دويتشه فيله : مليون جرعة من لقاح أسترازينكا لا تجد من يستخدمها في ألمانيا !

رغم الترخيص للقاح “أسترازينيكا” من قبل الاتحاد الأوروبي ومن الدوائر المختصة في ألمانيا، ورغم استيراد البلد لمئات الآلاف من هذا اللقاح للمساهمة في حملة التطعيم، إلّا أن هناك تردداً ألمانياً واسعاً تجاهه، ليس فقط من طرف عموم المواطنين، بل حتى من العاملين في قطاع الصحة.

وبسبب هذا التردد، هناك أكثر من مليون جرعة موجودة في ألمانيا لم تستخدم بعد، وفق بيانات معهد “روبرت كوخ” للأمراض المعدية، التي نقلها موقع “ذا لوكال”، فمن أصل 1,5 جرعة متوفرة، لم يتم استخدام سوى 271 ألفا.

ورغم أن دورهم قد حان للتلقيح، إلّا أن مجموعة من الأشخاص، وضمنهم عاملون في مجال الصحة، يفوّتون مواعيدهم أو حتى يرفضون التوقيع على ورقة تطعيمهم باللقاح الذي طورته شركة “أسترازينيكا” البريطانية-السويدية مع جامعة أكسفورد، بحسب ما ذكرته جريدة “نيويورك تايمز”، وهو ما ذكره كذلك موقع “DW” بنسخته الإنجليزية، الذي قال إن الرفض يمتد كذلك إلى أطباء وممرضين.

ويرى رافضو هذا اللقاح أنه أقلّ فعالية من لقاح “بيونتيك / فايزر”، الذي كان أوّل لقاح يرخص له في الاتحاد الأوروبي، وكذلك من لقاح “موديرنا” الذي يوزع كذلك في ألمانيا.

وعانى لقاح “أسترازينيكا” من انتقادات كبيرة فيما يتعلّق بفعاليته ضد كورونا بالنسبة للأشخاص ما فوق 65 عاماً، وأوصت عدة دول أوروبية بعدم حقنه لهذه الفئة العمرية، وليس هذا فحسب، بل علقت دول أخرى استخدامه، كما فعلت سويسرا التي أرجأت البت في الترخيص له، أو كما فعلت جنوب أفريقيا التي برّرت ذلك أن اللقاح غير ملائم ضد النسخة المتحورة.

غير أن هناك من يرجع هذا التردد الكبير إلى ضعف في عملية التواصل، ومنهم عالم الفيروسات الألماني كريستيان دروستن، الذي قال في سلسلة البودكاست، التي يقدمها، إن اللقاح يبقى أفضل مما ينشر حوله، وأن هناك سوء فهم أو مشاكل في التواصل حول ما يخصه، وهو الرأي نفسه الذي عبرت عنه كوردولا شولز أشي، من حزب الخضر، لصحيفة “دي فيلت”، بقولها إن التردد تجاه هذا اللقاح راجع إلى “تواصل كارثي”.

كما قال كارستن واتزل من “المجتمع الألماني للمناعة” لصحيفة “أوغسبورغ ألغيماينه” إن القول بكون لقاح “أسترازينيكا” هو درجة ثانية من اللقاحات أمر غير صحيح، مطالباً بإعطاء من حُقنوا بهذا اللقاح في الجرعة الأولى، الجرعة الثانية من لقاح آخر يعمل بتقنية الحمض النووي الرنا المرسال (mRNA)، التي يتميز بها لقاح “بيونتيك / فايزر” وكذلك لقاح “موديرنا”.

ولا تتيح ألمانيا للسكان اختيار نوعية اللقاح التي يريدون، وكانت برلين تسمح سابقاً بهذا الاختيار، غير أنها انضمت لبقية الولايات فيما يتعلّق بالفئات العمرية تحت 65 عاماً، ووصل عدد الجرعات التي تم تطعيمها في ألمانيا إلى 5.9 مليون، بحسب أرقام يوم السبت (27 شباط)، لكن الرقم مرشح للارتفاع بقوة في الأيام المقبلة بعد تسليم ملايين الجرعات الجديدة. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها