الخلايا الحرارية .. ابتكار مصري قد يغير مفهوم الطاقة النظيفة

لم تكن فكرة “مكعب الطاقة” التي استخدمت في مسلسل “النهاية” بطولة الفنان يوسف الشريف بعيدة عن الواقع، بعد أن نجح شاب مصري في كلية الزراعة جامعة الفيوم في تصنيع خلايا حرارية تشبه إلى حد كبير في عملها فكرة مكعب الطاقة.

أحمد دياب طالب من محافظة بني سويف، يدرس في الفرقة الرابعة بكلية الزراعة جامعة الفيوم، ، وهو باحث في مجال الطاقة، وحائز على العضوية الشرفية لمجلس العلماء، وقد تمكن منذ سنوات من تصنيع خلايا حرارية تفوق في كفاءتها الخلايا الشمسية المعروفة، وحظي بتكريم عدد من الجهات العلمية في مصر وخارجها بسبب هذه الاختراع الذي قد يغير مفهوم إنتاج الطاقة النظيفة، الأمر الذي رشحه لنيل جائزة ستيفن هوكينغ للعلوم على مستوى العالم بعد وصوله للمرحلة النهائية من التصفيات، حيث بات ينافس في المرحلة النهائية للحصول على الجائزة، بعد أن نجح بحثه من بين 20 ألف بحث آخر في الوصول إلى المرحلة النهائية”.

يقول أحمد دياب لقناة “سكاي نيوز”: “إن فكرة البحث تقوم على تصنيع خلايا تنتج كهرباء لمدة 24 ساعة بكفاءة أعلى من الخلايا الشمسية، ويمكنها أن تحل محلها، فالخلايا الشمسية معتمدة على الضوء، لكن الخلايا التي أنتجها معتمدة على الأشعة تحت الحمراء، وهي فكرة حصلت على براءة اختراع فيها من أكاديمية البحث العلمي في مصر بعد تطبيقها”.

محاكاة البناء الضوئي

وأضاف دياب : “نعتمد على مادة الكلوروفيل التي يستخدمها النبات في البناء الضوئي، حيث تستخرج المادة التي لديها قدرة على امتصاص الأشعة الضوئية والحرارة في النبات ويتم إخضاعها لبعض العمليات الكيميائية التي تجعلها تنتج كهرباء مثل الخلايا الشمسية، وهو ما تم بالفعل تطبيقه وتصنيعه ولا تزال التجارب مستمرة لتطوير هذا الابتكار”.

وأشار إلى أن المشروع يمكنه أن يحقق فوائد اقتصادية كبيرة لمصر التي لديها الإمكانات اللازمة لإنتاج هذه الخلايا، خاصة مع ندرة المصانع التي تنتج الخلايا الشمسية حول العالم، وعندما تمتلك مصر مصنعا ينتج خلايا ذات كفاءة أعلى من الخلايا الشمسية وأرخص من حيث السعر، فخلايا المغنسيوم الحرارية التي تمكنت من اختراعها أرخص من الخلايا الشمسية بسبب توفر المواد الخام بنسبة 92% فيها، ويمكنها كذلك توليد كهرباء لمدة 24 ساعة دون أن تحتاج إلى بطاريات للشحن، وذلك من شأنه جذب استثمارات كبيرة من مختلف الجهات المهتمة في العالم بهذه الابتكارات، ولا يوجد ما يعيق تنفيذ المشروع في مصر، مضيفا أنه اقترح على وزارة الزراعة الاستثمار في النباتات الصحراوية لاستخدامها في هذا الابتكار، لأنها لا تعتمد كثيرا على المياه ويمكن استخراج منها المادة التي نحتاجها.

حجم صغير وكفاءة عالية

وبين أن “أسمي الابتكار خلايا المغنسيوم الحرارية وهي في حجمها الحالي تشبه الخلايا الشمسية لكننا نعمل على تطويرها حتى تصبح في حجم الورقة أو الهاتف المحمول، وبالتالي توفر مساحة ويمكن وضعها في أي مكان داخل أو خارج المنزل بعكس الخلايا الشمسية التي يجب وضعها فوق الأسطح للاستفادة من أشعة الشمس، وقد تم إنتاج أول نموذج منها في عام 2017، ففكرتي تشبه فكرة مكعب الطاقة في مسلسل النهاية للفنان يوسف الشريف”.

جائزة ستيف هوكينغ

وتابع المخترع أحمد دياب: ” تم اختياري من هيئة سفراء العرب التابعة للمنظمة العربية الدولية لفض المنازعات ضمن أفضل 50 شخصية مؤثرة في الوطن العربي، وحصلت على المركز الأول في المعرض الدولي الرابع للابتكار الذي ينظم كل عام بمشاركة عدد من الدول المتقدمة في مجال التكنولوجيا، كما حصلت على جائزة التميز في عيد العلم أكثر من مرة وحصل على جائزة وليام هرشل البريطانية، وحاليا لدي أمل في الفوز بجائزة ستيف هوكينغ التي وصلت للمرحلة النهائية في التصفيات الخاصة بها”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها