أكثر من 900 جريمة العام الماضي .. ألمانيا : مؤسسات إسلامية تطالب الحكومة بمكافحة العنصرية

يطالب رؤساء مؤسسات إسلامية في ألمانيا الحكومة ببذل جهود جادة وفعلية ضد التمييز والعنصرية الممارسين بحق المسلمين والمهاجرين في البلاد.

ووفقاً لردود الحكومة الفيدرالية على استجوابات برلمانية وبيانات واردة في تقارير صحفية، فقد شهدت ألمانيا خلال العامين الماضيين زيادةً في نسبة الجرائم العنصرية التي ارتكبها أفراد يتبعون لليمين المتطرف.

وبحسب المعطيات الواردة، فقد شهدت ألمانيا خلال العامين الماضيين تزايدًا في نسبة الجرائم المرتكبة ضد المسلمين، ففي عام 2019 ارتكبت 950 جريمة بحق المسلمين ومؤسساتهم وجمعياتهم، و901 جريمة (مرشحة للزيادة) في عام 2020.

وذكر خبراء أن التقرير النهائي المتعلق بعدد الجرائم المرتكبة ضد المسلمين في عام 2020 سيُعلن في الأشهر المقبلة، بإضافة الجرائم التي لم يتم الإبلاغ عنها بعد، ما يعني أن عدد الجرائم المرتكبة في 2020 ستتجاوز نظيراتها المرتكبة عام 2019.

وقال رئيس المجلس الإسلامي الألماني، برهان كسر: “جرائم التمييز والاعتداءات العنصرية واجهت المسلمين بشكل عام والنساء المحجبات بشكل خاص”.

وأضاف، في حديث لوكالة “الأناضول”: “في الآونة الأخيرة، شهدت ألمانيا تزايداً في الاعتداءات اللفظية، بما في ذلك حوادث البصق على المحجبات والازدراء، وردود فعل تظهر عنصرية شديدة”.

وحول وجود أماكن في البلاد لا يستطيع دخولها إلا من بشرتهم بيضاء، أوضح كسر أن “المشكلة لا تكمن في هذه النقطة وحسب، بل إن المسلمين والمحجبات على وجه التحديد يواجهون العديد من المشاكل في الكثير من المؤسسات والحياة العامة”.

وبسبب تزايد الهجمات العنصرية على النساء المحجبات، لفت كسر إلى أن “العديد من النساء (المحجبات) حرصن في الآونة الأخيرة على عدم استقلال مترو الأنفاق بمفردهن، ويذهبن إلى التسوق على شكل مجموعات لحماية أنفسهن من الهجمات العنصرية”.

وأكد كسر، أن المسلمين في ألمانيا “يعانون منذ فترة طويلة من العداء”، مشيراً إلى أن “السياسيين لم يتخذوا إجراءات فعالة ضد هذا الوضع، رغم أنهم أوضحوا أن ذلك شهد زيادة في الآونة الأخيرة”.

وذكّر كسر، بالهجوم العنصري الذي شهدته مدينة هاناو الألمانية عام 2020 وأودى بحياة 9 مهاجرين.

وقال: “لقد رأينا إلى أين يتجه هذا العداء في هاناو، المفاهيم السياسية والاجتماعية مهمة جداً، إن خلق تصور سلبي مستمر حول الأجانب والمسلمين بشكل خاص من شأنه أن يعزز حالة العداء للأجانب والمسلمين داخل المجتمع”.

وفي 19 شباط 2020، شهدت مدينة هاناو الألمانية اعتداء عنصرياً مسلحاً، أطلق فيه توبياس راتغين النار على مقهيين يرتادهما مهاجرون، أسفر عن مقتل 9 بينهم 5 أتراك، وإصابة 6 بجروح.

وبعد الهجوم، طاردت الشرطة الألمانية منفذ العملية وحددت هويته، قبل أن تجده ميتاً في شقته إلى جانب والدته التي قُتلت أيضا.

ولفت كسر إلى أن “الحكومة الألمانية أدركت أن الإسلاموفوبيا مشكلة وشكلت مجموعة عمل ضدها”، مشيراً إلى أنه “ربما يمكن اتخاذ تدابير أفضل إذا ما تمكنت المجموعة المذكورة من اتخاذ إجراءات فعالة”.

ونبه إلى أنه “يجب على المسلمين إجراء دراسات حول الاعتداءات العنصرية وكيفية التصرف حيالها، كما يجب على المجتمع الألماني أيضاً القبول بالمسلمين كجزء من المجتمع”.

وذكر كسر أن “العديد من الاعتداءات المرتكبة بحق المسلمين لا يتم إبلاغ الشرطة بها، وأن الإحصاءات التي تم إجراؤها حتى عام 2017، لم يتم تضمينها بالجرائم المرتكبة ضد المسلمين بالأرقام”.

وتابع: “هذا الوضع بدأ يشكل ضغطاً على المسلمين، إضافةً إلى أن الشرطة لا تفعل شيئاً حتى لو تقدم الشخص المعتدى عليه بشكوى رسمية، ولا يتم العثور على المجرم، وحتى لو تم العثور عليه لا يُعاقب”.

وأكد رئيس المجلس الإسلامي الألماني أنه “إذا تم إبلاغ الشرطة بكل هجوم، وكل حادثة كراهية مرتكبة ضد المهاجرين، فإن الأرقام ستكون أعلى بكثير مما ورد في البيانات الرسمية”.

بدوره، قال رئيس الاتحاد الإسلامي في برلين، مراد غول، لوكالة “الأناضول”، إنه لم يتعرض لسلوك عنصري بشكل مباشر، لكن “العديد من المؤسسات الإسلامية تلقت بالفعل رسائل مسيئة للإسلام، وتهديدات ضد المساجد”.

وأضاف غول، الذي يضم اتحاده كثيراً من المساجد في برلين: “العديد من النساء المسلمات أبلغن بأن أصحاب العمل رفضوا توظيفهن بسبب الحجاب”.

وأكد أن “الحكومة مسؤولة عن حماية حقوق المواطنين والمقيمين، لذلك نتوقع منها إظهار موقف واضح تجاه العنصرية ومكافحتها بطريقة فعلية وجادة”.

وتابع: “نرى أن العنصرية قد ازدادت خلال انتشار وباء كورونا”، لافتاً إلى أن “أحد الأسباب الذي أدى لازديادها هو الحجر المنزلي الذي منح أنصار اليمين المتطرف الوقت الكافي لبث مقاطع مسجلة ضد المسلمين وتأليب الرأي العام”.

وأشار غول إلى أن “الخطاب العنصري على الإنترنت آخذ في الازدياد، لا سيما مع اقتراب ألمانيا من موعد الانتخابات العامة في 26 أيلول القادم، ورغبة اليمين العنصري بتعزيز مكانته في البرلمان الذي تمكن من دخوله في الانتخابات السابقة”. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها