هل إصابة الحامل بكورونا تؤثر على جنينها ؟
فترة الحمل مرهقة مليئة بالأسئلة خصوصاً الصحية، وبما أننا في عصر فيروسي، ستكثر هذه الأسئلة قطعاً؛ مثل أن تسأل إذا كان إصابة الحامل بكورونا تؤثر على جنينها بأي شكل؟ ويبدو أن هناك كثيرات تبادر لأذهانهن هذا السؤال، ليصبح مجالاً لبحث علماء الفيروسات عن إجابة له.
هل إصابة الحامل بكورونا تؤثر على جنينها؟
فيروس كوفيد-19 لا يزال محل بحث في الحقيقة، لأنه جديد وعمره سنة تقريباً، لذلك لا توجد إجابات قاطعة، لكن يُمككنا المقارنة بينه وبين فيروسات أخرى بعائلته، لنعرف تأثير إصابة الحامل به على صحة جنينها.
إذ لاحظ الباحثون أن النساء الحوامل اللواتي أصبن بفيروسات أخرى، كانت مضاعفات الحمل لديهن أسوأ من اللواتي لم يصبن بالعدوى، مثل الإجهاض والولادة المبكرة وولادة جنين ميت. إذ يمكن أن تؤدي الإصابة بالحمى الشديدة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل -أياً كان سببها- إلى تشوهات خلقية للأجنة، وفق ما أشار له موقع WebMD الطبي.
نعم الأمر قد يبدو مخيفاً، لكن نسبة حدوثه ضئيلة للغاية. إذ نظرت منظمة الصحة العالمية في عينة صغيرة من النساء الحوامل المصابات بكوفيد-19، ووجدت أنه من بين 147 امرأة خضعت للدراسة، كانت 8% مصابات بأعراض كورونا الحادة، و1% كانت حرجة، أما نسبة 91% المتبقية لم يعانين من أعراض شديدة.
فيما رصدت حالات معدودة في الصين لولادة مبكرة، إذ رصد أكثر من حالة ولادة مبكرة مسجلة في
الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، لكن من غير الواضح ما إذا كان الأطفال ولدوا مبكراً كنتيجة لإصابة الأمهات، أم لأن الأطباء قرروا تجاوز خطر حدوث ولادة مبكرة غير محسوبة. لكن لم يرصد في هذه البيانات أي دليل على أن هذا الفيروس التاجي سبب الإجهاض.
هل يمكن أن ينتقل الفيروس إلى طفلي أثناء الحمل أو الولادة؟
انطلاقاً من نماذج النساء اللواتي وضعن أثناء إصابتهم بفيروس كورونا، فإن الإجابة على الأرجح هي أنه أمر غير محتمل الحدوث، أو بشكل أكثر دقة، لا يوجد دليل قاطع على ذلك.
وبحسب ما ذكر موقع “عربي بوست”، فيروس كوفيد-19 ينتقل بشكل أساسي من شخص لآخر من خلال الرذاذ (عبر السعال والعطس وانتقال الرزاز من المصاب للآخرين عن طريق العين والأنف والفم)، لذلك لا يمكن أن يتعرض الجنين لمثل هذه القطرات إلا بعد الولادة.
في إحدى الدراسات الصغيرة التي تابعت 9 نساء صينيات حوامل مصابات بفيروس كورونا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، لم يظهر الفيروس في العينات المأخوذة من دم الحبل السري أو مسحات الحلق لحديثي الولادة.
ومع ذلك، وجدت دراسة أخرى صينية تابعت حالات 33 امرأة حاملاً، أن ثلاثة مواليد فقط كانت نتيجة تحاليلهم لكورونا إيجابية، بينما لم يصب 30 آخرين وكانت نتائجهم سلبية. لكن الباحثين لم يتأكدوا ما إذا كان الأطفال الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس قد أصيبوا بالفعل بالفيروس في الرحم أم أنهم أصيبوا به بعد وقت قصير من الولادة.
وماذا عن انتقال الفيروس عبر الرضاعة؟
استكمالاً للإجابة السابقة، لا يمكن انتقال الفيروس عبر حليب الأم، وحتى في الدراسات القليلة التي أجريت على النساء المرضعات المصابات بفيروس كورونا، لكن بعض الخبراء يحذرون من ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث قبل أن يتمكنوا من القول بشكل قاطع أنه لا يوجد خطر.
وعلى كلٍّ ينصح مركز CDC الصحي بمجموعة أمور تساعد في الحد من تعرض طفلك للفيروس، مثل أن:
– ترتدي قناع الوجه أثناء حمله وإرضاعه
– غسل يديك جيداً قبل لمس طفلك، وتأكدي من تنظيف تحت أظافرك وبين أصابعك
– اغسلي يديك جيداً قبل استخدام مضخة الثدي أو حمل رضيعك
هل تحتاج الحامل المصابة بكورونا إلى عملية ولادة قيصرية؟
الولادة الطبيعية والقيصرية تعتمد على العديد من العوامل، وليس فقط إصابتك بفيروس كورونا. لكن رغم ذلك قد ينصح بعض الأطباء بتجنب إجراء عملية جراحية على جسم ضعيف بالفعل بسبب فيروس خطير قد يسبب مضاعفات إضافية.
عموماً، هل النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالفيروس؟
لا أحد يستطيع الجزم، لكن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي (CDC) لاحظ أن النساء الحوامل أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بجميع أنواع التهابات الجهاز التنفسي، مثل الإنفلونزا، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الحمل يغير نظام المناعة، ما فرصة يجعل الإصابة بالأمراض أكبر من قبل الحمل.
ومع ذلك، وفقاً لدراسة أجريت عام 2020، وجدت أنه حتى في حال الإصابة بالعدوى، فعلى الأغلب لا تعاني النساء من مضاعفات خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي.
ما هي العلاجات الطبية الآمنة للحامل المصابة بفيروس كورونا؟
غالباً سيستخدم الأطباء علاجات أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، سواء كنت حاملاً أم لا، مع الفيتامينات مثل فيتامين سي والزنك، لكن سيركز الأطباء مع الحوامل خصيصاً على نمط الغذاء، وضرورة الحفاظ على شرب السوائل والمياه والمشروبات منخفضة السكر، مع التغذية السليمة، والراحة التامة.
وما نتعلمه جميعاً الآن هو ضرورة اتباع توصيات الأطباء والخبراء العامة، بالحفاظ على مسافة متر ونصف إلى مترين، وعدم التواجد في أماكن مزدحمة ومغلقة، وغسل الأيدي بالصابون 20 ثانية في كل مرة، وتجنب ملامسة الأشخاص والأسطح قد الإمكان، بالإضافة للتعقيم المستمر لكل ما يدخل المنزل.[ads3]