقال المتحدث باسم الليبراليين حول قضايا البيئة “توماس دانييلسين” على التلفزيون الدنماركي: “هذه قضية حافلة بالأخطاء والمخالفات”.
ووصف “ساين مونك” عضو البرلمان عن حزب الشعب الاشتراكي، حيوانات المنك المدفونة بأنها ” قنبلة بيئية موقوتة” وقال إن “حيوانت المنك يجب أن تزال”.
وأفادت وكالة “رويترز” للأنباء، بأن رئيس اتحاد مربي المنك، تيج بيدرسين، قال إن عملية الذبح حكمت بالموت على منتجي الفرو الدنماركيين- وهو قطاع يوظف حوالي 6000 شخص وتبلغ قيمته 800 مليون دولار سنوياً على شكل جلود مصدرة.
يذكر أن الدنمارك تضم حوالي 1,100 مزرعة للمنك- وحتى الآن لم يتم اتخاذ قرار حول أي اتفاق بالتعويض.[ads3]