هل يتحول فيروس كورونا إلى نزلة برد عابرة ؟
ماذا سيحدث للفيروس التاجي عندما يصبح متوطناً بين البشر كما يقول العلماء؟ باحثون من الولايات المتحدة الأمريكية أجروا أبحاثا حول المستقبل المتوقع للفيروس العنيد وتوقعوا أن يصبح مرضاً غير ضار في مرحلة عمرية معينة، كما جاء في موقع “هايل براكسيس” الطبي الألماني.
في علم الأوبئة يطلق مصطلح “المرض المتوطن”، على عدوى مرضية تحدث ضمن مجموعة من السكان، دولة أو قارة، وعند الحفاظ على هذه العدوى عند مستوى معين من الانتشار في منطقة جغرافية معينة دون أي تأثيرات خارجية، وفق موقع “المعرفة”.
ويضيف موقع “الطبي” للمعلومات الصحة والاستشارات الطبية أن للمناطق المستوطنة ببعض الأمراض كالملاريا أو مرض النوم الأفريقي أو داء شاغاس كائنات حية ممرضة كالفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات التي تعتبر عوامل مسببة للمرض، كما أن لها ناقل أو حاضن للمرض كالذباب الذي ينقل وينشر المرض بين الناس في تلك المنطقة.
ماهو المرض المتوطن؟
من بين الأمراض المتوطنة هناك مرض الملاريا، الذي يصيب 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام، وخاصة في المناطق الاستوائية. ويقدر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن حوالي نصف سكان العالم يعيشون في مناطق يكونون فيها معرضين لخطر العدوى بالملاريا، وهو متوطن في مناطق واسعة من أفريقيا وأميركا الجنوبية.
كيف سيتطور فيروس كورونافي غضون عشر سنوات، عندما ينتقل من وباء إلى مرض متوطن ويظل عند مستوى ثابت من العدوى بين السكان؟. حاول الخبراء الإجابة على هذا السؤال عن طريق تطوير نموذج للتنبؤ بمستقبل الفيروس.
وعمل فريق البحث تحت إشراف الباحثة جيني لافين من جامعة إموري في أتلانتا بالولايات المتحدة الأمريكية على معرفة تقدير كيفية تطور فيروس كورونا في غضون عشر سنوات. ونشرت نتائج البحث في مجلة “ساينس” الصادرة باللغة الإنجليزية.
قام فريق البحث بتحليل أربعة أنواع من فيروسات كورونا البشرية المعروفة، والتي تنتشر في جميع أنحاء العالم وتتسبب في الزكام أو الأمراض التنفسية الشائعة ذات الأعراض الخفيفة. ساعد التحليل الحالي للبيانات المناعية والوبائية لهذه الفيروسات الفريق على تطوير نموذج للتنبؤ بالتطور الذي قد يسلكه الفيروس التاجيفي حالة تحوله إلى فيروس مستوطن.
الأهم من ذلك أن النموذج يأخذ في الاعتبار مختلف مكونات الحماية المناعية. وأوضح الخبراء أن هذه تشمل القابلية للإصابة مرة أخرى، وتخفيف المرض بعد عودة العدوى، وقابلية انتقال الفيروس بعد الإصابة مرة أخرى، والتي تقل بشكل مختلف.
يشتبه الفريق في أنه في المستقبل يمكن أن يؤدي فيروس كورونا المستجد بشكل أساسي إلى أمراض في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تحدث العدوى الأولى بين سن الثالثة والخامسة، وسيكون المرض نفسه مصاحب بأعراض خفيفة. وفق فريق البحث، لا يزال من الممكن إصابة كبار السن بالعدوى، لكن عدوى الطفولة ستوفر حماية مناعية ضد الأمراض.
تفترض لافين وفريقها أن المناعة ضد فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة والذي يُعرف اختصاراً بـSARS-CoV-2 مماثلة لتلك المناعة المكونة ضد الأنواع الأخرى من فيروس كورونا. نادراً ما يحدث أن يواجه البالغون الفيروس لأول مرة في حياتهم، وهذا قد يفسر عدم ضررهم، وفق موقع mdr . لذلك يفترض الباحثون أن معدل الوفيات بفيروس كورونا سيكون أقل من معدل الأنفلونزا الموسمية على المدى الطويل، أي أقل من 0.1 بالمئة.
ويعتقد زميل لافين أوتار بيورنستاد في جامعة ولاية بنسلفانيا أن معدل الوفيات المرتفع والحاجة إلى التطعيم سيصبحان شيئاً من الماضي قريباً. “ينبغي بذل أقصى الجهود للتغلب على هذا الوباء الذي في طريقه إلى أن يصبح متوطنا”.
فهل يتحقق ذلك وتصدق نبوءات هؤلاء العلماء؟ سؤال نترك الجواب عليه للزمن. (Deutsche Welle)[ads3]