لم تعد تركز على جسد المرأة .. مسابقة ” ملكة الجمال ألمانيا ” تتخلى عن شرط ” البكيني ” و تسمح بمشاركة هذه الفئات
لم تعد مسابقات ملكة جمال ألمانيا تهتم بالفتيات النحيفات اللاتي يرتدين لباس البحر (البكيني)، فقد ولّى الاتجاه الذي كان المحكّمون يختارون الفائزات بناء على مظهرهن، ومن الآن فصاعداً لن تكون المرأة التي تُتوج بلقب ملكة جمال ألمانيا تلك الفتاة الرشيقة الحسناء، وذلك وفقاً لما يقوله ماكس كليمر، منظم المسابقة.
ويقول كليمر (25 عاماً)، الذي يدير مع والده شركة “ملكة جمال ألمانيا”: “نحن نحاول أن نجد سفيرة يمكن أن تكون نموذجاً رائعاً يثير الإعجاب، وشخصيةً ملهمةً تسعى كثيرات من النساء للاقتداء بها”.
وأصبحت شخصية المتسابقات المحور الذي تتركز عليه المسابقة، ويقول كليمر إنه يريد أن يتيح منصة تظهر عليها النساء اللاتي يتسمن بالقوة.
ويضيف كليمر: “إننا نتطلع لتحقيق التنوع وتأكيد القيم الداخلية، وليس مجرد الشكل الخارجي”، مؤكداً أن مسابقات ملكات الجمال لم تعد تعنى بالرشاقة والحسن.
وكان اختيار ليوني تشارلوت فون هاس، وهي سيدة أعمال تمارس نشاطها على الإنترنت، ملكة جمال ألمانيا لعام 2020، نقطة تحول في هذه المسابقات، ولأول مرة يتكون فريق التحكيم بكامله من سيدات فقط، ومن التطورات الجديدة في هذه المسابقة أن الفائزة فون هاس أم وتبلغ من العمر 35 عاماً، وذلك بعد أن رفعت الشركة المنظمة الحد الأقصى لسن المشاركات، مع السماح باشتراك الأمهات.
وتقول فون هاس التي وُلدت وشبت في ناميبيا: “إنني لست ملكة جمال”.
نحو 15 ألف امرأة تقدمن للاشتراك في المسابقة القادمة (الألمانية)
والمفهوم الجديد للمسابقة هو الحصول على ردود فعل إيجابية، وتقدمت نحو 15 ألف امرأة للاشتراك في المسابقة القادمة، وهو رقم قياسي لم يتم تسجيله من قبل.
وتعرض متقدمات كثيرات معلومات متعمقة حول حياتهن الشخصية، مثل تجاربهن مع سرطان الثدي أو الاغتصاب أو الاكتئاب أو التنمر، وبالتالي يبدو أنهن لا يخشين التحدث عن أزمات الحياة التي مررن بها، وذلك من أجل زرع مشاعر الثقة والقوة في النساء الأخريات.
وتقول المتحدثة باسم هيئة تحقيق المساواة بين الجنسين في ألمانيا، سيمون توماس: “هذا تطور مثير للاهتمام، فصورة المرأة متنوعة ولا تقتصر على الجمال وحده وتتسم بالحيوية”، وتضيف إذا تحدثت النساء عن ضربات القدر التي تعرضن لها، فقد يساعد ذلك النساء الأخريات، إذا تم تقديم أولئك النساء كسفيرات فهذا أمر أحبه”.
غير أن سيلفيا بريتش، الأستاذة في مجال الثقافة بمركز دراسات المرأة والنوع التابع لجامعة أولدنبيرغ (شمال غربي ألمانيا)، لديها مشاعر مختلطة حول هذا الاتجاه الجديد، فهي ترى أنه إذا استطاعت النساء تمكين أنفسهن من خلال هذه المسابقات، فهذا جانب من المسألة، ولكن الجانب الآخر يتمثل في أن منظمي مسابقات الجمال يجنون الأموال من ورائها، عن طريق استخدام المتسابقات في مجال الدعاية مثلا.
وتقول بريتش: “كل شيء له ثمن معين ويحدث في سياق معين، ومن هنا لا تكون المسابقة معنية بالنساء بقدر ما هي معنية بإمكانات التسويق”.
ويلاحظ أن رد فعل الفائزات السابقات بلقب ملكة جمال ألمانيا إزاء الاتجاه الجديد كان إيجابياً، فمثلاً تقول سورايا كوهلمان، الفائزة بلقب ملكة جمال ألمانيا عام 2017، وتمتلك اليوم صالون تجميل بمدينة لايبزيغ: “صارت المسابقة تتواكب مع العصر، وأعتقد أن المفهوم الجديد رائع”.
وتوافقها في الرأي يوليا هاغن، التي فازت باللقب عام 2010، والتي تعمل حالياً عارضة أزياء، وتعد في الوقت نفسه رسالة دكتوراه في العلوم الثقافية، وتقول: “إن هذا المفهوم يعد خطوةً كبيرةً للغاية”.
والاتجاه الجديد يختلف كثيراً عن صورة ملكة جمال ألمانيا التقليدية، وبالتالي يفتح سوقاً جديدةً، وفقاً لما تقوله هاغن، التي تبلغ من العمر 30 عاما.
في حين يقول كليمر إن الطلب على ملكات الجمال التقليديات تراجع في ألمانيا، وعلينا أن ننتظر إذا كان لقب ملكة جمال ألمانيا ما يزال مناسباً للاتجاه الجديد، في الوقت الذي لا يريد المنظمون أن يغيروه، وإن كانوا يريدون تغيير معايير المسابقة.
ويعتقد المنظمون أنهم مستعدون للمستقبل، وفي هذا الصدد يقول كليمر “إننا متأكدون من أننا توصلنا إلى مفهوم مقاوم للأزمات”.
ويوضح أنه “مع توسيع قاعدة جمهور المسابقة، تتاح إمكانات وفرص جديدة لشركاء لنا، بخلاف الأنشطة التجارية المتعلقة بالأزياء والجمال، مثل الجهات التمويلية والعلمية والثقافية والبيئية”.
وتهدف شركة كليمر إلى زيادة أرباحها بدرجة كبيرة، والتي تبلغ حالياً مليون يورو سنوياً، ويريد كليمر أن يضاعف هذا الرقم العام المقبل.
ويقول: “إننا نعتقد أنه يمكن تحقيق هذا الهدف عن طريق اتجاهنا الجديد”، وهو ليس متيقناً من أن المسابقات الأخرى لملكات الجمال ستقتفي أثره، وأضاف: “آمل فقط أن يقرأ المنظمون الآخرون علامات زمننا هذا”. (DPA)[ads3]