وكالة الأنباء الألمانية : ليفاندوفسكي .. ماكينة أهداف تحظى بالتكريم المناسب أخيراً

ربما لم تكن المرة الأولى التي يسطع فيها نجم المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، ولكن الثلاثية التاريخية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) التي أحرزها مع فريقه بايرن ميونخ الألماني وأهدافه الغزيرة وإنجازاته الواضحة كانت كافيةً للغاية لينال اللاعب التكريم الذي ربما استحقه سابقًا، لكنه نجح في فرضه بقوة في 2020 .

وبعد أسابيع من تتويجه بجائزة أفضل لاعب في أوروبا خلال الموسم الماضي باستفتاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لم تكن مفاجأةً أن يحصد ليفاندوفسكي، أو كما يطلق عليه حالياً (ليفانجولسكي) نسبةً إلى غزارة أهدافه، أن يحرز النجم البولندي الجائزة الشخصية الأبرز في العالم وهي جائزة أفضل لاعب في العالم في استفتاء الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).

وربما ساد اعتقاد كبير في السنوات الماضية بأنه بدون إنجاز هائل، فإن أي لاعب لا يمكنه منافسة الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو على هذه الجائزة المقدمة من الفيفا.

وبالفعل، كان الوحيد الذي كسر هيمنة ميسي ورونالدو على جائزة الفيفا منذ 2008 وحتى العام الماضي هو الكرواتي لوكا مودريتش، نجم ريال مدريد الإسباني، في ظل تزامن إنجازاته مع الريال في موسم 2017 / 2018 مع قدرته على قيادة منتخب بلاده إلى المباراة النهائية لكأس العالم 2018 بروسيا، فلم يكن من الصعب تتويجه بالجائزة في 2018 .

وفي العام الحالي، وعلى الرغم من حالة الارتباك التي أثرت سلبياً على الروزنامة الرياضية وخاصة على مستوى المباريات الدولية حيث تأجلت البطولات الكبيرة مثل كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، كما تأجلت تصفيات كأس العالم في كل أنحاء العالم، استمد ليفاندوفسكي قوته في المنافسة على الجائزة من مسيرة بايرن الرائعة محلياً وأوروبيا.

وربما ساهم أيضاً في وضوح الفارق الكبير بين ليفاندوفسكي ومنافسيه على الجائزة أن ميسي على سبيل المثال خرج صفر اليدين مع برشلونة من جميع البطولات، كما اقتصر إنجاز رونالدو على الفوز مع يوفنتوس الإيطالي بلقب الدوري الإيطالي، بينما فشل في قيادة منتخب بلاده للدفاع عن لقب دوري أمم أوروبا، حيث فشل في بلوغ الدور قبل النهائي للبطولة، والذي تقام فعالياته في تشرين الأول 2021 .

وخلال 2020، سجل ليفاندوفسكي من الأهداف ما لم يستطع أي لاعب آخر تسجيله مع فريقه.

وأحرز ليفاندوفسكي عن جدارة جائزة أفضل لاعب في العالم في استفتاء الاتحاد الفيفا على جوائز “الأفضل” لعام 2020، ليكون التتويج المناسب في الوقت المناسب.

وتم الإعلان عن فوز ليفاندوفسكي بالجائزة خلال حفل الفيفا، والذي أقيم هذا العام كحدث افتراضي في مقر الفيفا بمدينة زيوريخ السويسرية دون حضور المتنافسين على الجوائز المختلفة أو الضيوف، بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس كورونا.

ورغم هذا، فاجأ السويسري جياني إنفانتينو رئيس الفيفا اللاعب البولندي ليفاندوفسكي (32 عاماً) وسلمه الجائزة بنفسه، لا سيما وأن فوز اللاعب بالجائزة كان انعكاساً لترشيحات قوية من جميع الجهات في هذا العام الخيالي بالنسبة لهذا المهاجم البولندي.

وتفوق ليفاندوفسكي على ميسي ورونالدو اللذين وصلا معه للقائمة النهائية، حيث لعب ليفاندوفسكي دوراً بارزاً في تتويج بايرن بالثلاثية التاريخية في الموسم الماضي، كما أصبح ثاني لاعب فقط في التاريخ يقود فريقه للفوز بثلاثية، من بينها لقب دوري الأبطال، ويتصدر قائمة الهدافين في البطولات الثلاثة في نفس الموسم.

وتصدر ليفاندوفسكي قائمة هدافي الدوري الألماني (بوندسليغا) في الموسم الماضي برصيد 34 هدفاً، كما تصدر قائمة هدافي كأس ألمانيا برصيد ستة أهداف وقائمة هدافي دوري أبطال أوروبا برصيد 15 هدفا.

وأضاف ليفاندوفسكي جائزة الفيفا إلى جائزة أفضل لاعب في أوروبا باستفتاء الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، والتي أحرزها بعد تفوقه على منافسيه البلجيكي كيفن دي بروين صانع ألعاب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي وحارس المرمى الألماني الدولي مانويل نوير زميله في بايرن ميونخ الألماني.

وحسم ليفاندوفسكي جائزة الفيفا لصالحه بعدما حصد 52 نقطة، مقابل 38 نقطة لرونالدو و35 نقطة لميسي.

وأنهى ميسي الموسم الماضي متصدراً قائمة هدافي الدوري الإسباني برصيد 25 هدفاً كما كان الأكثر صنعا للأهداف لزملائه برصيد 21 هدفاً، ولكن هذا لم ينقذ برشلونة من الخروج صفر اليدين من جميع بطولات الموسم الماضي.

وفي المقابل، سجل رونالدو 31 هدفاً ليقود يوفنتوس للفوز بلقب الدوري الإيطالي ويصبح اللقب هو التاسع ليوفنتوس في تسعة مواسم متتالية بالدوري الإيطالي.

كما أصبح رونالدو أول لاعب يهز الشباك 50 مرة على الأقل في مشاركاته بكل من الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي.

وكانت الإحصائيات المختلفة، خاصةً فيما يتعلق بالمشاركات وعدد الأهدافً، دليلاً دامغاً على أحقية ليفاندوفسكي بالجائزة في 2020، الذي سيظل محفوراً في ذاكرة اللاعب بأنه الأفضل في مسيرته الكروية حتى الآن.

ومع اقتراب الموسم الماضي من نهايته، كانت هناك العديد من التوقعات بأن ليفاندوفسكي يستطيع كسر الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في موسم واحد بالدوري الألماني (بوندسليغا)، وهو الرقم الذي يستحوذ عليه الأسطورة جيرد مولر منذ نحو أربعة عقود برصيد 40 هدفا.

ولكن بعض الظروف كالإصابة والإيقاف حالت دون نجاح ليفاندوفسكي في تحقيق هذا حيث اقتصر رصيده في البوندسليغا الموسم الماضي على 34 هدفا.

وفي العام الميلادي 2020، قدم ليفاندوفسكي ملحمة تهديفية رائعة مع بايرن حيث سجل 45 هدفًا في مختلف البطولات وصنع العديد من الأهداف لزملائه أيضا.

وخلال النصف الثاني من الموسم الماضي للبوندسليغا، خاض ليفاندوفسكي 14 من 17 مباراة للفريق وغاب عن الفريق في ثلاث مباريات منها مباراتان للإصابة ومباراة واحدة للإيقاف بسبب الإنذارات.

وخلال هذه المباريات، سجل ليفاندوفسكي 15 هدفًا بمتوسط يزيد على هدف واحد في المباراة الواحدة، كما سجل خمسة أهداف في المباريات التي خاضها خلال 2020 من بين مباريات الموسم الماضي لكأس ألمانيا بينما كان اللاعب قد سجل هدفًا واحدًا في مباريات البطولة التي أقيمت خلال 2019 .

وكان ليفاندوفسكي سجل خمسة أهداف وصنع ستة أهداف لزملائه في الأدوار الإقصائية لدوري الأبطال بالموسم الماضي، وذلك من بين 15 هدفاً، اعتلى بها صدارة قائمة هدافي المسابقة في الموسم الماضي، حيث كانت الأهداف العشرة الأخرى في دور المجموعات الذي أقيمت فعالياته في الشهور الأخيرة من 2019 .

وخلال الموسم الحالي، سجل ليفاندوفسكي 17 هدفاً وصنع أربعة أهداف لزملائه في 12 مباراة مع بايرن في الموسم الحالي للبوندسليغا من بين 13 مباراة خاضها بايرن في المسابقة حتى الآن.

وأحرز ليفاندوفسكي ثلاثة أهداف للفريق في دور المجموعات لدوري الأبطال بالموسم الحالي علماً بأنه خاض أربعاً فقط من المباريات الست للفريق بهذا الدور، حيث غاب عن قائمة الفريق في مباراتين.

وبهذا، يبلغ إجمالي ما سجله ليفاندوفسكي مع الفريق خلال العام الحالي 45 هدفاً، إضافةً لصناعته 13 هدفاً في البطولات المختلفة مع الفريق.

كما أحرز اللاعب هدفين في أربع مباريات دولية خاضها مع منتخب بلاده في 2020 مع تأجيل العديد من الفعاليات بسبب أزمة كورونا.

لكن ما قدمه ليفاندوفسكي في 2020 جعله عاماً فريداً وتاريخياً بالنسبة له، ومنحه هذه الجوائز الفردية عن جدارة، إضافةً لتتويجه مع بايرن بكل الألقاب المتاحة وتأهله إلى كأس العالم للأندية في قطر، والتي تأجلت إلى شباط المقبل. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها