عميد مسجد باريس الكبير يستقبل مراهقة أثارت جدلاً بانتقادها للإسلام و يتجول معها في المسجد و يهديها نسخة مترجمة من القرآن ( فيديو )

استقبل عميد مسجد باريس الكبير الجمعة، المراهقة الفرنسية ميلا (18 عاما) والتي أحدثت قضيتها جدلا خلال الأشهر الماضية بعدما انتقدت الإسلام والقرآن بشدة عبر منصات التواصل الإجتماعي وتلقت رسائل تهديد من قبل مستخدمين.

وخلال الزيارة التي وصفتها ميلا بأنها فرصة “لتهدئة الأمور” للجميع قادها عميد المسجد شمس الدين حفيز في جولة داخل مبنى المسجد المزخرف وقاعة الصلاة و المنارة واطلعت الشابة كذلك على مكتبة المسجد والمنبر والمئذنة وتلقت شروحات عن المسجد ودوره ومكانته لدى المسلمين.

ميلا: الهدية “رمز للسلام”

كما قام عميد المسجد بإهداء الشابة مصحفا بغلاف وردي مترجما للغة الفرنسية وقالت ميلا بعد تسلمها القرآن الكريم أن الهدية تمثل “رمزا للسلام بالنسبة لي”.

وذكر حفيز الشابة ميلا في ختام الجولة التي دامت ساعتين وتحت حراسة مشددة أن مسجد باريس “مفتوح لها في أي وقت”. مضيفا أن أبواب هذا الصرح الديني مفتوح للجميع كذلك من أجل إظهار حقيقة ما يعنيه الإسلام. وقال “من الواضح أن الإسلام دين يستحق الاحترام”، مشيرا أنه يعتقد أن “كلمات ميلا الحادة” جاءت في “سياق خاص” واستغلت للتنمر عليها عبر الإنترنت.

وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من إدانة محكمة فرنسية لـ 11 شخصاً من بين 13 وجهت إليهم التهم بالتهديد والتحرش بميلا بعد محتواها المعادي للإسلام، ما أجبرها على تغيير مدرستها كما دفع بالشرطة إلى تأمين الحماية لها بشكل دائم.

وأنزلت أحكامٌ مختلفة بالسجن النافذ بحق المدانين الـ 11، تتراوح من أربعة إلى ستة أشهر، إضافة إلى غرامة مالية بلغت قيمتها 1770 يورو على كل واحد بينهم.

والحكم الصادر في فرنسا يعد الأول من نوعه، حيث أنشأت محكمة باريسية متخصصة بالجرائم التي تحدث في المجال الافتراضي، ومن ضمنها جرائم التحرش والتنمر والتمييز.

وكانت المراهقة ميلا، التي أسست قضيتها لأول محاكمة متعلقة بالتنمر عبر الإنترنت، قالت في شهادة سابقة أدلت بها الشهر الفائت إنها تشعر “كأن حكماً بالقتل صدر عليها”.

وبعد صدور الحكم قالت ميلا إن جميع الضحايا يجب أن ينضموا إلى الكفاح ضدّ الانتهاكات في العالم الافتراضي وإنه يجب منع المتحرشين من الدخول إلى شبكات التواصل الاجتماعي. وأضافت الشابة أنها كانت تتوقع (حكماً) أخفَّ من ذلك.

وتقول ميلا إنها ملحدة وعندما كانت في سنّ الـ16 نشرت فيديوهات في إنستغرام وتيك توك وانتقدت الإسلام بشدة والقرآن كذلك. والآن بلغت 18 عاماً وفي شهادتها أمام القضاء قالت إنها لا تحب جميع الأديان، لا الدين الإسلامي وحده.

وتقول وكالة أسوشييتد برس إن المتهمين الثلاث عشرة من خلفيات وبيئات وأديان مختلفة في فرنسا، وكانوا هم الوحيدين الذين تمكنت أجهزة الدولة من تعقبهم، علماً أن كثيرين كتبوا تعليقات أو وجهوا رسائل لميلا. (EURONEWS)

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

2 Comments