طائر نادر مهدد بالانقراض يلجأ إلى الجبال هرباً من البشر

كشفت دراسة قام بها باحثون من جامعة “أوتاوا” الكندية، عن أسرار جديدة متعلقة ببغاوات جبال الألب النادرة، التي تعتبر من الطيور المهددة بالانقراض، حيث تشير نتائج الدراسة إلى أن بقاء هذا الجنس من الطيور على قيد الحياة راجع إلى رحيله نحو أعالي قمم الجبال هرباً من البشر، الذين يحاربونها.

حسب تقرير لصحيفة “غارديان” البريطانية، فإن ببغاوات “الكيا” قد طورت قدرات خاصة مكّنتها من التكيف مع التغيرات التي تحيط بها، وقد ساعدتها على النجاة من أزمة المناخ.

من المؤكد أن ببغاوات الكيا قد سبق ودخلت في صراع مع سكان نيوزيلندا من قبل، فهي طيور ذكية ومزعجة، وتحب مهاجمة مساحات الزجاج الأمامي المطاطية على سيارات زوار الجبال.

ولسنوات، تصدّرت الحوادث التي تتسبب فيها هذه الببغاوات عناوين الصحف، من عبثها بحقائب السياح، وسرقة المحافظ، وفي إحدى الحالات هروبها بجواز سفر سائح اسكتلندي تعيس الحظ.

لكنها اكتسبت سمعة سيئة بين المزارعين، لمهاجمتها الأغنام وقتلها في بعض الأحيان.

وقد أثارت هذه الهجمات غضب رعاة الأغنام النيوزيلنديين في الماضي، لدرجة أن الحكومة رصدت “مكافأة” لقتل الكيا، واستمرت هذه السياسة لمدة 100 عام، حتى عام 1970.

وبحسب موقع “عربي بوست”، توصّل تحليل للمكافآت الحكومية أن ما يُقدر بنحو 100 ألف طائر كيا قُتل للحصول على هذه المكافأة.

وفقاً لوزارة الحماية النيوزيلندية، فببغاوات الكيا اليوم عرضة للخطر على مستوى البلاد، ولم يتبقَّ منها سوى حوالي 3000 أو 7000 طائر فقط في البلاد.

تعتبر ببغاوات “الكيا” هي الوحيدة في العالم التي تعيش في جبال الألب، لكن العلماء الذين حللوا تسلسل الحمض النووي والسجلات الأحفورية، وجدوا أن ببغاوات الكيا كانت تعيش ذات يوم في أجزاء أخرى من البلاد.

فقد استعان باحثو جامعة أوتاغو ببيانات الجينوم الكاملة لببغاوات الكيا، وببغاوات الكاكا، “النوع الشقيق” لببغاوات الكيا التي تكيفت للعيش في الغابات.

وقد عملوا أيضاً على تحديد الاختلافات الجينية المرتبطة بموائل الطيور، لكنهم لم يجدوا اختلافات جينية رئيسية مرتبطة بالحياة على ارتفاعات عالية.

كما خلصوا إلى أن الكيا قد يكون من الأنواع العامة التي يمكنها العيش في بيئات مختلفة، ولجأت إلى “منطقة جبال الألب -على سبيل المثال- لتجنب المناطق المنخفضة التي يعيش فيها البشر”.

يقول الأستاذ المساعد مايكل كناب، أحد المؤلفين الرئيسيين للورقة البحثية: “من الناحية الفسيولوجية لا يوجد ما يمنع الكيا من العيش على ارتفاعات منخفضة، فهو من الأنواع العامة، فيمكنه العيش على ارتفاع بمستوى سطح البحر إلى ارتفاع بمستوى جبال الألب”.

كما اعتبر أن الفكرة القائلة إن ببغاوات الكيا قد انتقلت للجبال خصيصاً لتجنب البشر لا تزال غير أكيدة، ولا توجد معلومات كافية لإثبات أي علاقة سببية بين توسع القرى البشرية واتجاه الببغاوات للمناطق الجبلية.

ويشكل قتل هذا الطائر “ضغطاً هائلاً” عليها.

يتساءل كناب: “ونعود لنتساءل، هل هذا ما أخرجها تماماً من الارتفاعات المنخفضة، أنها ستُطلَق عليها النار إذا ما اقتربت من مناطق البشر؟ هذه كلها من العوامل المحتملة… ولكن توجد حاجة للمزيد من المعلومات للتأكد من وجود رابط بين الأمرين”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد