قال إن الثورة ” أهم علامة في تاريخ سوريا الحديث ” .. وفاة الكاتب و الباحث السوري حسان عباس

نعى ناشطون وصحافيون وكتاب، الكاتب والباحث السوري حسان عباس، الذي توفي الأحد في دبي، جراء مرض السرطان، عن عمر ناهز 66 عاماً.

والدكتور عباس أستاذ جامعي وناقد ومؤلف، وهو رئيس الرابطة السورية للمواطنة والمشرف على سلسلة من النشاطات التي تتعلق بقضايا المواطنة والعدالة والحريات الأساسية والديمقراطية.

ولعباس دور في الحراك الثقافي المدني المعارض منذ التسعينيات، وفي ربيع دمشق وفي تأسيس المنتدى الثقافي.

وكان عباس يعرف نفسه بالقول “أنا إنسان قضيت عمري بالتعلم وما أزال طالب علم، عدا ذلك أعمل موزّعاً طاقتي بين ميادين ثلاثة: البحث والتعليم والعمل المدني، غايتي من البحث هي المساهمة في معرفة من نحن كبشر من هذه المنطقة، ولماذا صار حالنا إلى ما هو عليه من تأخر وفوات، غايتي من التعليم هي أن أنقل ما أتحصّل عليه من علم إلى أوسع شريحة من شباب بلدي، أمّا غايتي من العمل المدني فهي نشر ثقافة المواطنة بما تتطلبه من ديمقراطية وعلمانية وفكر نقدي”.

وسبق للكاتب والسياسي السوري فايز سارة عن قال عن عباس: “الدكتور حسان عباس ينتمي إلى نخبة السوريين، التي رفضت الاستكانة لسياسات النظام وممارساته، وعملت قدر ما استطاعت، أن تقوم بما رأت أنّ عليها القيام به، فجهدت وحاولت بكل الطرق والأساليب مستغلة كل ما أمكن من ظروف وطاقات لخلق وقائع جديدة، تتراكم باتجاه التغيير بجوانبه المختلفة”.

وسبق لعباس أن قال إن الثورة السورية “أنبل حراك وأهم علامة مضيئة في تاريخ سورية الحديث، فهي الثورة المواطنية الوحيدة التي جمعت أغلبية السوريين من شتّى الأصول والانتماءات تحت راية الكرامة والعيش المشترك، غير أنّ مسارها انحرف كما ذكرت سابقًا، بسبب عنف النظام وسياساته التفريقية وما أنْبتَه من عنف مقابل ومن تصدعات مجتمعية لا يبدو أنّ ثمّة براء منها في المستقبل القريب، وقد أسفرت الأوضاع التي أفرزتها سنوات القتال الطويلة عن مآسٍ لم يسبق لها مثيل في العالم الحديث”.

وأضاف: “سيكون من الخطأ الجسيم تحميل الثورة وزر هذه المآسي، صحيح أنّ لقوى المعارضة دورًا ليس ضئيلًا في ما وصل البلد إليه، لكن المسؤولية الجذرية لكل هذا السقوط الاقتصادي والاجتماعي والمالي والثقافي إنما تقع على النظام، فسياساته الحمقاء هي التي دفعت الثورة نحو العسكرة والتأسلم، وهي التي فتحت البلاد للميليشيات والقوى الخارجية، وهي التي طيّفت المجتمع، وهي التي هجّرت نصف السكان من منازلهم ورمتهم بين نازح ولاجئ، وهي التي أفقرت الناس، إلى ما هنالك من نتائج تراجيدية على هذه القائمة السوداء.

وعباس من مواليد مصياف عام 1955، خحاصل على شهادة دكتوراه في النقد الأدبي من جامعة السوربون في باريس، وسبق له أن عمل لسنوات في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في دمشق، وفي المعهد العالي للفنون المسرحية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها