بعد ضغط من ألمانيا .. تسريع إجراءات ترخيص لقاح كورونا في أوروبا
أعلنت الهيئة الأوروبية للرقابة على الأدوية في أمستردام، الثلاثاء، أنها ستطرح تقريرها بشأن التصريح بلقاح كورونا من إنتاج شركتي “فايزر” الأمريكية و”بيونتيك” الألمانية، في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، أي قبل ثمانية أيام من الموعد الذي كان مقرراً سلفا.
وباتت موافقة الهيئة على اللقاح مؤكدة، وهو ما يمكن معه أن يتم السماح بتداوله قبل عيد الميلاد، وبعد ذلك، يجب أن تعطي المفوضية الأوروبية موافقتها رسمياً، وهو إجراء شكلي، ويمكن أن يتم في غضون يوم واحد، ليصبح الطريق بذلك ممهداً أمام إجراء تطعيمات جماعية مضادة لكورونا في جميع دول الاتحاد الأوروبي.
وأكدت الهيئة أنه لن يكون هناك أي تنازلات في معايير السلامة، “وتضمن الموافقة على الطرح في السوق أن لقاحات كوفيد19- تستوفي نفس المعايير المرتفعة للاتحاد الأوروبي المطبقة على كافة اللقاحات والأدوية”.
ويأمل وزير الصحة الألماني ينس شبان في بداية قريبة لإعطاء التطعيمات المضادة لفيروس كورونا، وأعرب عن تفاؤله بأن يتم التصريح باللقاح في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، “وهذا خبر سار للاتحاد الأوروبي”، وأوضح الوزير الألماني أنه يهدف من ذلك إلى البدء في إعطاء التطعيمات في ألمانيا قبل رأس السنة.
وفي الوقت الذي صدر تصريح طارئ بتداول اللقاح في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، فإن الاتحاد الاوروبي ما يزال ينتظر صدور ضوء أخضر من الهيئة الأوروبية للأدوية، وتعكف الهيئة منذ أسابيع على مراجعة البيانات العلمية المقدمة من الشركتين عن التجارب السريرية لهذا اللقاح.
من جانبها، قالت إيمر كوكه، مديرة الهيئة: “نعمل على مدار الساعة تقريباً لإصدار تصريح لأول لقاح مضاد لكوفيد-19″، وكانت الهيئة أعلنت في وقت سابق أن عملية المراجعة ستتم بحلول التاسع والعشرين من كانون الأول الجاري على أقصى تقدير، غير أنها أعلنت الأربعاء عن تبكير هذا الموعد بمقدار ثمانية أيام.
ويأتي ذلك بعد أنباء عن ممارسة ألمانيا ضغوطاً على الهيئة للإسراع في إصدار تقريرها والتصريح باستخدام اللقاح، حيث نقلت صحيفة “بيلد” الألمانية، في عددها الصادر الثلاثاء، عن مصادر مقربة من الحكومة الألمانية قولها إن مكتب المستشارة أنغيلا ميركل ووزارة الصحة الألمانية يضغطان على كل من الهيئة الأوروبية للأدوية والاتحاد الأوروبي لكي تتم الموافقة على استخدام هذا اللقاح بحلول 23 كانون الأول، وليس 29 من الشهر ذاته، كما كان مقررا.
وتندرج هذه المعلومات في سياق تصريح أدلى به يوم الأحد وزير الصحة الألماني ينس شبان، وأبدى فيه امتعاضه من تأخر عملية الترخيص لهذا اللقاح، مؤكداً في الوقت ذاته أن التجهيزات الضرورية لعملية التطعيم قد أعدت في بلاده.
وقال شبان إن “جميع بيانات بيونتيك متاحة، وقد أصدرت بريطانيا والولايات المتحدة التراخيص بالفعل.. يجب أن تراجع البيانات وأن تصدر الموافقة من جانب الهيئة الأوروبية للأدوية في أسرع وقت ممكن”، وحذر شبان من أن “الثقة بقدرة الاتحاد الأوروبي على التحرك هي الآن على المحك”.
وأعربت المستشارة أنغيلا ميركل عن ارتياحها لقرار هيئة الأدوية الأوروبية طرح تقريرها الخاص بإصدار تصريح لتداول لقاح كورونا الذي طورته شركتا “فايزر” الأمريكية و”بيونتيك” الألمانية، في الحادي والعشرين من الشهر الجاري.
وقالت ميركل، الثلاثاء، خلال جلسة افتراضية لتحالفها المسيحي في البرلمان، إنه من الجيد عدم صدور تصريح طارئ للقاح على غرار ما حدث في دول أخرى، ولفتت إلى أن قرار الهيئة أسعد الحكومة الألمانية.
وأعربت ميركل عن اعتقادها بأن كانون الثاني وشباط المقبلين سيكونان شهري وباء صعبين مرةً أخرى، “ولا ينبغي أن نوهم أنفسنا في هذا الشأن”، وذكرت أن تطور عدد الإصابات عاد وأخذ شكلا أُسِّيَاً منذ نحو عشرة أيام، وحذرت من أن معدل الإصابات الجديدة في ألمانيا يتجه نحو بلوغ 200 حالة لكل مئة ألف نسمة في سبعة أيام. (AFP – DPA – DW)[ads3]