أمانال بتروس .. من لاجئ إلى حامل الرقم القياسي في منافسات الماراثون في ألمانيا

بعد أن تحول أمانال بتروس من لاجئ إلى حامل الرقم القياسي في منافسات الماراثون في ألمانيا، يواجه حالة من القلق الشديد في الوقت الحالي إزاء مصير والدته وشقيقتيه.

ولم يسمع بتروس شيئا عن والدته وشقيقتيه منذ ثمانية أسابيع، حيث اختفين في إقليم تيجراي الإثيوبي، الذي تمزقه الصراعات، والذي يكاد يكون قد أصبح معزولاً عن العالم الخارجي.

ويعتقد بيترس أنهن قد تكن من بين الـ70 ألف شخص تقريباً الذين فروا إلى السودان.

وقال بتروس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :”عائلتي جزء من حياتي، أشعر بالكثير من الألم، أنا قلق للغاية.”

وأضاف: “ما يحدث هناك أمر فظيع، هناك أبرياء يقتلون، والهروب نفسه يشكل خطراً، وبالنسبة لي، يشكل الذهاب إلى هناك خطراً كبيرا”.

وكان بتروس المولود في إريتريا قد وصل إلى ألمانيا قادماً من تيغراي كلاجئ في عام 2012، وتطور حتى أصبح نجماً في منافسات الماراثون، ونجح مؤخرًا في تحطيم الرقم القياسي المحلي في ألمانيا بفارق أكثر من دقيقة واحدة، وذلك في مدينة بلنسية الإسبانية، حيث سجل ساعتين وسبع دقائق و18 ثانية.

وقال بتروس: “عندما أركض، أنسى كل شيء، والضغوط تتلاشى خلال التدريبات وأشعر بالتحرر، وهذا يمنحني شعوراً جيدا”.

وحصل بتروس على الجنسية الألمانية في تشرين الأول 2015، واستوفى المعايير الأولمبية في أول مشاركة له على مسافة 195ر42 كيلومتر في العام الماضي، ليصبح مؤهلاً للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المقررة في العاصمة اليابانية طوكيو في العام المقبل.

وأصبحت ألمانيا أكثر من الوطن الثاني بالنسبة لبتروس البالغ من العمر 25 عاماً، والذي كون العديد من الصداقات.

ويتدرب بتروس منذ عام 2017 في فاتنشايد، في غرب ألمانيا، تحت قيادة المدرب تونو كيرشبوم.

وقال بتروس: “أصدقائي مثل العائلة بالنسبة لي، مارست الرياضة في ألمانيا لتعلم اللغة والتعرف على الناس والثقافة والعقلية هنا”.

وقال المدرب كيرشبوم إن موهبة بتروس كانت واضحةً منذ البداية، وقد استعرضها خلال مشاركته في الماراثون في 2019.

وأضاف المدرب: “أمانال (بتروس) يعمل بجدية شديدة في منافسات الماراثون، ولديه انضباط هائل، هو متحمس ولديه إمكانيات يصعب مضاهاتها”.

ويرى المدرب أن بتروس قادر على تحقيق زمن ساعتين وخمس دقائق، واتفق بتروس معه في ذلك، قائلاً: “بالتأكيد، من الممكن تقديم المزيد، لا شك في ذلك، لدي شعور إيجابي بشأن قدرتي على تحسين الرقم”.

ومع ذلك، لم ينقطع بتروس عن الانشغال بعائلته خلال الركض لما بين 180 و200 كيلومتر في كل أسبوع.

وقال بتروس: “يجب الآن أن أرسل الوثائق الخاصة بعائلتي إلى الصليب الأحمر في السودان كي يتم البحث هناك”.

وأضاف: “من الصعب العثور على أفراد عائلتي بين 70 ألف شخص، لكن هذا هو أملي الوحيد”.

وقال بتروس إنه قد يواجه الحبس إذا حاول الوصول إلى تيغراي، موضحاً أنه زار عائلته مرةً واحدةً منذ عام 2012، وذلك في عام 2018، عندما جرى فتح الحدود الإريترية الإثيوبية.

وختم بتروس، بالقول: “الوصول إلى عائلتي سيكون أكبر هدية لي، أكبر هدية في الكرسيماس”. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها