عبد الحليم خدام يتحدث عن تفاصيل صراع الأسد المتأثر بعائلته على السلطة مع قادة البعث

تحدث عبد الحليم خدام، في أحدث حلقة من مذكراته التي تنشرها صحيفة الشرق الأوسط السعودية، عن تفاصيل الصراع على السلطة في سوريا خلال الفترة من 1966 وحتى 1970، بين وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد والأمين العام المساعد لحزب “البعث” صلاح جديد، والمراحل السابقة لذلك منذ تسلم الحزب الحكم.

وتطرق خدام، إلى دوره في نقل “رسائل” من الأسد إلى الرئيس نور الدين الأتاسي الذي كان متحالفاً مع جديد.

كما روى خدام نظرته إلى التغيرات في مواقف الأسد، قائلاً: “الأسد كان يعتقد أن كلامه هو الصحيح، وما يقوله واجب التنفيذ. كان سريع التأثر بأفراد عائلته.. ودائماً، كان يعتقد أنه يسير في الطريق الصحيحة، وإذا طرح موضوعاً فإنه لا يتراجع عنه”.

في أواخر عام 1968، عقد مؤتمر قطري استثنائي لحزب “البعث” في المسرح العسكري بدمشق، وكان منقسماً إلى قسمين: الأكثرية مع القيادة القطرية، والأقلية تعارضها.

وقال خدام إن الحكومة في ذلك الوقت لم تستطع حل الأزمات الداخلية في البلاد وحل الأزمة الحزبية، فازدادت الأمور سوءاً.

وقررت القيادة القطرية أن تلعب آخر أوراقها، فدعت إلى مؤتمر قومي بهدف اتخاذ قرارات تبعد الأسد عن قيادة الحزب والسلطة، وعُقد المؤتمر في منتصف نوفمبر.

وأضاف خدام: “ناقشنا وضع المؤتمر، واقترحت كتابة خطاب يلقيه الأسد في المؤتمر، يتضمن مجموعة من المبادئ التي تثير حماسة السوريين، ومنها إطلاق الحريات، الأمر الذي أثار بلبلة.. ولاحقاً، اتصل بي الأسد وطلب مني أن أعرج عليه لبحث الوضع، فذهبت إلى مكتبه، وبدأ الحديث بقوله: أنا لا أريد القيام بانقلاب عسكري. أريد إصلاح الحزب وإصلاح البلاد، واتفقنا على أن أذهب إلى الأتاسي وأناقشه في الوضع”.

وتوجه خدام إلى بيت الأتاسي، الذي أجاب منفعلاً: “الأزمة لا تنتهي إلا بمغادرة الأسد ومن معه من ضباط البلاد”، وأنه “ليس هناك حل آخر”.

وشرح خدام ما دار مع الأتاسي للأسد، واقترح إرسال أمناء الفروع في الحزب من العسكريين إلى الأتاسي لشرح الوضع، لأنه قد يكون معتقداً أن اللواء صلاح جديد لا يزال يملك قوة الجيش.

وذهب أمناء الفروع إلى منزل الأتاسي، فاستقبلهم، وبدأوا الحديث معه عن الأزمة، ففاجأهم بقرار طردهم من الحزب، إذ قال لهم: “باعتباري الأمين العام للحزب، أطردكم”. فخرجوا من عنده وأبلغوا الأسد.

وفي ذلك اليوم، جرى اعتقال أعضاء القيادة القطرية، وبينهم جديد والأتاسي والباقون.

وقال خدام: “هكذا انتهت مرحلة لتبدأ مرحلة أخرى. اجتمعنا مساءً في مكتب الفريق الأسد في الأركان، وكنا مجموعة من (البعثيين) القياديين، واتفقنا على تسمية أحمد الخطيب رئيساً للدولة، والفريق الأسد رئيساً لمجلس الوزراء، وحددنا اليوم التالي لاجتماع لتسمية الوزراء”.

ويتحدث خدام عن الأسد، قائلاً: “كان خطابه مليئاً بالمُثل والقيم، في الوقت الذي كان فيه الواقع غير ذلك.. حول الجمهورية الديمقراطية التي نص عليها الدستور إلى دولة ديكتاتورية، فأسقط دور الشعب ودور الحزب”.

 

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. كيف لمجرم عاث بالحياة السياسية والاقتصادية في سوريا بالفساد والعبث، والاستغلال النفوذ، أن يتجرأ وينتقد حكما فاسدا كان هو بذاته أحد أعمدته لزمن طويل، وعندما لم ينل حصته الموعودة بعد موت حافظ، انقلب على كل شيء وصار يعوي بهذيان الخنزير الجريح!

  2. خدام فطس من زمان لماذا قرروا نشر مذكراته بعد أن خرس لسانه عن التعليق على الكلام؟ اسألوا صحيفة الشرق الأوسط السعودية..