دراسة : هكذا استطاعت حيتان العنبر النجاة من الصيد

بدأ الإنسان محاولات صيد الحيتان من حوالي 200 عاما، إلا أن الحيتان من فصيلة العنبر نجحت في تعلم كيفية الهروب من البشر، وفقا لدراسة منشورة حديثا على موقع Royal Society العلمي.

ويقوم البحث بالأساس على نسخة رقمية من دفاتر قديمة لصائدي الحيتان في الولايات المتحدة، والتي وثقت تفاصيل رحلاتهم الكشفية بشمال المحيط الأطلنطي خلال القرن التاسع عشر.

وبالرغم من حجم الطلب الكبير على عظام الحيتان ودهونها بما دفع للإبحار لمدة وصلت إلى 80 ألف يوم مسجلة في الدفاتر، لم ينجح الصيادون في رؤية فرائسهم المنشودة خلال رحلاتهم سوى 2405 مرة فقط بمعدل نجاح وصل إلى 3 بالمئة.

كما وجد أصحاب الدراسة أن معدل النجاح في إصابة الحيتان بهدف صيدها انخفض بنسبة 58 بالمئة في أقل من عامين ونصف من انطلاق أولى محاولات الصيد في المنطقة.

وتوصلت الدراسة إلى أن حيتان عنبر تعلمت بمرور الوقت كيف يتم قتلها و أنها شاركت خبرتها مع أقرانها بطريقة أدت لتغيير الحيتان لسلوكها وهو ما يمثل ”تطورا معرفيا” لدى تلك الكائنات، على حد وصف الدراسة.

وتعيش حيتان العنبر في مجموعات مع أمهاتها بما يعمل على خلق روابط قوية بينهم وتبادلهم الخبرات للهرب من محاولات صيدها.

ولاحظ صيادو الحيتان قيام تلك الكائنات الضخمة بتطوير مجموعة أساليب للنجاة بحياتها. فبدلا من تكوين الحيتان لمربعات تستهدف بها الدفاع عن أنفسها في مواجهة المعتدين عليها، تعلمت الحيتان أن قيامها بالسباحة عكس اتجاه الرياح سيسمح لها بتجاوز وتخطي سفن الصيادين التي كانت تعمل حينها بقوة الرياح.

ولكن مع ظهور السفن الأحدث التي تعمل بقوة البخار في نهايات القرن التاسع عشر،انخفضت فرص نجاح الحيتان في الهرب من محاولات صيدها.

ويرى الأستاذ بجامعة دالهاوسي الكندية والمشارك في الدراسة هال وايتهيد أن ذلك ”التطور المعرفي” الذي حدث لدى الحيتان ”كان أسرع بكثير” من أي تطور آخر يحدث بفعل تغييرات في التركيب الجيني أو الحيوي للكائنات.

وتتمتع حيتان العنبر بأكبر مخ مقارنة بباقي الحيوانات الموجودة على سطح الأرض. ويأمل العلماء في أن تتمكن الحيتان في التأقلم مع ما تشهده المحيطات من تغييرات مناخية اليوم، مثلما نجحت في التعلم والتأقلم منذ 200 عاما ماضية. (Deutsche Welle)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها