باحثون يحذرون من نسخة ” إنستغرام ” الخاصة بالأطفال
طالبت مجموعة من المدافعين عن صحة الأطفال في أنحاء العالم شركة فيسبوك بالتخلي عن خططها لإنشاء نسخة من تطبيق إنستغرام مخصصة للأطفال، مشيرين إلى الضرر الذي يتعرض له المراهقون بسبب الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، نقلاً عن صحيفة “غارديان” البريطانية.
الحملة جاءت بعدما أعلن موقع Buzzfeed لأول مرة، في شهر مارس/آذار 2021، نبأ سعي فيسبوك لإنشاء نسخة من تطبيق إنستغرام للأطفال دون سن الثالثة عشرة. وفي الوقت الراهن، تشترط الشركة ألا يقل عمر المستخدم عن 13 عاماً كي يتمكن من إنشاء حساب.
وفي خطاب مشترك نسقته حملة Campaign for a Commercial-Free Childhood المدافعة عن الشباب وغير الهادفة للربح، قال أكثر من 20 مجموعة وعشرات الأفراد من المدافعين والباحثين إن إنشاء تطبيق إنستغرام مخصص للأطفال “يعرض صغار المستخدمين لخطر هائل”، وطالبوا الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، بالعزوف عن المشروع، وأشاروا إلى “العدد المتزايد من الدراسات” التي تبرهن على الآثار السلبية التي تخلفها منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال.
وبحسب موقع “عربي بوست”، جاء في الخطاب أن “إنستغرام -على وجه التحديد- يستغل خوف الصغار من فقدان الفرص والرغبة في التمتع بقبول الأقران كي يشجع الأطفال والمراهقين على تفحص حساباتهم ومشاركة الصور مع متابعيهم باستمرار. كما أن تركيز تلك المنصة الذي لا هوادة فيه على المظهر، والاستعراض، وخلق صورة راسخة للذات عند الآخرين يمثل تحدياً أمام خصوصية المراهقين ورفاهيتهم”، وأضاف المشاركون في الخطاب أنه بالنظر إلى الآثار السلبية التي يخلفها إنستغرام على المراهقين، قد يتعرض المستخدمون الأصغر من 13 عاماً لآثار أكثر فداحة.
تابع الخطاب: “بدرجة كبيرة، يمكن للتنبؤ الخوارزمي إقناع الأطفال الصغار بما قد ينقرون عليه خلال تصفّحهم، ونحن قلقون للغاية بشأن القرارات المؤتمتة التي تحدد ما يراه الصغار ويتعرضون له على منصة إنستغرام الخاصة بالأطفال”.
وتأتي الرسالة بينما توجّه الأنظار المدققة صوب شركات التكنولوجيا -بما في ذلك فيسبوك- فيما يتعلق بتأثير منتجات تلك الشركات على الصحة العامة. وبعدما أعلن موقع Buzzfeed عن خطط إنشاء نسخة من إنستغرام للصغار دون سن الـ13، كتب أعضاء الكونغرس إدوارد ماركي، وكاثي كاستور، وريتشارد بلومنثال، ولوري تراهان خطاباً إلى زوكربيرغ يطالبه بتقديم المزيد من المعلومات حول المشروع، الذي أعربوا عن مخاوفهم الجادة بشأنه.
وقالوا إن “فيسبوك ملزم بأن أية منصات أو مشاريع جديدة تستهدف الأطفال عليها وضع رفاه الصغار كأولوية، ونحن متشككون في أن فيسبوك مستعد للوفاء بهذا الالتزام”.
يذكر أنه في ديسمبر/كانون الأول 2020، أصدر أعضاء لجنة التجارة الفيدرالية بياناً مشتركاً لدعم التحقيق في تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال. وقال أعضاء اللجنة: “من المثير للقلق أننا ما زلنا نعرف القليل جداً عن الشركات التي تعرف الكثير عنا”.
تجاهل زوكربيرغ في جلسة استماع تتعلق بمكافحة الاحتكار في شركة فيسبوك، هذا العام، الانتقادات الموجهة إلى المنصة، قائلاً: “من الواضح أن هناك عدداً كبيراً من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً يرغبون في استخدام خدمة مثل إنستغرام، من أجل الإبقاء على “التواصل مع الأصدقاء” فيما لم ترد شركة فيسبوك فوراً على طلب التعليق على الخطاب”.[ads3]