إشارات جديدة لعودة العلاقات بين تركيا و مصر

أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري، مساء السبت، عن تقديره لتصريحات نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو حول قرب تبادل السفراء بين البلدين، مؤكدا أن عودة العلاقات تخضع للتقييم والرصد ليكون رفع مستواها في الوقت المناسب.

والأربعاء الماضي، قال تشاووش أوغلو، خلال مقابلة أجرتها معه قناة “تي آر تي” الحكومية التركية، إن اجتماع وزيري خارجية تركيا ومصر، وإعادة السفراء بشكل متبادل سيحدث خلال الفترة المقبلة، مشددا على أن الجهود ستُبذل لجعل العلاقات أفضل من ذي قبل.

وردا على ذلك، قال شكري، خلال مقابلة مساء السبت مع فضائية “صدى البلد” المصرية الخاصة، إن تصريحات تشاووش أوغلو حول قرب تبادل البلدين للسفراء “مقدرة لما تنطوي عليه من رغبة” لدى تركيا في تحسين العلاقات مع مصر.

واستدرك: “لكن هناك مسار يتم من خلاله تقييم السياسات التركية، وفي مقدمتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والاحترام المتبادل، وإقامة العلاقات على أساس المصلحة”.

وأضاف: “هناك عدد من الطلبات والتوقعات من قبل مصر، إذا تم مراعاتها من قبل تركيا فهذا من شأنه أن يذلل الصعوبات القائمة”.

وكموقف مبدئي، أكدت تركيا مرارا التزامها بقواعد القانون الدولي والأعراف الدبلوماسية ومبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة.

وأردف شكري أن “مصر تسعى لأن يكون لها علاقات وثيقة مع شركائها الإقليميين والدوليين، لكن على أسس سليمة من مراعاة المصلحة المصرية”.

وبشأن ما تحقق منذ زيارة نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال إلى مصر في مايو/أيار الماضي، قال شكري: “كانت هناك فرصة مواتية للتأكيد مرة أخرى على الموقف المصري، وللتأكيد على المبادئ التي تحكم العلاقات”.

ولفت شكري إلى أن “استعادة العلاقات عملية متدرجة تتم من خلال تقييم ورصد وشعور من مصر بأنه هناك فائدة تعود فعلا من خلال السير قدما في رفع مستوى العلاقة (مع تركيا) في التوقيت المناسب”.

وزار وفد تركي برئاسة أونال القاهرة، يومي 5 و6 مايو/أيار الماضي، بناءً على دعوة من الجانب المصري، وفي ختام الزيارة صدر بيان مشترك للبلدين وصف الجولة الاستكشافية للمشاورات الثنائية بينهما بـ”الصريحة والمعمقة”.

ونفى شكري انزعاج قبرص الرومية واليونان من التقارب المصري التركي.

وقال: “ليس هناك انزعاجا (من قبل هذين البلدين)، ونحن نتعامل بشفافية كاملة مع شركائنا وحلفائنا”.

وأضاف: “العلاقات الوثيقة بين مصر وقبرص (الرومية) واليونان تجعل هناك ثقة متبادلة وتفهما”.

ولفت إلى بلاده “تحيط الدول الثلاث بكل المجريات في نطاق شرق المتوسط، وفي نطاق المصالح المشتركة التي تجمعنا، وليس هناك أي وجه للانزعاج، وإنما هناك ارتياح لهذه العلاقة (مع تركيا) وعوائدها”.

وخلال الأشهر الماضية، انطلقت إشارات إيجابية بشأن العلاقات بين القاهرة وأنقرة، كان أبرزها تصريحات تشاووش أوغلو حول إمكانية تفاوض البلدين على ترسيم حدودهما البحرية في شرق البحر المتوسط.

تلاها إشادة من وزير الإعلام المصري أسامة هيكل بقرارات وتوجهات الحكومة التركية الأخيرة بشأن العلاقات مع القاهرة، واصفا إياها بأنها “بادرة طيبة”.

وفي 7 مايو/أيار الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء مرحلة جديدة في العلاقات مع مصر في الوقت الراهن، مؤكدا أن المحادثات ستتواصل وسيتم تطويرها وتوسيعها.

يشار إلى أن العلاقات بين تركيا ومصر مستمرة على مستوى القائم بالأعمال بشكل متبادل منذ عام 2013، وخلال هذه الفترة جرت لقاءات خاطفة بين وزيري خارجية البلدين بمناسبات مختلفة.

فيما تواصل كل من سفارة تركيا بالقاهرة وقنصليتها في الإسكندرية، وسفارة مصر لدى أنقرة وقنصليتها في إسطنبول أنشطتها. (ANADOLU)

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها