الدنمارك : انتقادات يسارية لاعتبار الحكومة مدينة دمشق ” آمنة ” و محاولة ترحيل السوريين إليها
تحدث موقع “DW” بنسخته الألمانية، عن محولة الدنمارك ترحيل السوريين من أراضيها، إلى دمشق، لأن الأخيرة باتت آمنة، وفق تصنيف الحكومة الدنماركية.
والتقى الموقع مع السورية آية أبو ضاهر، التي أرادت الاحتفال بتخرجها مع أصدقائها في نيبورج في الدنمارك مؤخراً، ولكنها تلقت بريدًا إلكترونيًا من السلطات، يخبرها أنه لن يتم تمديد تصريح إقامتها.
وعبرت الشابة البالغة من العمر 20 عامًا عن حزنها، وقالت، بحسب ما ترجم عكس السير: “كنت حزينة للغاية، شعرت بغرابة شديدة، كما لو أن كل شيء في الدنمارك قد سلب مني”.
وأضافت: “بعدما قرأت هذا الخبر جلست وبكيت، في منتصف الليل اصطحبني أحد الأصدقاء إلى منزل عائلتي، لأنني لم أستطع النوم”، وأضافت آية أن والدها تلقى الرسالة ذاتها من السلطات الدنماركية.
وذكر الموقع أنه منذ أن صنفت السلطات الدنماركية العاصمة السورية على أنها آمنة مرة أخرى، تم سحب أو عدم تجديد تصاريح الإقامة لمئات من السوريين المنحدرين من دمشق.
بدورها، أوضحت شارلوت سلينتي، الأمينة العامة لجمعية مساعدة اللاجئين الدنماركية (DRC): “على الرغم من أن الحرب لم تنته ولم تُنسى، إلا أن السلطات الدنماركية تعتقد أن الظروف في دمشق جيدة جدًا، بحيث يمكن الآن إعادة اللاجئين السوريين إلى هناك”. وبالتالي فإن الدنمارك هي الوحيدة في أوروبا التي اتخذت هذه الخطوة.
وقالت سلينتي إن القرار غير مسؤول، وترى أن السوريين العائدين إلى البلاد بعد فرارهم “معرضون للاعتداء والاضطهاد الجسيمين”، وأضافت: “إن عدم وجود قتال في دمشق لا يجعل المدينة مكانًا آمنًا للاجئين العائدين”.
واحتجت الأحزاب اليسارية في البرلمان على هذا الإجراء، ووصف كريستيان هيغارد، المتحدث باسم سياسة الاندماج في الحزب الليبرالي اليساري، إجراء السلطات بأنه “بلا قلب وعديم المسؤولية”، وأضاف: “كيف يمكن للدنمارك أن ترى سوريا دولة آمنة؟” مشيراً إلى الدنمارك نفسها أغلقت سفارتها في دمشق، بسبب الوضع غير الآمن.
و لأن الدنمارك لا تتعاون مع نظام بشار الأسد، لا يمكن تنفيذ عمليات الترحيل في الوقت الحالي على أي حال، لكن السوريين الذين لم يعد لديهم تصريح إقامة، ولا يغادرون البلاد طواعية، سينتهي بهم الأمر في أحد ما يسمى بمراكز المغادرة في الدنمارك.
يشار إلى أن زملاء آية أبو ضاهر، في مدرستها الثانوية في نيبورج في الدنمارك، بعثوا برسالة مفتوحة إلى وزير الاندماج ماتياس تسفاي، بعدم ترحيل الفتاة التي تتحدث اللغة الدنماركية بطلاقة، لكن الوزير قال إنه يثق في تقييم السلطات، ولن يقدم أي استثناءات لمجرد ظهور شخص ما على التلفزيون.[ads3]