تقرير لقناة بريطانية : معظم سكان إدلب إما مصابون أو أصيبوا بفيروس كورونا ( فيديو )

عرضت القناة البريطانية الرابعة مؤخراً، تقريراً مصوراً، دخلت فيه إلى أحد مستشفيات إدلب، وسلطت عبره الضوء على معاناة أهلها الرازحين تحت وطأة الفقر والقصف وأزمة كورونا.

وقالت القناة، بحسب ما ترجم عكس السير: “إدلب.. آخر معاقل المعارضة في سوريا، محافظة تأوي أكثر من 4 ملايين شخص، معظمهم في مخيمات ممتدة على مسافات طويلة.. على مدار السنوات العشر الماضية، كان الخطر يهطل على سكانها من السماء، على شكل غارات جوية وبراميل متفجرة، واليوم يضاف إلى ما سبق عدو خفي، هو فيروس كورونا.

وأضافت: “تسبب القصف الروسي الذي لا يرحم بدمار كبير وخروج كثير من المستشفيات عن الخدمة في إدلب، ولم يتبقى سوى بضع مستشفيات، أحدها مستشفى الزراعة، دعانا الطبيب صلاح الدين الصالح، أحد أطباء التخدير القليلين في إدلب، لزيارة وحدة العناية المركزة في المستشفى، هو أب لخمسة أطفال، ولا يمضي كثيراً من الوقت في منزله مؤخراً”.

وتابعت: “ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا منذ تموز الماضي، وبدلاً من عمله المعتاد في معالجة المصابين جراء القصف، يعالج اليوم المرضى الذين يعانون من صعوبة في التنفس بسبب إصابتهم بالفيروس.. يوجد في المستشفى 70 سريراً فقط، 30 منها أسرة عناية مركزة، واليوم كما العادة، وحدة العناية المركزة ممتلئة، يقول الطبيب إن الأعداد كبيرة والمستشفى ممتلئ بالمرضى دائماً، لا أسرة فارغة في قسم العناية المشددة، لا يفرغ سرير ما إلا بتخريج مريض أو وفاته”.

وأشارت القناة إلى أن نظام الأسد ألقى المزيد من القنابل على الجنوب الشرقي لإدلب، وبالنسبة للطبيب صلاح، فإن الخوف مرتبط بعدم القدرة على تقديم العلاج والخدمات الطبية لأحد في ظل أزمة كورنا الحالية، إن تصاعد القتال في إدلب مجدداً.

وأضاف الطبيب: “إن استمر الوضع على ما هو عليه، من الممكن أن تموت العالم في منازلها، لكوننا لا نستطيع استقبالها، أضف إلى ذلك قصف النظام الذي يستهدف إدلب كل يوم، إذا حدثت موجة تهجير جديدة، فإن هذا يعني مصيبة بالنسبة للكادر الطبي”.

وأضافت القناة: “غالبية مرضى الطبيب صلاح هم من كبار السن وأعدادهم كبيرة.. هذا الرجل ويدعى صابر الصابر، موضوع على واحد من أجهزة التنفس القليلة الموجودة في المستشفى، عدد حالات الإصابة في إدلب غير معروف، والأرقام التي حصلنا عليها تفيد بوجود 20 ألف مصاب.. سجل مستشفى الزراعة يظهر توثيق 228 وفاة بسبب فيروس كورونا، لكن إدارته تخشى وجود كثير من الوفيات في أماكن أخرى”.

ويعتقد بعض الخبراء (لم تسمهم القناة) أن غالبية السكان مصابون أو أصيبوا بالفيروس، خصوصاً في مخيمات النازحين الفقيرة التي يستحيل فيها التقيد بإجراءات التباعد الاجتماعي الوقائية.

وقال الطبيب صلاح: “الفقر يدفع الإنسان للعمل بغض النظر عن المخاطر، حيث أن العامل يعيش -من أجرته- كل يوم على حدة، ولسان حاله يقول إن جلست في المنزل ولم أعمل فسأموت جوعاً.. إن لم أمت بسبب كورونا سأموت بسبب الجوع”.

وأضافت القناة: “في ظل التدهور المستمر للعملة، يعتبر الحصول على رغيف خبز رفاهية في إدلب اليوم، وليس من المفاجئ أن يكون الصابون والكمامات في أسفل قائمة تسوق سكان إدلب”.

وختمت بالقول: “للأسف، فإن صابر الصابر الذي شاهدناه يعاني في المستشفى قد توفي، تقف زوجته وحفيده لمشاهدة التحضيرات وإجراءات دفنه، في مقبرة الحلفة، يدفن ضحايا كورونا جانب ضحايا الحرب.. كحال الجنازات حول العالم، يرتدي المعزون الكمامات، ولا مكان للعناق والأحضان خلال بكاء العائلات على أحبائها الراحلين”.

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها