2020 عام الجائحة .. رفعت فيه ألمانيا التحدي

سنة 2020 بدأت سياسياً صعبةً بالنسبة للمستشارة أنغيلا ميركل، ففي مطلع العام، واجه حزبها، المسيحي الديمقراطي، امتحاناً صعباً بإعلان كرامب كانباور التخلي عن الترشح لمنصب المستشارية، بعد 16 عاماً من حكم المرأة القوية، ميركل.

تحدي آخر واجهته حكومة المستشارة الألمانية، عندما تم الكشف عن شبكة يمينية متطرفة واسعة تستهدف الأجانب والمسلمين واليهود.

وفي العشرين من شباط، اهتزت مدينة هاناو، غربي البلاد، على وقع اعتداء دموي على رواد مقهى شيشة في المدينة، خلف 11 قتيلاً ينحدرون من أصول مهاجرة، ونفذه يميني متطرف.

وفي آذار، دخلت ألمانيا زمن كورونا الصعب، وفي الثامن عشر منه، توجهت المستشارة ميركل بخطاب تلفزيوني تاريخي لشعبها تدعوه إلى أخذ الأمور بجدية لمواجهة الوباء عبر الحجر الصحي.

ومع ارتفاع مؤشرات الإصابات والوفيات في العالم، أظهرت ألمانيا أداء أفضل وحافظت على معدل وفيات ضمن الحد الأدنى، مقارنةً مع عديد من دول الاتحاد الأوروبي، الذي ترأسته ألمانيا في العام الصعب.

وفي نيسان، أمل بُعث من مدينة ماينز، بإعلان شركة “بيونتيك” إجراءها أول اختبار سريري ناجح على البشر للقاح ضد فيروس كورونا، والأمل الذي سيتحول قبل موفى العام إلى حقيقة واعدة.

وعلى غير عادتهم، لم تُشد رحال الألمان إلى السفر في الإجازات الصيفية، ولمواجهة الأضرار التي لحقت بقطاعات عديدة من الاقتصاد، قدمت الحكومة عشرات مليارات اليورو، لكن خسائر عام الجائحة ستناهز 390 مليار يورو، بحسب تقديرات المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية.

وموسم الخريف بدأ عسيراً على الألمان، بظهور موجة ثانية لوباء كورونا، وفي الوقت الذي شددت فيه السلطات القيود على الأنشطة العامة والتجمعات، رفع المناوئون للحجر الصحي من إيقاع احتجاجاتهم في الشوارع، لتبلغ مداها بركوب جماعات يمينية شعبوية الموجة ومهاجمة مقر البرمان الاتحادي “بونسدتاغ” ومحاولة اقتحامه، لكن ذلك لن يؤدي سوى إلى ارتفاع شعبية المستشارة ميركل وحزبها.

وفي الشهرين الأخيرين من العام، دخلت ألمانيا حجراً صحياً شاملاً وصارماً، شمل أعياد الميلاد الأعرق والأقدس بالنسبة للألمان، في محاولة لكبح الارتفاع غير المسبوق في أعداد الاصابات والوفيات بالفيروس.

وبحصيلة تفوق 30 ألف حالة وفاة، تودع ألمانيا عام 2020 ويحدوها أمل باستقبال عام جديد أفضل، وهي مسلحة بلقاح “بيونتيك – فايزر”. (MCD)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها