” معجزة ” .. وسائل إعلام تركية : أطباء ينقذون حياة طفلة سورية بعد تعرضها لحادث مروع

تحدثت وسائل إعلام تركية، عن معجزة طبية عاشتها طفلة سورية، بعدما شفيت من حرق هدد حياتها، إثر احتراق خيمتها.

وقالت صحيفة “صباح” التركية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الطفلة دلال، البالغة من العمر 21 شهراً فقط، احترقت من جسدها ما نسبته 40٪، ولكن الأطباء الأتراك وعلى مدى أكثر من أربعة أشهر من العمل المتواصل، تمكنوا من علاجها.

كانت دلال دغيم، تبلغ من العمر 18 شهرًا، عندما احترق الجزء العلوي من جسدها بالكامل، في الحريق الذي شب في الخيمة، التي كانت تعيش فيها مع أسرتها، بمخيمات إدلب، عندها تم إحضارها إلى مركز الحروق في مستشفى ولاية مرسين للتدريب والبحوث، وقيل إن نسبة بقائها على قيد الحياة لا تتجاوز 10٪، حيث عانت 3 مرات من تعفن دم قاتل.

دلال الطفلة التي كان الأطباء يغادرون المشفى كل ليلة قائلين “هل ستشهد الصباح”، ربحت معركة الحياة، وأصبحت شعاراً للأمل، بعد ثلاثة أشهر ونصف من النضال الشديد.

دلال التي تستطيع اللعب مع والدها في غرفة المستشفى اليوم، هي في الواقع الوجه المرير للحرب في سوريا، أصيبت دلال، وهي أصغر أفراد عائلة دغيم، التي هربت من هجمات نظام الأسد، واستقرت في مخيمات إدلب، بجروح خطيرة، نتيجة الحريق الذي اندلع في خيامهم في 1 كانون الثاني، وتوفيت أختها الكبرى في الحريق. فيما أصيبت هي بحروق من الدرجتين الثالثة والرابعة، خاصة في الجزء العلوي من الجسم والرأس.

تم نقل الطفلة أولاً إلى إسكندرون، ثم إلى مستشفى ولاية مرسين للتدريب والبحث في 11 كانون الثاني، مع احتراق 40% من جسدها تمامًا، وصدمت حتى الأطباء، لكنها ستغادر الأسبوع المقبل، بعدما اكتمل علاجها في مركز الحروق لخدمة طب الأطفال في المستشفى.

أخبر والد دلال، السيد عبد الفتاح دغيم، البالغ من العمر 33 عامًا، مراسل قناة (IHA) التركية، أن ابنته الصغيرة كافحت من أجل البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاثة أشهر ونصف، وقال دغيم إنه كان يعيش مع زوجته و4 فتيات وصبيين، في مخيمات إدلب، وبعدما أشعل شقيقه الأكبر الموقد في الخيمة، اندلع حريق وقال: “لم أكن في الخيمة في ذلك الوقت، كنت على بعد 100 متر، احترقت الخيمة بشدة، لم يتمكن الأطفال من الخروج، تمكنت من إنقاذ أربعة من أطفالي من النافذة الصغيرة خلف الخيمة، بقيت ابنتي الكبرى ياسمين داخل الخيمة مع ابنتي الصغيرة دلال، اتصلوا بالسلطات والمستشفيات في تركيا، ووصلوا على الفور، وقاموا بإسعافنا، ولكن القدر كان أسرع، حيث توفيت ياسمين وتم إعادتها إلى بلدنا ليتم دفنها، وتم إسعاف دلال إلى هنا”.

وقال الأب دغيم عن الحالة الصحية الأخيرة لدلال: “وفقًا للمعلومات التي قدمها لنا طبيبنا، فإن حروقها الداخلية أصبحت أفضل بكثير، كانت رئتاها محترقتان بشدة، ولكن الآن وصلنا إلى نقطة جيد جدًا، إنها في مرحلة الشفاء، وبعد أشهر يتحسن تنفسها أيضاً، ستخضع لجراحة مرة أخرى، وسنقوم بالتمرين لفتح ذراعيها، والمرحلة التالية ستكون الجراحة، وقال الطبيب إنهت ستغادر المستشفى في غضون أيام قليلة”، ويتمنى الأب إحضار والدة دلال إلى مرسين، وقال: “إن أكثر ما تحتاجه دلال هي والدتها، لقد استأجرت منزلاً هنا”.

أخصائي الجراحة العامة، الدكتور شاتاي دميرجي كشف أنه صُدم عندما رأى دلال أول مرة، وقال: “40% من جسمها كان محترقاً تمامًا، وكانت ككتلة جمر، وخاصة الأصابع والأذن والأنف، كانت سوداء تمامًا، أخضعناها على الفور لعملية جراحية طارئة، لحماية الأنسجة الأخرى، عندما جاءت دلال إلينا كانت عمرها 18 شهرًا، خضعت لـ 8 عمليات جراحية كبيرة، و 8 عمليات جراحية متوسطة، خلال شهرين ونصف، وتم تنظيف جميع المناطق المحروقة، ووضع رقع، تم صنعها من أجزاء أخرى من حسمها، كما كانت حروق الجهاز التنفسي والرئة الناجمة عن تنفس الطفلة للهواء الساخن عاملاً صعبًا للغاية بالنسبة لنا”.

واضافت أنها واجهت الموت الأكيد 3 مرات، نتيجة تسمم بالدم، وتم إنقاذها، مشيراً إلى أنه حدث كبير جدًا أنها بقيت على قيد الحياة، وقال: “قلنا إن نسبة بقائها على قيد الحياة هي 10%، لقد عانت أيضًا من تعفن شديد جدًا 3 مرات في ثلاث فترات منفصلة، ولكن الفريق قام ببعض الأعمال الجادة للغاية، وساعدناها على البقاء على قيد الحياة مرة أخرى”، مشيرا إلى أنه ليس فقط بجهود الفريق، ولكن برغبة دلال في التمسك بالحياة، وسلوكياتها الغريزية، التي أثرت على الفريق بأكمله، مشيراً إلى أن الفريق بذل جهوداً كبيرة كما لو أنا طفلته.

وقال إنهم غالبًا ما يمرون بلحظات عندما يفقدون الأمل في بقائها على قيد الحياة، وأضاف “كل مساء كنا نقول: هل سترى الصباح، هل سترى أشعة الشمس في الصباح؟ لقد مررنا أيضًا بلحظات نقول فيها لقد وصلنا إلى نهاية الطريق”، ولكن استجابتها للعلاج قدمت لنا الحماس.

وفي إشارة إلى أن دلال نجت من المرحلة الأولى، وهي البقاء على قيد الحياة، قال دميرجي إن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً جدًا لاستعادة مظهرها الطبيعي، وتحسين وظائفها الضعيفة، والأهم من ذلك هو تقديم دعم نفسي لها.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها