العثور على عملة إنكليزية نادرة عمرها حوالي 400 عام في مستوطنة ولاية أمريكية
قدمت عملة معدنية فضية، تم العثور عليها في ولاية ماريلاند بعد حوالي 400 عام، دليلاً كبيراً لعلماء الآثار الذين يبحثون عن قلعة سانت ماري، وهي واحدة من أقدم المستوطنات الإنكليزية في العالم الجديد.
وبحسب مدير الأبحاث والمجموعات في متحف مدينة سانت ماري التاريخية، ترافيس بارنو، تم إنشاء العملة المعدنية بواسطة دار سك العملة الملكية في برج لندن في إنكلترا خلال الوقت الذي تمت فيه تسوية الحصن عام 1634.
وقال بارنو: “لم يكن التاريخ مطبوعاً عليه بالضبط، لكنه كان ثاني أفضل شيء إلى حد كبير.. كان هناك علامة للصانع، والتي استخدمت فقط بين عامي 1633 و1634، وربما كان التاريخ مكتوباً عليها حتى أكون صادقاً”.
وأوضح بارنو أن العملات كانت غير شائعة حينها، لأن الناس كانوا يدفعون في كثير من الأحيان مقابل السلع والخدمات بالتبغ، الذي أصبح يتمتع بشعبية كبيرة في أوروبا.
وأضاف أن أحد المستوطنين الإنكليز الأصليين، البالغ عددهم 150 مستوطناً في الحصن، قد حملها معه إلى ماريلاند على الأرجح ثم فقدها.
ووجد علماء الآثار هذه العملة في نوفمبر/ تشرين الثاني بالقرب من موقع بناء، حيث كانوا يعملون في قلعة سانت ماري، والتي كانت أول منزل للمستوطنين الإنكليز في ماريلاند.
وبعد سنوات من البحث، أعلن بارنو وفريقه في مارس/ آذار عن تحديد موقع الحصن الأصلي.
ووجد الخبراء، الذين يمتلكون راداراً مخترقاً للأرض وأدوات أخرى، سياجاً قوياً مصنوعاً من جذوع الأشجار المدفونة. وبني هذا السياج لحماية الحصن، الذي كان بحجم ملعب كرة القدم تقريباً.
وحفر علماء الآثار في المنطقة لعدة أشهر، وعثروا على قطع أثرية أخرى تشير إلى أن الموقع كان يستخدم في أوائل القرن السابع عشر.
وقال بارنو: “في هذه المرحلة، لدينا مجموعة من البيانات تقول إن هذا بلا شك، بقايا حصن سانت ماري”.
وكانت مدينة سانت ماري هي أول عاصمة لولاية ماريلاند، حيث تقع على بعد حوالي 70 ميلاً جنوب مدينة أنابوليس على نهر سانت ماري.
وبحسب شبكة “سي إن إن”، لا يزال علماء الآثار يعملون على حفر جزء من القلعة، وقال بارنو إن العمل سيستمر في المستقبل المنظور، ويعد الموقع مفتوحاً للجمهور.
وتعمل مدينة سانت ماري التاريخية أيضاً مع أعضاء مجتمع بيسكاتواي ومجموعات أخرى في مشروع People to People، الذي سيتحدث عن قصة التفاعل بين المستعمرين الإنكليز والسكان الأصليين الذين عاشوا في المنطقة.
قال بارنو إن هناك موقعين أصليين بالقرب من الحصن، أحدهما عمره حوالي 2000 عام والآخر يعود إلى حوالي 5000 عام.
وقال بارنو: “تتمثل أهدافنا في معالجة جميع هذه المواقع الثلاثة، التي تعتبر جميعها نوعاً ما بجوار بعضها البعض، كموضوع لدراستنا، لتتبع التاريخ الكامل للاحتلال البشري في هذا الجزء من ولاية ماريلاند، منذ آلاف السنين”.[ads3]