على عكس فرنسا و اليونان .. ألمانيا ترفض التطعيم الإلزامي

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خطاب تلفزيوني، عن عدة إجراءات جديدة لوقف تفشي فيروس كورونا معانتشار المتحورة الهندية “دلتا” الشديدة العدوى.

ومن بين هذه الإجراءات، إلزامية التطعيم للعاملين في المؤسسات الصحية وفرض “الشهادة الصحية” في المطاعم والمقاهي والمراكز التجارية وبعض وسائل النقل اعتباراً من آب المقبل.

وكان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس هو الآخر قد أعلن عن ”إجبارية التطعيم في بلاده”.

والقرار يفرض تطعيم جميع العاملين في المستشفيات أو كبار السن أو دور رعاية المسنين بحلول 15 أيلول على أبعد تقدير، وإلا فلن يعودوا قادرين على العمل ولن يحصلوا على رواتبهم بعد الآن، وفقاً لوزير الصحة أوليفييه فيران.

أما في اليونان، فسيتم يتم تطبيق التطعيم الإجباري من منتصف آب على الموظفين في دور المسنين، ومن الأول من أيلول للقطاع الصحي، وقال رئيس الوزراء ميتسوتاكيس: “لا يمكننا إنهاء الفصل الأخير من الأزمة الصحية إلا إذا حصل الجميع على اللقاح”، مضيفاً أنه ”لن تدخل البلاد في وضع صحي سيء آخر بسبب مواقف بعض الأفراد”.

وقد أدى خطاب ماكرون إلى زيادة الحجز للحصول على مواعيد للتطعيم في فرنسا، بحسب ما نشر حساب موقع ”doctolib“ على “تويتر”.

وإلزامية التطعيم في الاتحاد الأوروبي لم تكن شائعة قبيل إعلان ماكرون وميتسوتاكيس عن قرارهما، ولكن في إيطاليا التي تأثرت بشكل كبير من الجائحة، فهي تفرض اللقاح على العاملين في المجال الصحي منذ آذار الماضي.

وبالإضافة إلى التطعيم الإلزامي، ترغب فرنسا في جعل ”دفتر التطعيمات” متطلباً لزيارة المطاعم وأماكن التسوق، والقطارات والطائرات ابتداء من آب، ويوفر دفتر التطعيمات معلومات حول التطعيم، وإن كان الشخص أصيب في كورونا مسبقاً أم لا.

وفي اليونان، فقد تم بالفعل التخطيط لقيود على الأشخاص غير المطعمين ابتداء من يوم الجمعة القادم.

وبالنسبة للفئات المعرضة للخطر التي تم تطعيمها في وقت مبكر من هذا العام، سيكون هناك أيضًا لقاحات معززة بجرعة ثالثة في فرنسا اعتباراً من أيلول، وتحدث ماكرون عن “سباق” جديد مع الفيروس الذي ينتشر مرة أخرى في أنحاء فرنسا، وأنه ”بدون اتخاذ إجراءات سريعة، فهناك خطر حدوث ضغط جديد على المستشفيات”.

وفي فرنسا، كما في اليونان، تم تطعيم حوالي 40% من السكان بشكل كامل، ولكن في كلا البلدين، ارتفع عدد الإصابات الجديدة مرةً أخرى مؤخراً، ويعزو الخبراء ذلك إلى متحور “دلتا”، الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند.

ويعتبر الألمان بحسب المقارنات الدولية، من أقل الشعوب تقبلاً لفكرة التطعيمات، ويعود ذلك إلى خلفيات سياسية وتاريخية حينما تم فرض التطعيم الإلزامي ضد الجدري قبل 150 عاماً.

وذكرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، عقب محادثات مع وزير الصحة ينس شبان ورئيس معهد “روبرت كوخ” لمكافحة الأمراض، لوتار فيلر، الثلاثاء، في برلين، أنه لا يوجد خطط في ألمانيا لجعل التطعيم إجبارياً على غرار فرنسا، وقالت: “لا ننوي سلك هذا الطريق الذي اقترحته فرنسا.. لقد قلنا إنه لن يكون هناك إلزام بالتطعيم”، مضيفةً أنها لا تعتقد أن تغيير هذا التعهد سيؤدي إلى كسب الثقة، موضحةً أنه يمكن كسب الثقة عبر الترويج للتطعيم.

وبهذا، فإن فكرة إلزامية التطعيم هي قضية سياسة في ألمانيا أكثر منها صحية، وكانت المستشارة ميركل قد أعلنت في وقت سابق ضرورة زيادة نسب التطعيم في البلاد، ليصل إلى 80%، ولكنها أكدت خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء، أن بلادها لا تخطط للتطعيمات الإجبارية للمواطنين.

وأضافت أن حصول المزيد من الألمان على اللقاح والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي والفحوص سيجنب البلاد موجةً رابعةً من الجائحة، موضحةً: “ليس لدينا نية للمضي في هذا الاتجاه، لن يكون التطعيم إلزامياً”. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها