ألمانيا : تهديدات بقتل عائلات ضحايا اعتداء ” هاناو ” العنصري
أعربت عائلات ضحايا الاعتداء الإرهابي العنصري الذي وقع بمدينة هاناو وسط ألمانيا، في شباط 2020، عن شعورها بالقلق والخوف عقب تلقيها تهديدات بالقتل.
وتلقت العائلات تهديدات بالقتل من والد الإرهابي العنصري توبياس راتغين، الذي قتل 9 أشخاص، منهم 4 أتراك، خلال الاعتداء.
وفي رسائل بعثها إلى النائب العالم الألماني، زعم هانز غيرد راتغين (73 عاماً)، والد الإرهابي العنصري توبياس، أن ابنه غير مذنب، مهدداً أسر الضحايا بالقتل.
وقالت أسر الضحايا، لوكالة “الأناضول” التركية، إنها تعيش حالةً من الخوف والقلق في هاناو، بسبب التهديدات بالقتل التي تتلقاها من والد الإرهابي العنصري راتغين.
وطالبت الأسر السلطات الألمانية بإبعاد والد الإرهابي عن المدينة أو حمايتهم من تهديداته.
وقال جتين كولتكين، شقيق كوكهان، أحد ضحايا الاعتداء، إن والده بهجت، توفي بعد 39 يوماً من الاعتداء، حزناً على مقتل ابنه.
وطالب السلطات الألمانية بكشف جميع التفاصيل المتعلقة بحادث الاعتداء.
وأضاف: “علمنا أن والد الإرهابي منفذ الاعتداء بعث أكثر من 20 رسالة إلى المدعي العام منذ نيسان الماضي”.
وتابع: “زعم أن ابنه غير مذنب، وألقى باللائمة على أسر الضحايا”، قائلاً: “يجب أن يموت المزيد من الأجانب من أجل تحقيق العدالة”.
وأفاد بأن والد منفذ الاعتداء الإرهابي وصف رئيس بلدية هاناو، كلاوس كامينسكي، بأنه “خائن للوطن”، بسبب تعليقه صوراً للضحايا في شوارع المدينة.
وذكر جتين أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من الشرطة الألمانية لتحذيره وعائلته من محاولة الانتقام من والد منفذ الاعتداء الإرهابي.
وأضاف أن والد منفذ الاعتداء حاول الحصول على أسلحة قبل أن تمنعه الشرطة، حيث أخبر الشرطة بأن “أسر الضحايا يستحقون الموت.. أنا عجوز جداً، علينا قتل هؤلاء الغرباء دون إضاعة الوقت، حتى أتمكن من رؤية جثثهم وأنا على قيد الحياة”.
وأفاد أنه تقدم بالتماس إلى الشرطة الألمانية في هاناو وأخبرهم عن قلقه على حياته بسبب والد منفذ الاعتداء العنصري، دون أن تتخذ أي إجراء.
واستطرد: “لا يحتاج هذا الشخص إلى سلاح ليشكل خطراً على المجتمع، يمكنه قتل العديد من الناس بواسطة صدمهم بسيارة يقودها”.
وطالب السلطات الألمانية بإبعاد هذا الشخص عن مدينة هاناو، حيث تعيش أسر ضحايا الاعتداء الإرهابي، أو حماية تلك الأسر من هجمات محتملة قد ينفذها.
واستدرك: “نظراً لأن الشرطة الألمانية لم تقم باتخاذ أي إجراء، فقد بدأنا تنظيم مناوبات يومية لمراقبة الحي الذي نسكن فيه من الصباح حتى المساء لضمان أمننا”.
وقالت إيشيم كوربوز، والدة سادات كوربوز، من ضحايا الاعتداء الإرهابي، إن السلطات الألمانية لم تبدِ اهتماماً كافياً، ولم تتخذ أي إجراء، رغم التهديدات الصريحة التي وجهها والد المجرم العنصري لأسر الضحايا.
وأضافت لوكالة “الأناضول”: “فقد ابني حياته مع 8 أشخاص آخرين.. بعد المجزرة، جاءت السلطات وقدمت لنا التعازي، ثم اختفت بعد ذلك ولم تعد تهتم بأمرنا”.
وتابعت: “لا نعتقد أن هذه الجريمة كانت حالةً فرديةً، ارتكبها شخص يعاني مشكلة نفسية، يجب على السلطات الألمانية الكشف عما وراء هذا الحادث من تفاصيل لتحقيق العدالة”.
وفي 19 شباط 2020، شهدت مدينة هاناو الألمانية اعتداء عنصرياً مسلحاً، أطلق فيه توبياس راتغين النار على مقهيين يرتادهما مواطنون أجانب، معظمهم أتراك.
وأدى الحادث إلى مقتل 9 أشخاص، بينهم 4 أتراك، فيما أُصيب خمسةٌ آخرون بجروح متفاوتة الخطورة.
وبعد الهجوم، طاردت الشرطة الألمانية منفذ العملية وحددت هويته، قبل أن تجده ميتاً في شقته إلى جانب والدته، التي قُتلت أيضا.
فيما أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، عن تعازيها لأسر الضحايا، واصفةً العنصرية والكراهية بـ”السم الموجود في المجتمع الألماني”. (ANADOLU)[ads3]