عن تساؤلات هيفاء وهبي .. و لقاح السرطان

أعلنت الفنانة هيفاء وهبي عن رفضها الحصول على لقاح كورونا، في منشور عبر حسابها بإنستغرام، وتساءلت عن سبب فشل العلماء في إيجاد لقاحات لأمراض وفيروسات أخرى رغم عقود من الأبحاث.

وتساءلت وهبي: “40 عاماً من الأبحاث ولم يستطع العلماء تطوير لقاح للإيدز، وما لا يقل عن 100 عام من الأبحاث ولم يجدوا لقاحاً للسرطان، ورغم الأبحاث المستمرة لم يجدوا لقاحاً لنزلات البرد المعروفة، والآن خلال أقل من عام ينجحون في تطوير لقاح لفيروس كورونا؟ شكراً ولكنني لن آخذه”.

وهذا التساؤل منتشر على نحو واسع، وقد قررت وهبي المشاركة في نشره لاقتناعها -ربما- بما جاء فيه، لتقابل بإشارة من إنستغرام والجهات الشريكة في ما يتعلق بالتحقق من صحة الأخبار، تظهر للقارئ أن هذه المعلومات مضللة وتفتقر لسياقات مهمة.

وفي الرد على هذه المعلومات المضللة، يقول أحد أشهر مصادر التحقق من صحة الأخبار والمعلومات والحقائق (…)، بحسب ما ترجم عكس السير، إن لقاح كورونا احتاج لأقل من عام، على عكس غيره من الأمراض، ولكن الأمر ليس ببساطة مقارنة تفاحة بتفاحة أخرى.

يفتقد المنشور أعلاه لسياق مهم، حيث أنه لم يراعي الاختلافات المهمة بين تلك الأمراض، ففيروس الإيدز -على سبيل المثال- يمثل تحديات بعيدة كل البعد عن تلك التي يمثلها كوفيد 19.

إن فيروس كورونا يسبب مرضاً سيشفى منه معظم الناس من تلقاء أنفسهم (كما كشفت العديد من الدراسات، وأكدت أن النسبة الأكبر من المصابين لا تعاني من أعراض أو تعاني من أعراض طفيفة فقط) ما يعني أن هناك استجابة مناعية بشرية يمكن أن يستفيد اللقاح منها ويبني عليها ليحمي الناس، وهذا ما لا ينطبق على الإيدز الذي لم يستطع العلماء تطوير لقاح له على مدار عقود من الأبحاث، حيث أنه يتسبب بعدوى مزمنة ويدمج نفسه في المادة الوراثية لدينا، ولا توجد استجابة طبيعية ضده يمكن للقاح محاكاتها كما في حالة كورونا، أضف إلى ذلك أن الفيروس المسبب للإيدز يتحور بشكل أسرع بكثير من الفيروسات التاجية (عائلة كورونا) ما يعني مزيداً من الصعوبة في إيجاد علاج مستدام له.

أما السرطان فهو مختلف أشد الاختلاف عن كورونا، فالكثير من أنواعه لا تسببها فيروسات، وحتى الأنواع التي يمكن لفيروسات أن تؤدي للإصابة بها، فإن هناك لقاحات لها.

ويمكن الرد على ما يتعلق بنزلات البرد، بجواب من شقين، الأول هو أن العلماء يركزون طاقتهم وأبحاثهم عادة على الأمراض الفتاكة، ونزلات البرد تعتبر مرضاً بسيطاً عادة، أما الشق الثاني فهو أن نزلات البرد يمكن أن يسببها حوالي 200 نوع مختلف من الفيروسات، ما يعقد جهود تطوير لقاح فعال.

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها