رئيس ألمانيا : الجائحة تركت جروحاً لدينا لكننا لن ندعها تفرقنا
كرمت ألمانيا، الأحد، ذكرى حوالي ثمانين ألفا من مواطنيها أودى فيروس كورونا بحياتهم، وذلك في مراسم هدفت أيضاً إلى محاولة نسيان الانقسامات الداخلية حول التدابير في مواجهة وباء كوفيد-19، حيث شارك كل من المستشارة أنغيلا ميركل والرئيس الإتخادي فرانك فالتر شتاينماير قداساً في كنيسة “ذكرى الامبراطور فيلهيلم”، وهي موقع رمزي في برلين مخصص للسلام والمصالحة.
وفي كلمته بهذا الصدد، أعرب الرئيس الألماني عن تعاطفه الشديد مع ذوي الضحايا، وقال: “إن الوباء ترك جروحاً عميقةً.. إننا أُنهكنا من عبء كورونا، ولذلك فإننا بحاجة للحظة للتوقف، لحظة للنظر إلى شيء بخلاف السياسة اليومية، للحظة تسمح لنا سوياً بإلقاء نظرة على المأساة الإنسانية للوباء”، وفي الوقت ذاته، أكد شتاينماير، قائلاً: “لن نسمح للوباء الذي أجبرنا على التباعد كبشر أن يفرقنا كمجتمع”.
وشارك في الفعالية التي دعا لها الرئيس الألماني خمسة أفراد من أسر ضحايا الوباء وقيادات من أربعة هيئات دستورية، وهم رئيس البرلمان الألماني “بوندستاغ”، فولفغانغ شويبله، ورئيس مجلس الولايات الاتحادي، راينر هاسلوف، والمستشارة أنغيلا ميركل، ورئيس المحكمة الدستورية الاتحادية، شيتفان هابارت.
وكان شتاينماير التقى في آذار أقارب عدد من الضحايا، عبروا له عن ألمهم لفقدان أفراد من أسرهم، لكنهم كشفوا كذلك حزنهم لعدم تمكنهم من الوقوف إلى جانبهم في لحظاتهم الأخيرة أو التمكن من تنظيم جنازات لهم.
وأضاف الرئيس الألماني في كلمته أن هناك “مرارة وغضب” لدى البعض إلى جانب الحزن، وأكد أنه يمكنه فهم ذلك، وقال: “يتعين على الأوساط السياسية اتخاذ قرارات صعبة أحياناً من أجل الحيلولة دون كارثة أكبر”، مضيفاً أنه يتعين على الأوساط السياسية التعلم أيضا.
وتابع شتاينماير أنه لا بد من معالجة أية أخطاء وإخفاقات، حيثما وجدت، ولكن ليس اليوم، وقال: “مناشدتي اليوم هي: فلنتحدث عن الألم والمعاناة والغضب، ولكن دون أن نضيع أنفسنا في توجيه اللوم بالنظر إلى الوراء، ولكن أن نستجمع مرة ثانية القوة للمضي في الطريق نحو الأمام، في طريق الخروج من الوباء والذي نعتزم السير فيه، وسوف نسير فيه، إذا قطعناه سويا”.
وكانت دول عدة قامت بتكريم ضحايا الوباء على المستوى الوطني، بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا.
وفي بلدان أخرى، مثل فرنسا، ما يزال تحديد موعد لمثل هذه المراسم التي تطالب بها هيئات ونواب موضع نقاش، في حين دعا رؤساء الولايات الألمانية المواطنين إلى إضاءة شمعة أمام نافذة في بيوتهم مساء كل عطلة نهاية أسبوع في خطوة رمزية، وقالوا في نداء مشترك: “نريد أن نعي ما فقدناه”، وكذلك أن “نستعيد معاً القوة والأمل”.
وتنظم هذه المراسم بينما تجتاح ألمانيا موجة ثالثة من الوباء تتسم بانتشار سريع للطفرات المتحورة للفيروس يؤدي إلى ارتفاع عدد الإصابات والوفيات مجدداً، وكانت قد تجنبت ذلك إلى حد ما خلال الموجة الأولى في ربيع 2020، مقارنةً بجيرانها الأوروبيين.
وسجلت البلاد، الأحدن نحو 3,14 ملايين إصابة بكوفيد-19 وحوالي ثمانين ألف وفاة، وتتعرض السلطات لانتقادات حادة بسبب إدارتها للوباء. (DPA – AFP – DW)[ads3]