ألمانيا : تبدد آمال انتعاش السياحة في المناطق المتضررة من الفيضانات
تسببت كارثة الفيضانات بغرب ألمانيا في الإضرار بصناعة السياحة في المناطق المفضلة لدى المتنزهين وراكبي الدراجات وعشاق النبيذ، حيث تدمرت أماكن التخييم ومنشآت قضاء العطلات والفنادق والجسور والمسارات والطرق.
ومن جانبها، تقول ميشيل شفيفيل، مديرة فرع “جمعية بيوت العطلات الألمانية”: “إنها كارثة كبيرة بالنسبة للمضيفين، الذين فقدوا مصادر رزقهم حالياً بعد فترة طويلة من الإغلاق لمكافحة تفشي وباء كورونا”، مشيرةً إلى أن المناطق الريفية تعتمد بصورة مُلحة على السياحة.
وتقول شفيفيل: “ليس من الممكن بعد تقدير المدى الكامل للفيضان وتأثيراته على قطاع السياحة”، ولم يتضح عدد منشآت الإقامة التي تأثرت بالفيضان، وعدد من يرغبون في قضاء العطلات غير القادرين على السفر في الوقت الحالي.
وتُعتبر منطقتا “بركان إيفل” و”موزيل”، من الوجهات الشهيرة لقضاء العطلات، لا سيما بين العائلات المحبة لممارسة أنشطة التخييم ومحبي الطبيعة.
وفي حين أن ألمانيا لم تعد فتح أبوابها بعد أمام السائحين بنفس مستويات ما قبل تفشي فيروس كورونا، إلا أن السائحين الذين تم تطعيمهم وخضعوا لاختبار للتحقق من إصابتهم بفيروس كورونا من العديد من الدول الأوروبية، يمكنهم السفر إلى ألمانيا، بينما تم رفع معظم القيود المفروضة على إجراءات السفر في البلاد.
وكانت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل، ووزير المالية أولاف شولتس، وعدا في أعقاب الكارثة التي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 170 شخصاً في ألمانيا فقط، بتوزيع سريع للمساعدات المالية، وقد وافق مجلس الوزراء الألماني على صرف حزمة مساعدات طارئة بقيمة مئات الملايين من اليورو.
ومن المتوقع أن تستغرق أعمال إعادة الإصلاح والتعمير أعواماً، وبحسب “جمعية الفنادق والمطاعم الألمانية” في ولاية راينلاند بفالتس، على سبيل المثال، فليس هناك فعلياً أي نزل أو فنادق في منطقة “آرفايلر” التي تعرضت لاضرار بالغة، ستكون قادرة على خدمة الضيوف من جديد في غضون الـ12 شهراً المقبلة.
ومن جانبه، قال رئيس “جمعية الفنادق والمطاعم الألمانية”، جيريون هاومان، إن “البنية التحتية المدمرة والمباني المهدمة، وأيضاً نقص إمدادات الغاز، على سبيل المثال، لا تعطي إلا القليل من الأمل”.
ومن المتوقع أن يقوم عدد لا حصر له من الضيوف الراغبين في قضاء العطلات أيضاً بإلغاء حجوزاتهم في المناطق القريبة بالبلاد، والتي لم تتأثر جميعها بأزمة الفيضانات.
وأضاف هاومان: “نفترض أن هناك الآلاف من الأسرّة التي ستظل خاوية على الرغم من حلول موسم الذروة”، وذلك لأن الولاية بالكامل تُعتبر منطقة كوارث.
وأوضح أنه حتى منتجعات قضاء العطلات المنتشرة على طول نهر “موزيل”، تُعتبر جاهزة حالياً لاستقبال الضيوف من جديد.
وبحسب التقديرات الأولية لـ”الجمعية الاتحادية لقطاع التخييم” في ألمانيا، فإن هناك 4 مواقع للتخييم في ولاية شمال الراين فيستفاليا، و11 في راينلاند بفالتس، دمرها الفيضان لدرجة أنها لن تكون قادرة على الفتح لفترة غير محددة من الوقت.
وهناك أكثر من 3000 موقع للتخييم في أنحاء البلاد، التي عادة ما تحقق نحو 70% من حجم مبيعاتها خلال شهري العطلات، تموز وآب.
وبحسب جمعية شؤون السفر الالمانية “ديه إر في”، فإن العواقب المترتبة على ما حدث بالنسبة لمقدمي الرحلات النهرية، محدودة، وقال بنيامين كرومبن، المدير الإداري المشارك، لوكالة “فينيكس رايزن” لرحلات السفر عبر السفن السياحية: “لم يكن هناك الكثير من عمليات إلغاء الحجوزات، كما كان يُخشى في البداية”.
وقد تم إلغاء بعض الرحلات النهرية، وتغيير جداول البعض الآخر، ومن المتوقع أن يصير نهر الدانوب قابلاً للملاحة من جديد من مدينة باساو في ولاية بافاريا، بجنوب شرق البلاد، بحلول نهاية الأسبوع، وكذلك نهر “موزيل” ومسار “الراين” بأكمله.
ولا يمكن تقدير تأثير الكارثة على السياحة في ألمانيا بشكل عام في الوقت الحاضر، ومن الناحية التقليدية، فإن بحر البلطيق وبحر الشمال في ألمانيا، اللذين لم يتأثرا، وبافاريا، هي الأماكن الأكثر شعبية بين الراغبين المحليين في قضاء الرحلات.
وعلى الرغم من أن الفيضانات والانهيارات الأرضية قد خلّفت دماراً في دائرة “بريشتسغادنر لاند” في مطلع الأسبوع الجاري، لم تتأثر منشآت الإقامة السياحية إلى حد كبير، على ما يبدو. (DPA)[ads3]