ألمانيا تتوعد : سنتصدى للمنافسة غير العادلة مع الشرق الأقصى في صناعة السفن
يعتزم بيتر ألتماير، وزير الاقتصاد الألماني، التصدي على مستوى الاتحاد الأوروبي للمنافسة غير العادلة مع الشرق الأقصى في قطاع صناعة السفن.
وقال ألتماير في مدينة روستوك الألمانية، في مستهل المؤتمر البحري الوطني الـ12، الاثنين: “خارج أوروبا لدينا أحياناً وضع تنافسي يتطلب رد فعل من الاتحاد الأوروبي، هناك دول تحاول بطريقة واضحة جداً وجريئة في بعض الأحيان احتكار أو السيطرة على أجزاء من قطاع صناعة السفن المدنية، ولذلك لن ندع هذا التطور يمر دون رد فعل”.
ولم يذكر ألتماير اسم الدول التي يقصدها أو الإجراءات التي يفكر في اتخاذها.
وفي قطاع بناء السفن، يعد بناة السفن من الشرق الأقصى، خاصةً من الصين، المنافسين الأكثر خطورة.
وفي الأسبوع الماضي شكا اتحاد صناعة السفن الألماني من أن شركات بناء السفن الألمانية تعرضت على مدار الأعوام الماضية لمنافسة شرسة بوسائل غير متكافئة، موضحاً أن القطاع يشعر بأن الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي قد تخليا عنه.
وأوضح الاتحاد أنه منذ ثمانينيات القرن الماضي اضطرت شركات بناء السفن الألمانية إلى التخلي عن مزيد من حصصها في السوق للشرق الأقصى، أولاً لليابان، ثم كوريا الجنوبية، ومنذ بداية هذا القرن بشكل متزايد للصين.
كما أشار ألتماير صراحة إلى “الاستراتيجية الصناعية الوطنية” التي قدمها في عام 2019، التي يسعى من خلالها إلى الحفاظ على ألمانيا كواحدة من أكثر المواقع الصناعية تنافسية.
واقترح في ذلك الحين تقديم مساعدات حكومية لتأمين الوظائف في ألمانيا إذا لزم الأمر ومنع الاستيلاء الخارجي على الشركات من خلال مشاركة الدولة.
وقال الوزير، في روستوك: “إن هناك اليوم عقب انتقادات شديدة قدراً كبيراً من الاتفاق على أنه يجب علينا اتخاذ إجراءات فاعلة ضد هذه التشوهات في المنافسة على مستوى الاتحاد الأوروبي”.
وتأتي التحركات الألمانية في الوقت الذي طالبت فيه المستشارة أنغيلا ميركل قطاع البحرية في بلادها باستغلال النقل البحري من أجل مستقبل أكثر صداقة للبيئة والمناخ.
وفي كلمتها الترحيبية في المؤتمر الوطني البحري الـ12 في روستوك، قالت ميركل، الاثنين: “بفضل القدرات الألمانية والأوروبية في بناء السفن، لدينا فرصة لكي نجعل أوروبا سوقاً رائدة لتقنيات صديقة للمناخ ومرشدة للتكاليف والموارد”.
وأضافت ميركل أن “الصناعة البحرية يمكن أن تصبح هكذا مثالاً على كيفية اكتشاف الفرص واستغلالها حتى في أوقات الأزمات”، مؤكدةً دور أوروبا في التحديات الدولية.
وقالت: “إن المهم أن تثبت أوروبا نفسها في السوق العالمية التي تشهد تنافساً قوياً، نحن لا نتعامل في نهاية المطاف مع شركاء فحسب بل كذلك مع متنافسين أو بالأحرى مع خصوم”. (DPA)[ads3]