دويتشه فيله : بيربوك تسعى لخلافة ميركل .. هل اقترب موعد تقنين القنب في ألمانيا ؟
تاريخ الحياة السياسية في ألمانيا لن يغفل موعد التاسع عشر من نيسان، باعتباره اليوم الذي سمى فيه حزب الخضر لأول مرة في تاريخه مرشحةً له في منصب المستشارية، إذ ستنافس رئيسة الحزب أنالينا بيربوك لخلافة أنغيلا ميركل كمستشارة لألمانيا.
وبافتراض أن حزب الخضر مستعد ومتأهب لقيادة البلاد، فإن اليوم الذي يلي ذلك اليوم رائع أيضاً، فدائماً ما يتم الإشارة إلى العشرين من نيسان بين عشاق الماريغوانا باسم “20/4″، باعتباره رمزاً لثقافة القنب وعطلة عالمية، خيث تعقد تجمعات يتم خلالها تدخين الماريغوانا. ولا تغيب السياسة في كثير من الأحيان عن هذه المناسبة، التي يُنظر إليها باعتبارها محاولة لفرض ثقافة القنب على المجتمع.
ويجذب هذا اليوم أيضاً بعض الأصوات السياسية الداعمة لتقنين استخدام القنب، وقد غرد حزب الحضر المعارض، قائلاً “إن القنب هو أكثر المخدرات استخداماً في ألمانيا ونسبة استخدامه بين القُصر والمراهقين تزداد، ومن أجل حماية حقيقة للشباب وصحتهم يجب وضع قواعد لتجارة القنب وتوزيعه بشكل منظم “.
موقف حزب الخضر من تقنين القنب هو جزء من مشروع برنامجه لانتخابات البرلمان الألماني (بوندستاغ)، التي ستجرى في أيلول المقبل.
وفي الوقت الحالي، يجوز استخدام القنب للأغراض الطبية فقط، إذ يمكن زراعة القنب أو بيعه أو تصديره أو اسيترداه فقط بعد الحصول على إذن من المؤسسة الاتحادية للأدوية والمستحضرات الطبية، وكذلك يمكن وصف وتقديم العقاقير المصنعة بالاعتماد على القنب للأشخاص المصابين بأمراض خطيرة.
وبخلاف ذلك، فإن حيازة القنب أمر محظور ويُعاقب عليها بغرامة مالية أو بالسجن لفترة قد تصل حتى خمس سنوات استناداً إلى الكمية المضبوطة، بموجب قانون المخدرات في ألمانيا.
ومع ذلك، فإن عقوبة حيازة القنب للاستخدام الشخصي مخففة بعض الشيء، إذ يمكن للشخص الذي يتم ضبط معه كمية ضئيلة من هذا المخدر أن يتجنب الملاحقة القانونية وفقاً لقانون المخدرات في ألمانيا، بيد أن عبارة “كمية ضيئلة” فضفاضة.
ورغم ذلك، ازدادت شعبية القنب، خاصةً بين الأوساط الشبابية في ألمانيا.
ووفقاً لدراسة قام بها المركز الاتحادي للتثقيف الصّحيّ (BZgA)، فإن استهلاك القنب ارتفع في السنوات الأخيرة، حيث كشفت الدارسة أن نسبة 10.4% من صغار السن الذين تتراوح أعمارهم من 12 إلى 17 عاماً قد حاولوا تعاطي المخدر، فيما بلغت هذه النسبة 46.4% بين من يترواح أعمارهم من 18 إلى 25 عاما.
وخلال العام الماضي، أشارت التقديرات الرسمية الصادرة من الحكومة إلى أن قرابة أربعة ملايين ألماني تعاطوا القنب.
هذه الأرقام توضح أهميتها دانييلا لودفيغ، التي تشغل منصب مفوضة المخدرات والإدمان في الحكومة الاتحادية والعضو في الحزب المسيحي الاجتماعي في بافاريا، وهو الحزب الشقيق للحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تنتمي إليه ميركل.
وتقول لودفيغ إن “هذه الأرقام تثبت أهمية تثقيف صغار السن وتعليمهم بما يشكله استخدام القنب من خطورة على صحتهم، وأيضاً ضرورة التأكيد على صغار السن أن تعاطي القنب ليس بالأمر الطريف، إذ يمكن أن يضر الصحة، لذا فإن تدشيننا لبرنامج جديد للوقاية من القنب لم يكن من فراغ”.
ويعزو حزب الخضر سبب رغبته في تقنين القنب إلى أنه يريد “القضاء على السوق السوداء لتجارة القنب ومحاربة الجريمة المنظمة”.
ومن أجل ذلك، يسعى حزب الخضر إلى إصدار تشريع يسمح بالتوزيع القانوني والمضبوط للقنب على متاجر بعينها يتم إصدار تراخيص لها ومراقبة ذلك.
وفيما يلي القواعد الرئيسية:
-يُسمح للأفراد البالغين بشراء وامتلاك ما يصل إلى 30 غراماً من القنب أو ثلاث شجيرات قنب للاستخدام الشخصي.
-ضبط ومراقبة نظام زراعة وتجارة وتوزيع مخدر القنب.
وذكر حزب الخضر على موقعه الإلكتروني أن هذا الطرح سيخفف الأعباء على رجال الشرطة والادعاء العام في متابعة القضايا المتعلقة بحيازة كميات قليلة من القنب، وفي الوقت نفسه سيتم ضخ موارد جديدة يمكن استغلالها في الوقاية والحد من المخاطر والعلاج أيضا.
وفي عام 2020، رفض البرلمان الألماني (البوندستاغ) مشروع قانون طرحه حزب الخضر بشأن تقنين القنب وضبط استخدامه، إذ أرجع الحزب المسيحي الاجتماعي في بافاريا، الحزب الشقيق للحزب المسيحي الديمقراطي، هذا الرفض إلى أن هذا التشريع سيؤدي إلى زيادة تعاطي القنب.
وفي ذلك، حذر شتيفان بيلسينغر، أحد نواب التحالف المسيحي في البرلمان الألماني، من المخاطر الصحية والتداعيات طويلة الأمد لتقنين استخدام القنب، مشيراً إلى أن ألمانيا يوجد بها عدد كاف من الأشخاص المدمنين للمواد القانونية مثل الكحول والسجائر.
وينظر إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تنتمي إليه ميركل، باعتباره آخر الاحزاب السياسية الكبيرة في ألمانيا التي ترفض بشكل صارم سياسة المخدرات، إذ رفض الحزب الموافقة على سياسات خاصة بالتقنين كان قد طرحها حزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر وحزب اليسار.
وأشارت دراسة كندية، العام الماضي، إلى أن بعض المواد النشطة في القنب يمكنها أن تحمي خلايا الجسم من فيروس كورونا.
ويعتقد الباحثون القائمون على هذه الدراسة أن بعض هذه المواد تستطيع خفض قدرة فيروس كورونا على دخول خلايا الرئتين حيث يلتصق وينتشر ويتتكاثر.
“جاءت هذه النتائج من دراستنا حول التهاب المفاصل ومرض التهاب الأمعاء المعروف بداء كرون والسرطان وغيرها”، بهذا أشار الدكتور إيغور كوفالتشوك، أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة ليثبريدج الكندية، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى شبكة “DW” الإعلامية الألمانية.
وإذا ثبت صحة ما خلصت إليه الدراسة الكندية وتم التدقيق فيها ومراجعتها من قبل الباحثين، فإن أنالينا بيربوك قد تمتلك حجة قوية للمضي قدماً في الانتخابات المقبلة.
مرسيل نديم أبورقيه – دويتشه فيله[ads3]