موقف كبار الدولي الألماني من بطولة السوبر الأوروبية الجديدة

أشبه “بالانقلاب” أو محاولة “عزل السلطة”، وهنا هي سلطة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الخطوة التي أعلنت عنها أندية أوروبية كبيرة بتأسيس “سوبر ليغا”، دوري أوروبي مشابه لدوري الأبطال، تشارك فيه فرق النخبة الأوروبية.

والمؤسسون من إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد، ومن إنكلترا ليفربول ومانشستر سيتي مانشستر يونايتيد وتوتنهام فورست وأرسنال وتشيلسي، ومن إيطاليا ميلان وإنتر ميلان ويوفنتوس.

ورئيس المنظمة الجديدة هو رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، والحديث يدور عن ثلاثة أندية أخرى ستنضمّ إلى الأندية المؤسسة الـ12 وفق الإعلان الصادر عن المنظمة، فهل هذه الأندية هي أندية ألمانيا وفرنسا، بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند وباريس سانت جيرمان، التي لم تعلق حتى الساعة عن الحدث، أم أن هناك أسماء أخرى ستظهر؟ وهل الخطوة واقعية أم مجرد محاولة من إدارات الفرق الكبرى بقيادة بيريز للضغط على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم؟.

والاتحاد الأوروبي لكرة القدم شكر “الأندية الألمانية والفرنسية التي امتنعت عن المشاركة بهذه الخطوة”، لكن هذه الأندية لم تصرح (حتى الساعة) في بيان عن موقفها من الانضمام إلى هذه المنظمة التي ستكون بديلاً موازياً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وربما ستؤدي بالنهاية إلى ضعفه في حال نجاحها، لكن لمدرائها مواقف سابقة واضحة، ففي شهر كانون الأول الماضي، أعلن رئيس النادي البافاري كارل هاينز رومينيغه في لقاء مع مجلة “The Athletic” أنه ضد خطوة “سوبر ليغا”، وقال إن بايرن ميونخ ليس لديه مصلحة في هذا الدوري، وأضاف: “إنه شيء لا يمكنني تخيله أبداً، السوبر ليغا سيهز أسس كرة القدم الأوروبية. لا أعتقد أن هذا صحيح”.

ورومينيغه قال في لقاء آخر إن بايرن” سعيد بدوري الأبطال”.

أما رئيس نادي دورتموند، هانز يواخيم فاتسكه، فقد أعلن مراراً وتكراراً رفضه القاطع لفكرة الـ”سوبر ليغا”، وأوضح في شهر شباط الماضي، في لقاء مع صحيفة “رور ناخريشتين”، موقفه الداعم إلى بقاء المنافسة وحق دخل كل الأندية للبطولات، وقال: “لن أدعم أبداً منافسةً ليس فيها مجال مفتوح.. مجتمع مغلق مثل اتحاد كرة القدم الأميركي أو الدوري الوطني لكرة السلة أو الدوري الاميركي للمحترفين، هذه ليست كرة القدم عندنا، وفي رأيي لا يمكن أن تكون كذلك”.

ليس سراً أن جائحة كورونا أثرت على واردات كرة القدم، وأن هناك أندية تعاني وأن كثير منها لجأ إلى تخفيض رواتب اللاعبين وكوادر الأندية، وفكرة الـ”سوبر ليغا” ليست جديدة، بل ظهرت منذ أعوام، إلا أن تحقيق هدف المنظمة المتمثل في “توليد موارد إضافية لهرم كرة القدم بأكمله”، سيعني توزيعاً غير عادل للفرص، فالكبار سيحصلون على موارد أكبر وتتضخم مواردهم المالية، إذ سيوزع مبلغ 3,5 مليار يورو على الأندية الـ15 المؤسسة، وهي مكاسب تم التفاوض عليها مع بنك “جي بي مورغان” الأميركي الذي سيكون الراعي والمموّل الرئيسي للبطولة، بحسب ما أكّد متحدث باسمه من لندن لوكالة “فرانس برس”.

وبالإضافة إلى توقيع عقود خيالية مع الشركات الناقلة لمباريات البطولة، ما سيؤدّي الى زيادة العائدات الحالية من النقل التلفزيوني في مرحلة التقشف الناجم عن تداعيات فيروس كورونا.

ومن يقف وراء الـ”سوبر ليغا” يتوقع أن تتجاوز الإيرادات على المدى الطويل حدود 10 مليار يورو، بشرط أن تلتزم الأندية المشاركة باحترام “إطار الإنفاق المُنَظَم”.

وهذا سيعني أن أندية الخط الثاني في الدوريات الأوروبية والأندية الأخرى التي لا تنتمي إلى “أندية النخبة الأوروبية” ستتقزم أكثر، ولن تكون لها فرص في تطوير نفسها والدخول في منافسات كروية قارية.

ووجود مجتمعين متوازيين من حيث النوعية والقدرات المالية في الأندية الأوروبية أمر قائم، لكن دوري الأبطال يسمح للأندية الأوروبية التي تحقق نتائج متقدمة في دورياتها بالمنافسة أوروبياً لتستفيد من حيث الخبرة ورأس المال، أما ظهور “سوبر ليغا”، فسيعني انقساماً في كرة القدم الأوروبية واختفاء دوري الأبطال وبقاء الدوري الأوروبي، حيث تلعب فرق المستوى الثاني منها دورياً أوروبياً وحيداً يمكنها من الظهور خارج دورياتها المحلية، وبالنهاية انهيار منظومة كرة القدم الأوروبية المعروفة.

والسؤال: إلى متى سيبقى بايرن ودورتموند محافظان على موقفهما خارج هذه المنظومة، والذي يعني أنهما سيلعبان مستقبلاً مع أندية الخط الثاني الأوروبية، ثم ماذا بشأن نادي لايبزيغ؟.

أندية كرة القدم مؤسسات مالية عملاقة، شركات ومساهمين، ولن يطيب لهم قبول الخسارة من أجل مبادئ كرة القدم. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها