وكالة تركية : هل سيصبح المسلمون أغلبية في الهند ؟

رفض الكاتب شهاب الدين يعقوب قريشي الشائعات التي أطلقها القوميون الهندوس حول عدد المسلمين المتنامي في الهند، قائلاً إن الهندوس سيظلون دائمًا هم الأغلبية في البلاد.

وقال قريشي، الذي نشر مؤخرًا كتابًا يحمل عنوان “الأسطورة السكانية: الإسلام وتنظيم الأسرة والسياسة في الهند”، إن المسلمين الذين يبلغ عددهم 172 مليونا، وفقا لتعداد عام 2011، لن يفوقوا أبدا عدد الأغلبية البالغ 966.3 مليون هندوسي.

وفي مقابلة مع “الأناضول”، قال قريشي: “هناك رواية واسعة الانتشار في الهند تشير إلى أن المسلمين لديهم عدد كبير جدًا من الأطفال، ما سيؤدي إلى انحراف التوازن الديموغرافي الوطني. وتزعم الدعاية اليمينية [القوميين الهندوس] أن هذا جزء من خطة مدروسة من المسلمين للاستيلاء على السلطة السياسية، بالإضافة إلى الاعتقاد السائد بأن الإسلام ضد تنظيم الأسرة”.

وأشار قريشي، الذي شغل أيضًا منصب رئيس مفوضية الانتخابات، أن المسلمين يتبنون فكرة تنظيم الأسرة بوتيرة أسرع من الهندوس، وأن معدلات المواليد المرتفعة تعود كلياً إلى “عوامل غير دينية”.

وأضاف: “لقد حاولت [في الكتاب] تغطية الحقائق والأرقام والأساطير حول انتشار ممارسات تنظيم الأسرة بين المسلمين في الهند”.

وفي الآونة الأخيرة، انتشرت الكثير من “نظريات المؤامرة”، خاصة من جانب الجماعات الهندوسية اليمينية، التي تقول إن عدد المسلمين في الهند – ما يقرب من 172 مليوناً – سيفوق عدد الهندوس البالغ 966.3 مليوناً.

وقال قريشي: “من الحقائق الثابتة أن المسلمين في الهند يتبنون تنظيم الأسرة بشكل سريع. إذ أظهرت المسوحات الوطنية لصحة الأسرة أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، قام الجيل الجديد من العائلات المسلمة بعمل أفضل في مجال تنظيم الأسرة، مقارنة بنظرائهم الهندوس”.

وفي رده على سؤال حول التصور السائد بأن عدد السكان المسلمين في الهند ينمو بوتيرة أسرع من السكان الهندوس، قال قريشي إن النسبة المئوية للسكان المسلمين في البلاد ارتفعت من 9.8 في المئة عام 1951 إلى 14.2 في المئة عام 2011، لكن المسلمين يتبنون الآن سياسة تنظيم الأسرة بمعدل أسرع من الهندوس. وهذا هو السبب في تقليل فجوة تنظيم الأسرة بين المجتمعين”.

وأشار قريشي إلى أن “معدل الولادة المرتفع يعتمد على عوامل غير دينية بحتة”، إذ يشير التباين الإقليمي الواسع حول ممارسات تنظيم الأسرة عبر الولايات (الهندية) إلى “عدم وجود معدل مواليد خاص بالمسلمين أو الهندوس”.

كما تحدث قريشي في كتابه عن المفاهيم الخاطئة التي تسود المجتمع الهندي، ومنها المفهوم الأساسي الخاطئ الذي يفيد بأن “المسلمين ينجبون عددًا كبيرًا جدًا من الأطفال، ما يخل بالتوازن الديموغرافي. وعلى الرغم من أن المسلمين لديهم أدنى مستوى من ممارسات تنظيم الأسرة بنسبة 45.3 في المئة، فإنهم يتبنون تنظيم الأسرة بسرعة أكبر من الهندوس”.

وأكد الكاتب أن هناك مفهوماً خاطئاً وشائعاً بأن الإسلام ضد تنظيم الأسرة، ولكن في الواقع، “لم يحظر القرآن الكريم في أي موضع منه تنظيم الأسرة”، وفق رأيه.

وكشف آخر تعداد سكاني أجري في الهند في عام 2011 أن الهندوس يشكلون 79.8 في المئة من السكان، بينما يشكل المسلمون 14.2 في المئة. وستجري الهند خلال العام الحالي واحدًا من أكثر التعدادات شمولاً في تاريخها.

وقال قريشي: “لقد انتشرت الأساطير بشكل منظم منذ عقود، وتغلغلت في أذهان الجماهير الهندوسية”، وهناك حاجة للوصول إلى جمهور كبير من خلال استخدام مصادر إعلامية متعددة.

ونوه إلى أنه “نادرًا ما يمكن الوصول إلى المعلومات الصحيحة، وعند غيابها تزدهر الدعاية السلبية. لذلك، كان من الضروري إنتاج كتاب واحد على الأقل كمرجع جيد يوضح المبادئ الإسلامية للجمهور المسلم”.

كما أوضح الكاتب عدداً من الخطوات التي يمكن للمجتمع الإسلامي القيام بها، للمساهمة في تبديد الدعاية السلبية حول النمو السكاني للمسلمين في الهند.

وشدد قريشي على ضرورة الانتباه إلى أن “هذا الموضوع حساس للغاية، لذا يجب تطوير استراتيجية الاتصال بعناية وحذر شديدين”، مؤكدًا على وجوب التعامل مع هذا الموضوع “بنهج عقلاني لا عاطفي، ونهج غني بالمعلومات وغير وعظي. والأهم من ذلك أن يكون مقنعًا وليس عدائيًا”. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها