مدينة إيطالية تبيع منازلها بـ 2 يورو فقط وسط اهتمام مشترين من الشرق الأوسط

من بين عدد لا يحصى من المدن الإيطالية التي اختارت بيع منازلها المتهدمة مقابل يورو واحد فقط، كانت بلدية “سامبوكا دي سيشيليا” هي الأكثر نجاحًا بلا شك.

وتم بيع حوالي 16 مسكنًا مقابل يورو واحد منذ أن تم الإعلان عن المخطط لأول مرة عبر CNN Travel في 2019، وأصبحت الأضواء موجهة نحو “سامبوكا” منذ ذلك الحين.

ولم يكن أحد متأكدًا من كيفية تمكن “سامبوكا” من التفوق على جميع المدن الأخرى غير المأهولة بجميع أنحاء إيطاليا، التي تكافح للتخلص من ممتلكاتها المتهدمة.

وربما يكون السبب هو حقيقة اشتراكها في اسمها مع المشروب الكحولي الإيطالي الشهير بنكهة اليانسون، أو تراثها الغني، أو معالمها السياحية، أو حتى أجوائها الغريبة.

وتم التخلي عن العقارات، التي تقع جميعها في حي “ساراسين” القديم في المركز التاريخي لسامبوكا، بعد أن تسبب زلزال مدمر في هز وادي بيليس في صقلية في 1968.

وطُرحت العقارات للتو في مزاد بتكلفة تبدأ بـ2 يورو، وستُباع لمن يعرض مبلغًا ماليًا أكبر، مثلما حصل في 2019.

وتم إطلاق المخطط الجديد في 15 يوليو/ تموز، ويمكن الآن تحميل نماذج الطلبات من موقع المدينة عبر الإنترنت.

وتنتهي عملية تقديم الطلبات في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني. وبمجرد تحليل جميع الطلبات والنظر فيها، سيُجرى مزاد علني، على الأرجح بعد بضعة أسابيع.

في 2019، غمرت قاعة المدينة آلاف الطلبات من المشترين المهتمين، ما دفع المنظمين إلى بيع العقارات المتاحة بالمزاد.

ورغم أن المنازل بيعت في نهاية المطاف بأسعار تتراوح من يورو واحد إلى 25 ألف يورو، إلا أن معظمها بيعت بمبلغ مالي يتراوح بين 5 آلاف و10 آلاف يورو.

وتشمل المنازل المعروضة للبيع مجموعة مختارة من المنازل ذات المستوى الواحد، التي تتراوح مساحتها بين 50 و80 مترًا مربعًا، وتتميز بساحات فناء داخلية مع أشجار الليمون.

وفي الوقت نفسه، بيعت أيضًا مبانٍ حجرية أكبر حجماً بمساحة 120 مترًا مربعًا متعددة الطوابق.

وبحسب شبكة “سي إن إن”، لم تكن المنازل معروضة للبيع فحسب، بل أيضًا مساحات فارغة في المدينة، ما يمنح المشترين حرية الاختيار لبناء ما يريدونه من الصفر.

وأوضح نائب رئيس بلدية المدينة، جوزيبي كاسيوبو: “كان لدينا اهتمام كبير بهذه المساحات المفتوحة من المشترين في الشرق الأوسط، فهي تمنح الناس مساحة أكبر للإبداع والإلهام، لتشكيل ما يريدون.. وتعد أرخص ثمنًا، أي حوالي 500 يورو”.

وتعد بعض المنازل في حالة جيدة بشكل لا يصدق، مع أرضيات بلاط خزفية قديمة مطلية، صممها أساتذة الفن الصقليون، والجدران ذات اللون البني الذهبي التي يعود تاريخها إلى عشرينيات القرن الماضي، ويبدو أنها ستكون الأكثر رغبة في المجموعة.

وتزامن موعد المزاد مع إعادة افتتاح إيطاليا أمام السياح، بعد إغلاق الحدود والقيود التي أحدثتها جائحة كوفيد-19.

وهذا يعني أن العديد من المشترين المهتمين سيكونوا قادرين على زيارة صقلية، اعتمادًا على أي جزء من العالم الذي يقيمون فيه.

وفي العام الماضي، أجلت المدينة إطلاق خطة مماثلة بسبب تأثير الوباء على إيطاليا بشكل خاص خلال الموجة الأولى.

واليوم، يعد وضع البلاد تحت السيطرة، كما أن عدد المصابين منخفض. وتستعد “سامبوكا” للترحيب بالوافدين مرة أخرى.

ويقول كاسيوبو: “سيجدون مدينة منتعشة مليئة بالطاقة والحياة، حيث تم تجديد العديد من المباني، ويتحدث الجيران في الشارع كلتا اللغتين الإنجليزية والفرنسية.. سامبوكا اليوم لها قيمة مضافة.. الحماس يملأ الأجواء”.

وأدى تأثير خطة البيع بيورو واحد في 2019 إلى إحداث ثورة اجتماعية واقتصادية في المدينة، ما خلق الكثير من الضجة.

وبالتالي، ازدهر سوق العقارات فيها، حيث اتبع السكان المحليون قيادة مجلس المدينة، ما أدى إلى أكثر من 100 عملية بيع، خاصة للمنازل منخفضة الأسعار.

وأدى ذلك إلى افتتاح مجموعة من ورش العمل الفنية الجديدة، ومحلات الحرفيين، ومعامل الصور، وحانات النبيذ، في حين تم إنشاء دورات في اللغة الإيطالية للأجانب.

وتم تخصيص أحد المنازل المعروضة للبيع، بقيمة 2 يورو، للفنانين الذين يرغبون في افتتاح استوديو فني.

وعلى عكس البلدات الأخرى التي توصلت إلى صفقات إسكان مماثلة لجذب القادمين الجدد، تمتلك سلطات “سامبوكا” بالفعل المساكن المهجورة.

وقد ساعد هذا في تسريع الإجراءات، حيث لا داعي للتواصل مع المالكين السابقين، الذين لم يعودوا منذ زلزال بيليس عام 1968، والذي شهد فرار العديد من العائلات من المنطقة، بينما هاجر البعض من المدينة بعد الحرب العالمية الثانية.

وتقع “سامبوكا” المعروفة باسم “مدينة العظمة” داخل محمية طبيعية وتحيط بها الشواطئ الرائعة والغابات والجبال.

ورغم شعبيتها المتزايدة، إلا أنه لا تزال “سامبوكا” مكانًا هادئًا.

ومع جذور تعود إلى المستوطنين اليونانيين القدماء، تعتبر متحفًا في الهواء الطلق بفضل هندستها المعمارية المتناقضة. وإذا كانت السماء صافية، يمكنك اكتشاف بركان جبل إتنا في صقلية، حيث كان هناك قصر فاخر سابقًا.

وتعد المنطقة أيضًا موطنًا للعديد من مزارع الكروم الشاسعة التي تمتد على طول الطريق إلى البحر. وكما هو الحال مع معظم المدن الإيطالية، تعد التخصصات الغذائية المحلية أيضًا نقطة بيع كبيرة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها