BBC : ما قصة ” قصر بوتين الأسطوري ” ؟
نشر المعارض الروسي البارز اليكسي نافالني شريطاً مصوراً قال فيه أن الرئيس فلاديمير بوتين صرف مبلغاً ضخماً حصل عليه بطريقة غير مشروعة على بناء قصر فخم على ساحل البحر الأسود.
ووصل عدد مشاهدي الفيديو خلال يوم واحد من نشره إلى أكثر من 20 مليون شخص.
ونشر نافالني الشريط المصور بعد يومين من اعتقاله من قبل السلطات الروسية فور عودته إلى موسكو.
ويزعم نافالني في الفيديو أن كلفة القصر بلغت 1.37 مليار دولار، وهذه “أكبر رشوة في التاريخ”.
وينفي الكرملين أن تكون ملكية القصر عائدة للرئيس بوتين.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن الادعاءات القائلة بأن مسؤولين فيدراليين كانوا يحرسون مجمع قصور شاسع على ساحل البحر الأسود “محض هراء”.
ويقول نافالني في الشريط إن مساحة القصر والحدائق الملحقة به تبلغ 39 ضعف مساحة إمارة موناكو الفرنسية.
وتم وضع نافالني رهن الحبس الاحتياطي لمدة 30 يوماً، بتهمة انتهاك شروط خروجه من السجن بشروط بعد إدانته بتهمة الاختلاس. ويقول نافالني إن الحكم عليه كان بدوافع سياسية.
وكان من المقرر أن تنظر المحكمة في دعوى منفصلة ضده يوم الأربعاء لكنها تأجلت.
وكاد الرجل البالغ من العمر 44 عاماً أن يُقتل في هجوم بغاز الأعصاب في أغسطس/آب الماضي، في حادث ألقى فيه باللوم على الرئيس بوتين شخصياً، لكن الكرملين ينفي ضلوعه.
ماذا جاء في التقرير المصور؟
وحسب الشريط جرى بناء القصر في منتجع غليندزيك، باستخدام أموال غير مشروعة قدمها أشخاص من الدائرة المقربة لبوتين، بمن فيهم رؤساء شركات نفط وأصحاب المليارات.
يقول نافالني في الفيديو: “لقد بنوا قصراً لرئيسهم بهذه الأموال”.
ويزعم أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) يمتلك 70 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الخاصة المحيطة بالقصر.
ويصف التقرير تفاصيل مختلفة عن القصر، منها أنه يضم كازينو وملعب هوكي الجليد تحت الأرض وحقل كروم.
ويضيف نافالني: “للقصر أسوار منيعة وميناء خاص وقوات أمن خاصة وكنيسة ونظام تصاريح خاص ومنطقة حظر طيران، وحتى نقطة تفتيش حدودية خاصة به”.
ويضيف: “إنها دولة منفصلة داخل روسيا. وفي هذه الدولة هناك هناك قيصر واحد لا غنى عنه .. إنه بوتين”.
وقال بيسكوف لوكالة أنباء “ريا نوفوستي” الرسمية يوم الثلاثاء، إن المزاعم الواردة في التقرير “غير صحيحة، وإن الرئيس لا يملك قصوراً”.
وذهب بيسكوف أبعد من ذلك يوم الأربعاء، قائلاً أن الرئيس يعلن عن كل ممتلكاته سنوياً، ولا أساس من الصحة لكل هذه الادعاءات”.
ويضيف: “هذا محض هراء ولا يوجد شيء آخر فيه”.
ونشر الفيديو يوم الثلاثاء، وخلال 24 ساعة، شوهد فعلياً أكثر من 22 مليون مرة. ويختتم الفيديو بدعوة الناس إلى النزول إلى الشوارع.
يقول نافالني: “إذا نزل 10 في المئة من الساخطين إلى الشوارع ، فلن تجرؤ الحكومة على تزوير الانتخابات”. (BBC)[ads3]