تورط مسؤول رقابي ألماني كبير بفضيحة ” واير كارد “

تحقق السلطات الألمانية في تورط رئيس أكبر جهاز رقابي محاسبي في ألمانيا في فضيحة شركة “واير كارد”، التي أعلنت إفلاسها في وقت سابق من العام الجاري، بعد الكشف عن فساد محاسبي وعمليات اختلاس بمليارات الدولارات في شركة كانت يوماً ما مبعث فخر للقطاع المالي بأكبر اقتصاد أوروبي.

وأفادت صحيفة “فايننشال تايمز” أن رئيس هيئة الرقابة المالية الألمانية رالف بوس، اعترف بشراء أسهم الشركة في شهر نيسان الماضي، بينما كان جهازه الرقابي عنصراً رئيساً في التحقيقات التي كانت تجريها السلطات الألمانية حول الفساد المستشري في الشركة، منوهةً بأنه قام ببيع تلك الأسهم في أيار، بعد أن تكبد خسارة كبيرة بعد أن بدأت خيوط القضية في الانكشاف.

وقال وزير الاقتصاد الألماني، بيتر ألماير، إن السلطات الألمانية ستجري تحقيقاً موسعاً وشفافاً في الأسهم التي استحوذ عليها بوس في وقت التحقيقات، وهو الأمر الذي يتعارض مع قوانين التداول في سوق المال الألماني.

وانطلقت شرارة القضية في حزيران الماضي، حينما أعلنت الشركة فقد 1.9 مليار يورو (2.13 مليار دولار) مرتبط بحساب استئماني جرى تقديمه من طرف ثالث بهدف خداع شركة المحاسبة التي تراجع قوائمها المالية.

يعرف الحساب الاستئماني بأنه حساب يديره طرف أو شخص معين لصالح طرف آخر، ويطلق عليه أيضاً “حساب محتفظ به في الثقة Trust account”.

وتصدر شركة “واير كارد” كروت مدفوعات إلكترونية تدعم المدفوعات على منصات العملات الرقمية المشفرة على غرار “Crypto.com” و”Wirex”.

وتباعاً، كشفت السلطات الألمانية عن عمليات احتيال في القوائم المالية للشركة لسنوات طويلة وما تبعه من هروب مسؤوليها التنفيذيين في أحد أكبر فضائح الفساد بالقطاع المالي الألماني على الإطلاق.

ولم يفصح مسؤول الجهاز الرقابي الألماني عن حجم استثماراته في أسهم شركة المدفوعات الإلكترونية في وقت تعالت فيه الأصوات التي تطالبه بالاستقالة.

وجهت انتقادات لاذعة إلى الجهاز قبيل إعلان بوس عن استثماراته في الشركة تتعلق بالتراخي في التحقيق حول دور شركة المحاسبة “EY” في تدقيق القوائم المالية للشركة، وهو الأمر الذي بدأ التحقيق فيه للمرة الأولى في تشرين الأول من العام 2019، قبل أن تتوسع دائرة التحقيقات في أيار من العام الجاري، لتوجه السلطات الألمانية اتهامات صريحة إلى 3 مسؤولين على الأقل في شركة المحاسبة لدورهم في التلاعب بالقوائم المالية للشركة. (ALARABIYA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها